في خطوة لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل فاتورة الاستيراد من اللحوم الحمراء، تسعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لدفع عجلة مشروعات تربية الإبل في مصر, وعلى الرغم من الفرص الاقتصادية الكبيرة التي تتيحها هذه المشروعات، إلا أنها لم تحظ بالانتشار الكافي بعد, يكشف تقرير صادر عن قسم بحوث تربية الإبل بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني عن نصائح ذهبية للمستثمرين الراغبين في دخول هذا المجال الواعد.

فرص اقتصادية واعدة

تستهلك مصر نحو مليون طن من اللحوم الحمراء سنويًا، تنتج منها محليًا حوالي 60%، بينما يُستورد الباقي, وتأمل وزارة الزراعة في أن تسهم مشروعات تربية الإبل في سد هذه الفجوة وتقليل الاعتماد على الاستيراد، نظرًا للجودة العالية للحوم الإبل وقيمتها الغذائية المتميزة.

"روشتة" النجاح لمشاريع تربية الإبل

يقدم خبراء معهد بحوث الإنتاج الحيواني مجموعة من النصائح الأساسية لضمان نجاح مشروعات تربية الإبل وتحقيق عائد اقتصادي مجزٍ:

البدء بحجم صغير: يُفضل البدء بعدد قليل من الرؤوس، مع التركيز على الإناث بنسبة تتراوح بين 80% إلى 85% لزيادة القدرة التناسلية للقطيع.

الاعتماد على الرعي: لتقليل تكلفة مدخلات الإنتاج، يجب الاعتماد بشكل كبير على الرعي الطبيعي كمصدر رئيسي لتغذية الإبل.

توفير مصادر مياه نظيفة: ضمان توافر مصادر مياه شرب نظيفة وكافية يعد أمرًا حيويًا لصحة القطيع وإنتاجيته.

نظافة الحظائر والمراعي: الحفاظ على بيئة نظيفة للإبل يساهم في الوقاية من الأمراض وتحسين الأداء العام.

زراعة أشجار صحراوية معمرة: يُنصح بوضع أشجار معمرة تتناسب مع البيئة الصحراوية، لتكون مصدرًا للتغذية والتظليل والحماية، فضلاً عن كونها مصدرًا للبروتين.

مساحة كافية للحركة: تحتاج كل رأس إبل إلى مساحة تقدر بـ 20 مترًا مربعًا على الأقل، حيث أن الإبل حيوانات اجتماعية وتحتاج إلى حرية الحركة لضمان إنتاج جيد وصحة مثالية.

مزايا تربية الإبل: لحوم وجلود و"الكنز الأبيض"

يؤكد التقرير على المزايا المتعددة لمشروعات تربية الإبل:

لحوم عالية الجودة: تتميز لحوم الإبل بجودة عالية وقيمة غذائية فريدة.

جلود فائقة الجودة: تعتبر جلود الإبل من أجود أنواع الجلود التي يمكن تصنيعها، مما يجعلها مصدر دخل إضافيًا مهمًا للمربين.

لبن الإبل: الكنز الأبيض: يُعتبر لبن الإبل من أهم العناصر الغذائية لقيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية المتعددة. يحتوي على نسبة بروتين تتراوح بين 2% و4%، وبروتينات سهلة الهضم غنية بالأحماض الأمينية الأساسية, كما يتميز بوجود فيتامين C بكميات أكبر بثلاث مرات من حليب الأبقار، مما يعزز الجهاز المناعي ويدعم الجهاز العصبي ويحسن وظائف الجسم، بالإضافة إلى تعزيز إنتاج الطاقة وصحة الجلد والعينين.

يُفضل عند إنشاء مزارع الإبل أن تكون في أماكن مفتوحة ومحاطة بسياج من النباتات الصحراوية المعمرة والغنية بالبروتين التي تتحمل الجفاف، لتوفر بيئة مثالية لهذه الحيوانات القوية.