تُعد النظافة والصرف الصحي الممتازين ركيزتين أساسيتين للقضاء على معظم الأمراض في قطعان الدواجن. ورغم أن بعض الأمراض قد تكون أكثر صعوبة في القضاء عليها، إلا أنه يمكن السيطرة عليها بفعالية من خلال الاستخدام الصحيح للمطهرات والمُعقمات.

فغياب السيطرة على الأمراض يُمثل تهديدًا دائمًا لنجاح أي عملية تربية دواجن، حيث يزيد من احتمالية التلوث الجرثومي وانتشار العدوى. يشير مصطلح "الصرف الصحي" ببساطة إلى تهيئة ظروف بيئية مواتية للصحة.

ممارسات الإدارة والوقاية من الأمراض

تُساهم ممارسات الإدارة الجيدة بشكل كبير في الوقاية من الأمراض والتلوث بالكائنات المسببة للأمراض. هذه الممارسات غالبًا ما تكون بسيطة، ميكانيكية، وغير معقدة، وتتطلب القليل من النفقات الرأسمالية. يعتمد نجاحها على وجود موقف إيجابي، برنامج عملي، وتطبيق سليم.

تتطلب عملية تنظيف حظائر الدواجن أو المفرخات وقتًا، جهدًا، طاقة، ومالًا، لذا يجب القيام بها بشكل صحيح لتحقيق أفضل النتائج. لا يكفي التطهير وحده للسيطرة على الأمراض، لكنه بالاشتراك مع ممارسات مكافحة الأمراض الأخرى يُساهم كثيرًا في تقليل حدوث العديد منها.

التطعيم: درع الحماية ضد الأمراض الفيروسية

يُعد التطعيم أحد أكثر الطرق فعالية للوقاية من أمراض معينة في الدواجن. فهو يحفز الجهاز المناعي للدواجن على تطوير حماية ضد تفشي الأمراض الخطيرة. نظرًا لأن الفيروسات تُحفز مناعة أفضل من الكائنات الدقيقة الأخرى، فإن معظم لقاحات الدواجن تستهدف الأمراض الفيروسية مثل:

مرض نيوكاسل

التهاب الشعب الهوائية المعدي

التهاب الحنجرة والقصبة الهوائية

جدري الطيور

مرض الجراب المعدي (الجمبورو)

تصنيف الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض واستراتيجيات المكافحة

يمكن تصنيف الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض من الأصغر إلى الأكبر كالتالي: الفيروسات، البكتيريا، الفطريات، الأوليات، والطفيليات.

جميع هذه الكائنات، باستثناء الفيروسات، حساسة للأدوية أو المضادات الحيوية، مما يتيح العلاج عند حدوث تفشٍ للمرض.

نظرًا لمقاومة الفيروسات للأدوية والمضادات الحيوية، فإن مكافحتها تعتمد بشكل كامل على الوقاية من خلال:

الصرف الصحي: للحفاظ على بيئة نظيفة.

العزل: لمنع انتشار العدوى.

التطعيم: لتحفيز مناعة الطائر.

التطعيم هو إدخال مادة بيولوجية محددة (مستضد) إلى الطائر لتحفيز تكوين مقاومة أو مناعة لمرض معين. هذه المادة عادة ما تكون كائنات حية مسببة للأمراض تم إضعافها (موهنة) أو قتلها بحيث لا تسبب المرض الشديد، لكنها تُحفز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم الكائنات المسببة للمرض عند تعرض الطائر لها. يمكن أيضًا توفير حماية قصيرة المدى عن طريق التطعيم بمصل مضاد يحتوي على أجسام مضادة جاهزة.

التعامل مع حالات فشل التطعيم واستخدام الأدوية

في بعض الأحيان تحدث "فاشيات تطعيم" رغم التحصين. تتأثر استجابة اللقاح في الدواجن بعدة عوامل تتعلق بالمضيف والبيئة. عند حدوث فشل في التطعيم، يجب مراجعة برنامج التطعيم الكلي.

على الرغم من أن التطعيم يوفر وسيلة لمنع العديد من أمراض الدواجن، إلا أن بعض الأدوية والمضادات الحيوية ضرورية للمساعدة في تخفيف أعراض عدد كبير من الأمراض. هذه الأدوية هي مواد كيميائية تستهدف الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض، إما بقتلها، إضعافها، أو تعطيل دورة حياتها. يمكن إعطاؤها عبر العلف، الماء، أو الحقن.

يجب دائمًا الالتزام بالجرعات الموصى بها من الشركة المصنعة، لأن أي تخفيف سيؤثر على الفعالية. كما يجب الحذر من تجاوز الكمية الموصى بها، حيث أن بعض الأدوية قد تكون لها آثار ضارة على الطيور بجرعات زائدة.

مقاومة الأدوية والمضادات الحيوية

عند إعطاء الأدوية لفترات طويلة أو بجرعات منخفضة، قد تُصبح أنواع معينة من البكتيريا مقاومة للدواء، مما يفقده فعاليته. تتطور المقاومة بشكل أساسي للأدوية التي تُمتص من الأمعاء (الأدوية الجهازية).

تُستخدم المضادات الحيوية للسيطرة على الأمراض التي تسببها البكتيريا أو الكائنات الحية المشابهة. ليس لها قيمة ضد العدوى الفيروسية، ولكنها قد تقلل الضغط على الطيور الناتج عن العدوى الثانوية البكتيرية/الفطرية/الطفيلية.

تعمل المضادات الحيوية عن طريق تعطيل مراحل مختلفة من الأيض الخلوي للبكتيريا أو تغيير الجراثيم المعوية. لكي تكون فعالة، يجب أن تكون كمية المضاد الحيوي كافية لمهاجمة جميع البكتيريا الموجودة.

أهمية التشخيص الدقيق والاستخدام الآمن للأدوية

يُستخدم المختبر التشخيصي تقنية تُعرف باسم اختبار الحساسية لتحديد الأدوية الفعالة لعلاج مرض معين، مما يُظهر الأدوية التي تُعطي نتائج جيدة وتلك غير الفعالة.

تتطلب الإدارة السليمة للأدوية اتباع جميع الاحتياطات الموضحة على ملصق المنتج، بما في ذلك الجرعة، طريقة الإعطاء، وفترة الانسحاب المطلوبة. يجب دائمًا استخدام الأدوية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج مرض الدواجن المحدد.