الخميس، 03 ذو القعدة 1446 ، 01 مايو 2025

لمربي الدواجن.. أبرز الأخطاء الشائعة في تغذية الدواجن وطرق تحقيق التوازن الصح في العلف

الدواجن دواجن  الفراخ فراخ
تربية الدواجن
أ أ
techno seeds
techno seeds
تعتبر تغذية الدواجن من الأساسيات التي تقوم عليها صناعة الدواجن، والتي تعد من القطاعات الاستراتيجية الحيوية التي تعزز قدرة الدول على تحقيق الأمن الغذائي وتلبية احتياجات المواطنين من البروتين الحيواني، ولذلك، يُعد الاهتمام بتغذية الدواجن أمرًا ضروريًا للمربين والمستثمرين، ويجب أن يكون لديهم معرفة تامة بقواعد ومتطلبات هذا المجال.

وقد تم تناول هذا الموضوع من قبل الدكتور عبد الرحيم ريحان، باحث تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، خلال استضافته في برنامج "المرشد الزراعي" الذي يقدمه الإعلامي طه اليوسفي عبر قناة مصر الزراعية.


تغذية الدواجن ودورها في نجاح هذه الصناعة 

أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، باحث تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن التغذية تشكل أكثر من 70% من التكاليف المتغيرة في إنتاج الدواجن، وأكد أن أي خلل في نظام التغذية يؤثر بشكل كبير على الإنتاج ويصعب معالجته بعد حدوثه.

كما أشار إلى أن الأبحاث العلمية تركز على تعزيز الاستفادة من المكونات العلفية من خلال تحسين عمليات الهضم واستخدام العناصر الغذائية بكفاءة عالية وبأقل كميات ممكنة، وأضاف أن بعض الشركات العالمية تعتمد على تقنيات مثل التخمير لتحليل مكونات العلف قبل تقديمها للطائر، مما يساعد في زيادة كفاءة الامتصاص وتقليل الفاقد.


أثر التغذية السليمة على نجاح التربية

كما أوضح ريحان أن نجاح عملية التربية يعتمد بشكل أساسي على تغذية الدواجن السليمة، مشيرًا إلى أن التكلفة المرتفعة لتربية الدواجن في الوقت الحالي، حيث تتطلب دراسة دقيقة لكيفية تقليل الهدر وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة بأقل التكاليف، لافتًا إلى أن أسعار الكتاكيت ارتفعت بشكل كبير، مما يجعل أي خسارة في الإنتاج تؤثر بشدة على المربي، مضيفًا أن دخول أي مستثمر إلى مجال تربية الدواجن دون معرفة دقيقة بالاحتياجات الغذائية قد يؤدي إلى خسائر كبيرة، مشددًا على ضرورة فهم كل مرحلة عمرية ومتطلباتها الغذائية لتجنب حدوث اختلالات تؤثر سلبًا على صحة الطائر.


أخطاء شائعة في تغذية الدواجن

وأوضح ريحان أن بعض المربين يرتكبون خطأ تقليل عدد مراحل التغذية إلى مرحلتين فقط بدلاً من ثلاث أو أربع مراحل، اعتقادًا منهم أن زيادة البروتين في العلف ستسرع نمو الطيور، وأكد أن هذا التصرف يؤدي إلى زيادة نسبة حمض اليوريك في الجسم، مما يضع عبئًا على الكلى وقد يتسبب في مشاكل صحية للطائر، كما أشار إلى أن برامج التغذية الحديثة تعتمد على تقنيات متطورة لحساب نسب العناصر الغذائية المهضومة بدقة، مما يضمن تحقيق التوازن الغذائي الأمثل للطائر.

تأثير احتياجات السلالات المختلفة على العليقة


وأشار ريحان أن كل سلالة من الدواجن تتطلب احتياجات غذائية خاصة بها، مشيرًا إلى أن السلالات التجارية مثل الفراخ البيضاء تحتاج إلى مستويات مرتفعة من البروتين بسبب سرعتها في النمو وكفاءتها في استخدام الغذاء، بينما تحتاج السلالات البلدية إلى مستويات أقل من البروتين، لأنها لا تمتلك نفس القدرة على الاستفادة من كميات البروتين العالية. وأضاف أن تحديد الحد الأدنى للاحتياجات الغذائية الضرورية يساعد في تحقيق أفضل معدل تحويل غذائي بأقل التكاليف.


التوازن الغذائي في العليقة

شدد ريحان على أهمية توازن العناصر الغذائية داخل العلف، موضحًا أن بعض العناصر مثل ملح الطعام، رغم رخص ثمنه، يلعب دورًا حاسمًا في عملية التغذية، مشيرًا إلى أن نقصه يؤدي إلى اضطرابات خطيرة مثل ظاهرة الافتراس بين الطيور، بينما يؤدي زيادته إلى زيادة استهلاك المياه وارتفاع معدلات الرطوبة داخل العنابر، مما يساهم في انتشار الأمراض، موضحًا أن التغذية يجب أن تكون متكاملة ومتوازنة لضمان صحة الطيور وتحقيق أعلى معدلات الإنتاج.

 

العناصر الأساسية في العليقة

أوضح ريحان أن هناك توازنًا ضروريًا بين العناصر المختلفة داخل العليقة، مشيرًا إلى أن هذا التوازن يشمل الصوديوم والبوتاسيوم والكلورايد، موضحًا أن وجود اختلال في هذه النسب قد يؤثر على الصحة العامة للطائر، لافتًا إلى أن بعض التركيبات العلفية تتطلب إضافة مصادر أخرى للصوديوم مثل بيكربونات الصوديوم لتحقيق التوازن المطلوب، موضحًا أن هذا الأمر يتم وفق دراسات علمية دقيقة تضمن تحسين كفاءة التغذية.



أهمية الاستعانة بالمتخصصين

كما أوضح ريحان عن أن أحد الأخطاء الشائعة في تركيب العليقة، بيكون هو الاعتماد على معلومات غير موثوقة أو عدم الاستعانة بالمتخصصين في تغذية الدواجن، مشيرًا إلى أن هذا الخطأ قد يكون كارثيًا خصوصًا في المزارع الكبيرة التي تحتوي على أعداد ضخمة من الطيور، مضيفًا أن المخاطرة في هذه الحالة غير مقبولة، لافتًا إلى أن نجاح شركات الإنتاج الكبرى يعتمد على الخبراء والمتخصصين في التغذية لضمان تحقيق أعلى معدلات إنتاج بأفضل كفاءة ممكنة.


مصادر المكونات العلفية وركائز نجاح برامج تغذية الدواجن

أوضح ريحان أن التعلم والاستفادة من الخبرات العلمية أمر ضروري لكل من يرغب في الدخول إلى مجال إنتاج الدواجن، مشيرًا إلى أن التغذية ليست مجرد مزج لمكونات العلف، بل هي علم يتطلب دراسة دقيقة لكل عنصر غذائي والتأكد من ملاءمته لاحتياجات الطائر، لافتًا إلى أن هناك العديد من المكونات التي تدخل في تركيب العليقة مثل البروتين الذي يعتمد على مصادر مختلفة مثل كسب فول الصويا، بالإضافة إلى مصادر الطاقة مثل الذرة الصفراء، موضحًا أن بعض المكونات تمتلك وظائف مزدوجة، حيث توفر الطاقة والبروتين في آنٍ واحد مثل جلوتين الذرة.
 

الإضافات الغذائية ودورها في تحسين الإنتاج

أشار ريحان إلى أن الألياف تُعد عنصرًا أساسيًا في العليقة، حيث يتم توفيرها من خلال الردة ونخالة القمح، بينما يتم الحصول على الكالسيوم من مصادر مثل الحجر الجيري، موضحًا أن الفسفور يُضاف عبر مركبات مثل ثنائي فوسفات الكالسيوم، بينما يتم ضبط مستوى الصوديوم عبر ملح الطعام أو بيكربونات الصوديوم، لافتًا إلى أن الفيتامينات والمعادن يتم إضافتها عبر خلطات متخصصة لضمان تحقيق التوازن الغذائي المطلوب.


تجنب الأخطاء الشائعة في تغذية الطيور

كما كشف ريحان عن أن هناك خطأ شائعًا بين بعض المربين يتمثل في خلط أنواع مختلفة من الطيور في مكان واحد وتقديم نفس العليقة للجميع، موضحًا أن لكل نوع من الطيور احتياجات غذائية مختلفة، مشيرًا إلى أن البط والدواجن لا يمكن تغذيتهما بنفس الطريقة، لأن لكل منهما معدل نمو مختلف وقدرة مختلفة على هضم العناصر الغذائية، مشددًا على أهمية تخصيص عليقة لكل نوع من الطيور لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من عملية التغذية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة