قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن التسليم الحقيقي لله لا يتعارض مع السؤال والبحث عن الفهم، موضحًا أن الإسلام لا يطالب الإنسان بأن يلغي عقله، بل أن يسلم بعد أن يفهم ويقتنع.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "يعني هضرب لك مثال... تعالوا نتخيل، لا قدر الله، لو أنا رفعت عليك مسدس، وقلت لك: ارفع إيديك... هترفع؟ طبعًا هترفع.. هتسألني ليه؟ لا مش هتقدر، لأنك تحت تهديد.. يبقى كده التسليم الحقيقي يتنافى مع السؤال وقت الخوف، لكن في الدين، مطلوب إنك تسأل قبل ما تسلم".
وأضاف: "اللي بيسلم، هيسلم، ومش هيسأل، لكن اللي لسه ما سلّمش، لازم يسأل ويتدبر، القرآن نفسه بيأمرنا بكده، ربنا قال: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، يعني العلم قبل التوحيد، مش العكس! ربنا ما قالش: قول لا إله إلا الله وبعدين شوف تفهم إيه.. لا، قال: اعلم، اعرف، افهم، تدبر، الأول... وبعدين آمن".
وتابع الجندي: "يعني لو حد قال لا إله إلا الله من غير ما يكون فاهم معناها، ولا مؤمن بقلبه، ولا حاسس بقيمتها... الكلمة ملهاش تأثير حقيقي في قلبه ولا في سلوكه، لازم تكون مقتنع من جوه، لازم تسأل، وتفهم، وتتدبر، وبعدين تسلّم بقلب مرتاح".
وقال: "اسمع الآية دي: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم)... يعني ربنا بيقولك إن الفتية أصحاب الكهف، اللي كانوا في سن الشباب، ربنا بعثهم عشان يتساءلوا... مش يسكتوا! يبقى لازم نتعلم منهم ونسأل".
وشدد قائلاً: "أنا بقول لكل شاب: قبل ما تمضي على بياض، قبل ما تسلّم عقلك لحد، لازم تفكر هو بيقول إيه، وكلامه هيودينا على فين، وإيه اللي هاخده أنا من وراه، وإيه الضرر اللي ممكن يحصل، وهل الكلام ده منطقي؟ وهل ليه أصل؟ وهل الشيخ اللي قال الفتوى دي عنده دليل؟".
وختم الجندي حديثه قائلاً: "اسأل شيخك، قل له: جبت الكلام ده منين؟ قلت كده ليه؟ ما تقوليش أصل الشيخ فلان قال كده وخلاص. ده اللي عمل المصايب! لازم تسأل وتفهم وتتدبر، وبعد كده سلّم وأنت مرتاح ومقتنع".