تعد تربية الحمام مشروعًا مجزيًا يتطلب فهمًا دقيقًا لاحتياجات هذه الطيور، بدءًا من اختيارها الصحيح وحتى توفير البيئة الغذائية والصحية المثلى.

اختيار الحمام والحجر الصحي

عند شراء الحمام، يُنصح بشدة باختيار الطيور من حظيرة معروفة وموثوقة بدلًا من الأسواق المفتوحة، لضمان صحتها وخلوها من الأمراض, بعد الحصول على أي حمام جديد، يجب فصله عن بقية القطيع بوضعه في الحجر الصحي لمدة 40 يومًا, تشير الأبحاث إلى أن هذه الفترة كافية لظهور أي جراثيم مرضية كامنة، مما يقلل من خطر انتقال العدوى إلى الطيور الأخرى.

لشراء سلالات الحمام المختلفة، تُعد "دكا" في بنغلاديش وجهة ممتازة، ويفضل الشراء مباشرة من المنازل لتجنب الطيور المريضة, من السلالات التي تُظهر أداءً جيدًا في تربية الفراخ: الحمام المحلي (الجولا)، والتمبلر، والهجين، والهومر.

النظافة والرعاية الدورية

تُعد النظافة أساسية لصحة الحمام. يجب تنظيف المزرعة مرة واحدة أسبوعيًا، ومرة واحدة سنويًا باستخدام مطهرات قوية مثل مسحوق التبييض، والبوتاس، والجير، التي تُعد فعالة ومنخفضة التكلفة.

للحفاظ على صحة الحمام، يُنصح بتحميم الطيور مرة واحدة أسبوعيًا خلال الموسم الحار، مع الانتباه لعدم القيام بذلك أثناء فترة التعشيش, في حال وجود إصابة بالطفيليات الخارجية، يمكن إضافة كمية قليلة جدًا من البوتاس إلى ماء الاستحمام.

تحديد نقاء الحمام وإدارة التكاثر

لتحديد الحمام النقي والصحي، يجب معرفة خصائصه البارزة, من المعايير الشائعة لتقييم الصحة الجيدة: الريش اللامع، التنفس الطبيعي، صفاء العين، حركة الجسم النشطة، ووجوه الحمام الصافية.

يُفضل دائمًا شراء الحمام في مرحلة البلوغ, يكون الحمام نشطًا جنسيًا حتى عمر 4-5 سنوات، وخلال هذه الفترة يجب محاولة تكوين أزواج جديدة عن طريق تحديد جنس الذكر والأنثى وتزويجهما مع سلالات أخرى من نفس النوع, هذا التزاوج الخارجي مهم جدًا لكفاءة الإنتاج. لتحقيق الربح، تُعد سلالات دجاج اللحم مثل الملك، والموندين، والمجري، والرنت، والوشق البولندي خيارات جيدة.

النظام الغذائي الأمثل والمتوازن

يُعد الغذاء الصحي المتوازن، الذي يحتوي على مكونات مختلفة بنسب دقيقة، حجر الزاوية في صحة الحمام وإنتاجيته, تشير أبحاث الدكتور كولين ووكر إلى أن حمام السباق، بطبيعته الرياضية، يحتاج إلى 12-14% بروتين لتعويض تعب العضلات، ويمكنه الحصول على الطاقة من الدهون والكربوهيدرات.

البروتينات: يحتوي الذرة على 10% بروتين، والقمح 9.5%، والبازلاء 25%، والأرز 6%. لتقليل نسبة البروتين إذا كانت مرتفعة، يمكن تقليل البازلاء وزيادة الذرة والقرطم, البروتين ضروري لنمو الحمام، وتساقط الريش، والتكاثر. يجب الانتباه إلى أن البقوليات قد تحتوي على مواد مضادة للهضم مثل حمض الفيتيك والتانين.

الدهون: نسبة الدهون بين 5-11% هي الأفضل للحمام، لكن تجاوز 30% قد يسبب السمنة، الكبد الدهني، والسكري من النوع الثاني, يحتاج الحمام المتسابق إلى 10-15% دهون ليصبح لائقًا.
الكالسيوم والفوسفور: يجب أن يكون الكالسيوم حوالي 1% في النظام الغذائي، ونسبة الكالسيوم إلى الفوسفور تحتاج إلى عناية خاصة, يُعد صدف المحار الذي يزيد حجمه عن 6 مم مصدرًا ممتازًا لكربونات الكالسيوم ويجب توفيره باستمرار.
نظام تغذية مقترح: يُعد التغذية منطقة معقدة، لذا يجب توخي الحذر الشديد للحصول على أفضل أداء. كغذاء يومي، يمكن خلط:
الذرة: 6 كجم في الشتاء (4 كجم في الصيف).
القمح: 4 كجم في الشتاء (6 كجم في الصيف).
البازلاء السوداء: 2.5 كجم.
الدخن الياباني: 0.5 كجم.
رشة من الخردل: تُقدم كل حمامة يوميًا في المساء.

ممارسات التغذية ورعاية الفراخ

لتحقيق أفضل أداء في المزرعة، يُنصح بالتغذية الجماعية المنتظمة مرتين يوميًا لضمان الصحة البدنية والنفسية للحمام.
المواعيد: الصباح (8 صباحًا) والمساء (6 مساءً).
الفراخ: بعد الفقس لمدة سبعة أيام، تحتاج الفراخ إلى تغذية إضافية في منتصف اليوم (2 ظهرًا). في هذه الفترة، يجب أن تكون جميع الحبوب صغيرة الحجم. يمكن للفراخ التي تبلغ 14 يومًا البدء في تناول الطعام المعتاد.
كمية الطعام: تتناول كل حمامة 60 جرامًا كحد أقصى يوميًا.
النظافة: يجب إخراج جميع أواني الطعام من حجرة الحمام بعد التغذية.
للتفريخ ووضع البيض، يُنصح باستخدام وعاء طيني بقطعة قماش ناعمة، مع تجنب استخدام الصحف لأن نعومتها قد تسبب تباعد أرجل الفراخ.
وأخيرًا، يجب تنظيف مياه الحمام دائمًا، لأنها تُعد مصدرًا رئيسيًا للعدوى في معظم الحالات. باتباع هذه الإرشادات، يمكن لمربي الحمام تحقيق أقصى استفادة من قطعانهم وضمان صحة طيورهم.