يبرز مشروع تربية البط الفرنسي كفرصة اقتصادية واعدة في السوق المصري، مقدمًا عوائد مجزية للمربين بفضل جودته العالية وإقبال المستهلكين عليه.

في حوار مع برنامج "كان هنا"، سلط المربي نبيل عاصي من محافظة القليوبية الضوء على تفاصيل هذا المشروع، مؤكدًا على تميز هذه السلالة اللحمية وإمكاناتها الاستثمارية.

البط الفرنسي: سلالة لحمية بامتياز تكتسح السوق

يوضح عاصي أن أمهات البط الفرنسي تُستورد من فرنسا خصيصًا لإنتاج اللحم، حيث لا يُربى هذا النوع لإنتاج البيض المعد للاستهلاك. يتم إنتاج الكتاكيت محليًا بعد استيراد الأمهات، ويركز المربون على تسمين البط الفرنسي ليصل متوسط وزنه إلى 3.5 إلى 4 كيلوجرامات.

ويؤكد عاصي أن الطلب على البط الفرنسي مرتفع جدًا في السوق المصري، مقارنًا شعبيته بدجاج التسمين، ويعزى ذلك إلى لون لحمه الأبيض ونكهته المميزة التي تجعله المفضل لدى المجازر، الفنادق، والقرى السياحية.

كثافة مثالية وأسعار تنافسية

لضمان بيئة صحية ومناسبة لنمو البط، يوصي عاصي بتخصيص متر مربع واحد لأربع بطات، مع التأكيد على أن تحديد الكثافة يعتمد على المساحة الإجمالية للمزرعة، أما عن الأسعار، فيعد البط الفرنسي الأعلى سعرًا مقارنة بالمسكوفي والمولر، حيث يتراوح سعره بين 80 إلى 85 جنيهًا للكيلوجرام في المواسم.

ويُشير عاصي إلى أن جودة لحوم البط الفرنسي العالية نابعة من اعتماده على أعلاف نظيفة تتكون أساسًا من الذرة والصويا والمركزات، مما يجعله خيارًا صحيًا مفضلًا لدى المستهلكين.

سوق محلي مزدهر وتحديات المناخ

يُستهلك إنتاج البط الفرنسي بالكامل في السوق المحلي، حيث لا يتم تصدير لحومه للخارج. وتعد محافظات الصعيد، من الفيوم حتى أسوان، من أكبر الأسواق المستهلكة، ويأتي التجار منها لشراء كميات كبيرة.

ويكشف عاصي أن أفضل مواسم تربية البط تكون خلال فصلي الشتاء والخريف، حيث تساعد درجات الحرارة المنخفضة البط على تحقيق أوزان أكبر، بينما يؤثر الصيف سلبًا على معدل النمو بسبب انخفاض استهلاك العلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

الإضاءة: عامل حاسم في الإنتاج

يؤكد عاصي على الأهمية الكبيرة للإضاءة في تربية البط. فالبط المخصص للتسمين يتطلب إضاءة طويلة لضمان استمرارية النمو وزيادة معدل استهلاك العلف، مما يساهم في تحقيق الأوزان المطلوبة خلال فترة قصيرة، ويعكس هذا التفصيل الدقيق مدى العناية التي توليها المزارع لضمان جودة المنتج النهائي.