تُعد تربية النعام من المشاريع الزراعية الحديثة نسبيًا، لكنها تكتسب شعبية متزايدة في عدد من الدول، خاصةً لما يتميز به هذا الطائر العملاق من فوائد اقتصادية وغذائية متعددة. فالنعام يُربى لإنتاج اللحوم الصحية والجلود عالية الجودة، إلى جانب الاستفادة من البيض والريش، وهو ما يجعله خيارًا مربحًا للمزارعين والمستثمرين على حد سواء.

لماذا النعام؟

يتميز النعام بقدرته الكبيرة على التأقلم مع البيئات الجافة وشبه الجافة، وهو ما يجعله مناسبًا للعديد من المناطق العربية والأفريقية. كما أن لحم النعام غني بالبروتين، قليل الدهون والكوليسترول، ما يجعله بديلًا صحيًا للحوم الحمراء التقليدية. أما جلده، فيُستخدم في صناعة الجلود الفاخرة، بينما يُستفاد من بيضه وريشه لأغراض متعددة.

أساسيات إنشاء مزرعة نعام

لبدء مشروع تربية النعام، يُنصح باختيار مساحة واسعة نسبيًا، لأن النعام يحتاج إلى حرية حركة كبيرة. كما يُفضّل توافر منطقة محمية من الرياح والأمطار، وتوفير تغذية متوازنة تعتمد على الحبوب والبروتينات النباتية والحيوانية. يبدأ المشروع عادة بشراء صغار النعام (عُمر 3-6 أشهر)، أو عبر تحضين البيض في حاضنات خاصة.

الرعاية الصحية والتحديات

رغم أن النعام طائر مقاوم نسبيًا للأمراض، إلا أن الاهتمام بالرعاية الصحية أمر ضروري. من أبرز المشاكل التي قد تواجه المربي: أمراض الجهاز الهضمي، ضعف التحصين المناعي، والإجهاد الحراري. وينصح بالتعامل الدائم مع طبيب بيطري مختص، واتباع برامج تطعيم ورعاية دورية.

التسويق والربحية

نجاح مشروع تربية النعام يعتمد بشكل كبير على التسويق الفعّال. يجب على المربين التعرف على قنوات بيع اللحوم والجلود والبيض، سواءً للأسواق المحلية أو التصدير. فمنتجات النعام تحظى بطلب عالٍ من فئات تبحث عن البروتينات الصحية والمنتجات الجلدية الفاخرة.

ختامًا.. استثمار ذكي في طائر عملاق

يمكن اعتبار تربية النعام استثمارًا ذكيًا لمن يبحث عن مشروع زراعي غير تقليدي يحقق عوائد مرتفعة. ومع وجود دعم فني وبيطري جيد، ومعرفة بأساسيات التربية، يمكن لهذا المشروع أن يحقق الاستدامة والربح في آنٍ واحد.