يواجه مربو أسماك المياه العذبة خلال فصل الشتاء مجموعة من التحديات الفنية التي تؤثر بشكل مباشر على إنتاجيتهم، أبرزها نقص الزريعة والإصبعيات عالية الجودة، ومشكلات جودة المياه في الأحواض، وغياب برامج وقائية فعّالة لمكافحة الأمراض الميكروبية والطفيلية، إضافة إلى نقص الكوادر الفنية القادرة على التعامل السريع مع المشكلات الصحية.

وتعد ظاهرة نفوق أسماك البلطي من أبرز الإشكاليات التي تسبب خسائر كبيرة، إذ تُعد هذه الأسماك حساسة للغاية للبرودة. حيث يتراوح النطاق المثالي لنمو البلطي بين 25 و30 درجة مئوية، بينما تتوقف تمامًا عن التغذية والنمو عند 16–18°م، ويشكل 10°م الحد الأدنى لتحملها، ما يجعلها عرضة للنفوق في أوقات الصقيع.

من أبرز أسباب نفوق البلطي خلال الشتاء: انخفاض درجات حرارة المياه، نقص الأكسجين الذائب الناتج عن الجفاف أو ركود المياه أو تكاثر الطحالب، الأمراض المعدية والطفيليات، الإصابات والجروح أثناء الفحص، وإعادة الأسماك المفحوصة إلى الأحواض، بالإضافة إلى مشكلات التشتية التي تزداد حدة عند انخفاض الحرارة إلى 8–10°م.

وتتأثر نسبة النفوق بعدة عوامل، منها حدة انخفاض الحرارة، مدة التعرض للبرودة، نوع الأسماك وحجمها، إذ تُعد الأسماك المهجنة والبلطي الأحمر أقل قدرة على تحمل البرودة مقارنة بالنيلي والأوريا، كما تتأثر الأسماك الكبيرة أسرع من الصغيرة.

ولتقليل الخسائر، يجب الالتزام بشروط أحواض التشتية، مثل ألا تزيد مساحة الحوض عن فدان، ويفضل نصف أو ربع فدان، وجودة الإنشاء، عمق الحوض لا يقل عن مترين، تربة طينية ثقيلة، إمكانية الري والصرف المستمر، واستخدام مياه آبار دافئة نسبيًا.

أما أهم إجراءات الوقاية خلال التشتية فتشمل استخدام أعلاف عالية البروتين (30%) للزريعة، رفع عمود المياه إلى أكثر من مترين، حماية الأحواض من الرياح الباردة، تغطية الأحواض جزئيًا في الأيام شديدة البرودة، تغيير المياه باستمرار في الأيام المشمسة، تقديم أعلاف غاطسة بمعدل 1% من وزن السمكة، إزالة الأسماك النافقة والمصابة فورًا، والالتزام بكثافة تخزين لا تتجاوز 100 ألف زريعة لكل حوض.

تطبيق هذه الإجراءات يضمن إنتاج إصبعيات قوية وكبيرة الحجم عند الحصاد، ويحد من الخسائر خلال فترات انخفاض درجات الحرارة.