قال الدكتور إيهاب عيد، أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي، أن أطفال التوحد يتمتعون بسمات سلوكية خاصة، أبرزها ضعف التفاعل الاجتماعي والتركيز الزائد على الذات، وهو ما يؤدي إلى انعزالهم عن العالم المحيط.
وأوضح الدكتور عيد، خلال لقائه مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت"، المذاع على قناة "الناس"، أن الطفل المصاب بالتوحد يظهر سلوكيات واضحة مثل عدم النظر أو التحدث إلى الآخرين، وعدم مراعاة الأعراف الاجتماعية، مشيرًا إلى أنه "يعيش في عالم داخلي منفصل نسبيًا عن الواقع، ويُركّز على ميوله الخاصة دون إدراك لمشاعر أو وجود الآخرين".
وأضاف أن هذه السلوكيات قد تتطور إلى درجة أن الطفل يبدو وكأنه يعيش في عالم افتراضي خاص به، حيث يتواصل مع أشخاص متخيلين، ويعبّر عن مشاعره بطرق غير معتادة مثل الصراخ، أو الحركات العنيفة، خصوصًا عند شعوره بالألم أو الانزعاج.
وأشار أستاذ الطب السلوكي إلى أن أحد التحديات الكبرى التي تواجه طفل التوحد هي الاضطرابات الحسية، حيث يعاني من حساسية مفرطة تجاه المؤثرات الحسية مثل الأصوات، الروائح، درجات الحرارة، والملمس، بل وحتى مؤثرات حسية دقيقة لا يشعر بها الآخرون.
واكد "الطفل التوحدي قد ينزعج من صوت لا نسمعه، أو يشعر بتغير طفيف في الحرارة لا نلاحظه، وهذا يؤدي إلى توتر كبير يظهر في تصرفاته وسلوكياته".
وشدد الدكتور إيهاب عيد على أهمية العلم والمعرفة الدقيقة لفهم خصائص الأطفال المصابين بالتوحد، مؤكدًا أن التوعية السليمة تتيح تقديم الدعم النفسي والسلوكي المناسب، وتهيئة بيئة تساعد الطفل على النمو بشكل صحي ومتوازن.
