قالت الدكتورة رانيا مراد، استشاري التخاطب والنطق، إن التأتأة أو التلعثم هي اضطراب في طلاقة الكلام يظهر عادة بين عمر السنتين والخمس سنوات، موضحة أن السبب في ظهورها عند هذا العمر هو بدء الطفل في تكوين جمل أطول، فتظهر الصعوبة في نطق بعض الكلمات أو تكرار الأصوات.
وأضافت مراد خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، في اليوم العالمي للتأتأة، أن الحالة قد تأخذ عدة أشكال، منها تكرار الحرف الأول من الكلمة، مثل: “سـ سـ سلام عليكم”، أو تكرار الكلمة بالكامل، أو التوقف المفاجئ أثناء الكلام لعدم القدرة على إخراج النفس أو إتمام الجملة.
وأوضحت أن الأسباب تختلف من طفل لآخر، فقد تكون وراثية في حال وجود أحد أفراد الأسرة يعاني من التلعثم، أو تكون ناتجة عن تقليد الطفل لشخص مصاب بالتأتأة، أو نتيجة عوامل نفسية مثل الخوف أو الغيرة أو العنف اللفظي أو الجسدي أو المشكلات الأسرية، مؤكدة أن الجانب النفسي يلعب دورًا كبيرًا في ظهور الاضطراب أو زيادته.
وبيّنت استشاري التخاطب أن بعض الحالات تظهر أيضًا في مرحلة المراهقة وليس فقط في الطفولة، وغالبًا ما تكون مرتبطة بضغوط أو صدمات نفسية، مثل انفصال الوالدين أو الخلافات العائلية.
وشددت الدكتورة رانيا مراد على أن العلاج يتطلب تعاونًا بين الطبيب النفسي وأخصائي التخاطب، إلى جانب الدعم الأسري والمعنوي، مؤكدة أن التدريب المنتظم والعلاج المبكر يساعدان الطفل على تجاوز المشكلة بشكل كبير.
وشددت على ضرورة عدم السخرية أو التنمر من الأشخاص الذين يعانون من التأتأة أو اضطرابات النطق، لأن هذا السلوك يعمّق الأزمة النفسية لديهم، داعية المجتمع إلى التعامل معهم بتفهم وتشجيع، مؤكدة أن التأتأة ليست ضعفًا في الذكاء أو القدرات، بل حالة يمكن علاجها بالدعم والرحمة.