الجمعة، 20 ربيع الأول 1447 ، 12 سبتمبر 2025

انفصال أفريقيا يثير مخاوف عالمية: تحولات جيولوجية كبرى تعيد رسم خريطة الأرض نهاية خريطة القارة

331
انقسام أفريقيا
أ أ
techno seeds
techno seeds
تشهد خريطة العالم تغيرات جذرية نتيجة تحولات في باطن الأرض، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن قارة أفريقيا ستنقسم إلى شقين، في تحول يشبه مشاهد الخيال العلمي.

يتم حالياً تكوين صدع هائل يقطع ثاني أكبر قارات العالم من الشمال الشرقي إلى الجنوب، ما يعني أن الخريطة الحالية لأفريقيا ستتغير بشكل كامل مع انقسام القارة إلى جزأين.

وأظهرت الدراسات وجود صعود منتظم للصخور المنصهرة من أعماق الأرض تحت إثيوبيا، ما يؤدي تدريجياً إلى تمزيق القارة وتشكل محيط جديد. وتشير التقديرات إلى أن الانقسام، الذي بدأ بالفعل ويتقدم بمعدل بطيء يتراوح بين خمسة إلى 16 ملم سنوياً، سيستمر لملايين السنين قبل أن يكتمل.

ويُعتقد أن الانقسام قد يبدأ من منطقة خليج عدن، وهي مسطح مائي ضيق يفصل أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية، ثم ينتشر تدريجياً نحو الجنوب. وبعد اكتمال العملية، خلال خمسة إلى عشرة ملايين سنة، ستنقسم أفريقيا إلى كتلتين رئيسيتين: الكتلة الأكبر في الغرب التي تضم معظم دول القارة، والكتلة الأصغر في الشرق التي تشمل دولاً مثل الصومال وكينيا وتنزانيا وموزمبيق.

وقد تم جمع أكثر من 130 عينة من الصخور البركانية من منطقة عفار التي تتقاطع فيها ثلاث صفائح تكتونية، وهي الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن، والتي تتباعد عن بعضها. وأظهرت الأبحاث أن الوشاح تحت هذه المنطقة ليس ثابتًا بل ينبض بنبضات صاعدة من الصهارة المنصهرة، ما يسبب تمدد وتشقّق القشرة الأرضية وولادة محيط جديد.

ويعمل نظام صدع شرق إفريقيا على تمزيق القارة تدريجياً منذ أكثر من 22 مليون سنة، حيث يتباعد صفيحتا الصومالية والنوبية بمعدل نصف سنتيمتر سنوياً، بدعم من عمود صخري هائل من الصخور الساخنة المنصهرة يعرف باسم "العمود الإفريقي الفائق"، الذي يضعف الغلاف الصخري ويسبب توسع الصدع.

ويتوقع العلماء أن مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي ستتدفق تدريجياً إلى المناطق المنخفضة المتشكلة بفعل الصدع، مكونة حوضاً محيطياً جديداً، مع احتمال انضمام دول شرق أفريقيا إلى كتلة يابسة جديدة.

كما من المتوقع أن تؤدي هذه التغيرات إلى إعادة تشكيل الحدود الجغرافية والدولية في المنطقة، ومنح دول غير ساحلية مثل أوغندا وزامبيا سواحل بحرية جديدة، ما سيؤثر على طرق التجارة والتوازنات الجيوسياسية.

وترافق هذه العملية نشاط زلزالي وبركاني مستمر، يعكس ديناميكية الأرض المتزايدة في هذه المنطقة، وهي عملية بطيئة لكنها هائلة الأثر على مستقبل القارة الإفريقية.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة