في ظل التوسع في مشروعات الثروة الحيوانية، يمثل مشروع تسمين العجول واحدًا من أنجح المشاريع الزراعية التي يمكن أن تدر أرباحًا جيدة إذا ما تمت إدارتها بشكل صحيح، بحسب ما أكده عدد من خبراء الإنتاج الحيواني.

وأكد الخبراء أن اختيار السلالة المناسبة هو الخطوة الأولى لنجاح المشروع، حيث يُفضل اختيار سلالات معروفة بسرعة الاستجابة للتسمين مثل "الشارولي" و"الليموزين"، أو الاعتماد على عجول محلية مهجنة بهذه السلالات لزيادة إنتاجية اللحم.

وأشاروا إلى أهمية أن تتمتع العجول المختارة ببعض الصفات الجسمانية المهمة، مثل الطول العام للجسم، واتساع الأرجل الخلفية واستقامتها، والتي تؤهلها لنمو عضلي ممتاز.

 العمر المناسب للتسمين

وأوضح المختصون أن السن الأنسب لتسمين العجول يكون ما بين 6 إلى 10 أشهر، إذ أن العجول الأصغر من ذلك تكون بحاجة أعلى للبروتين بسبب احتياجات النمو، وهو ما يؤثر على اقتصاديات المشروع.

كما شددوا على ضرورة التحقق من سلامة وصحة العجول قبل الشراء، وذلك من خلال بعض الفحوصات البسيطة التي تساعد المربي على تفادي الوقوع ضحية للغش، مثل اختبار حركة العجل واستجابته البصرية، ومراقبة مشيته لاكتشاف أي عرج محتمل.

 دراسة السوق وتوقيت الشراء

من النقاط الجوهرية التي لا بد أن يراعيها المستثمرون في مجال التسمين هي معرفة مواسم رخص أو ارتفاع أسعار العجول، إلى جانب مزامنة شراء العجول مع توفر الأعلاف في المزرعة، وهو ما يساعد في تقليل التكاليف وتعظيم الأرباح.

 الأعلاف.. العنصر الأكبر في التكلفة

ونبه الخبراء إلى أن الأعلاف تمثل ما يزيد عن 40% من تكلفة المشروع، وبالتالي فإن التوفير في هذا الجانب يعد مفتاحًا مهمًا للنجاح، من خلال شراء الأعلاف عند توفرها وزراعتها محليًا في حال توافر الإمكانيات.

وأشاروا إلى أهمية زراعة أعلاف مثل التبن، الشعير، الذرة، والبرسيم الحجازي المجفف لتقليل الاعتماد على السوق.

 الرعاية الصحية ضرورة لا غنى عنها

فيما يخص الجانب الصحي، أوضح الخبراء أن الوقاية الصحية والتطعيمات تعتبر من أهم عوامل نجاح دورة التسمين، وتشمل:

التحصين ضد التسممات الداخلية خلال أول 3 أيام من دخول العجول، ثم إعادة التحصين بعد 20 يومًا.

علاج الطفيليات الداخلية والخارجية في الأسبوع الأول باستخدام مضادات طفيليات فعالة.

توفير الفيتامينات اللازمة، خاصة في المرحلة الأخيرة من التسمين أو عند ملاحظة ضعف في شهية العجول.

 ختامًا، شدد الخبراء على أن النجاح في مشروع تسمين العجول يعتمد على التخطيط السليم، اختيار الوقت المناسب، وإدارة التكاليف بعناية، إلى جانب الالتزام بالرعاية الصحية والبيطرية المنتظمة.