الإثنين، 28 ربيع الثاني 1447 ، 20 أكتوبر 2025

ما هو التصوف الحقيقي؟.. عالم بالأوقاف يجيب

التصوف
التصوف
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الإمام الجنيد قدّم أحد أعمق تعريفات التصوف في عبارة موجزة حين قال: «التصوف أن تكون مع الله بلا علاقة»، وهذه العبارة على قِصرها تحمل معاني عظيمة تحتاج إلى تدبرٍ وقراءةٍ لمنهج الإمام الجنيد في عصره لاستخراج ما تحمله من كنوز معرفية وروحية.

وأوضح الدكتور الجندي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس،  اليوم الأحد، أن معنى أن تكون مع الله بلا علاقة، هو أن تستصحب معية الله في كل أحوالك، فتستشعر أن الله يراك ويسمعك ويعلم سرك وجهرك، أي أن التصوف يقوم على المراقبة، ثم قال: "من راقب الله في خواطره، حفظ الله له جوارحه من الوقوع في المعاصي"، مشيرًا إلى أن المراقبة لا تقتصر على الأعمال الظاهرة فقط، بل تشمل حتى الخواطر التي لا يُحاسب عليها الإنسان، فمتى راقب العبد ربه في خطرات قلبه صان الله عليه ظاهره من الذنب.

وأضاف أن هذا المعنى يرتبط بثلاث حالات يتقلب فيها الإنسان دائمًا، وهي: الإدراك، والأثر، والتصرف. فالله تعالى جعل للإنسان وسائل إدراك، كالعين والأذن والأنف واللسان وسائر الجوارح، وهذه الوسائل تستقبل المعلومات من العالم الخارجي، فتتحول إلى أثر داخلي في القلب والعقل، ثم ينتج عنها تصرف وسلوك.

وبيّن أن وسائل الإدراك تستقبل المعلومات من الخارج، ثم تُخزَّن في صورة أثر، كأن يرى الإنسان شيئًا فيُقبل عليه أو يُعرض عنه، ثم ينبني على ذلك تصرفٌ عملي نابع من الأثر الذي استقر في نفسه، وهكذا، فإن الفكر والسلوك كلاهما مرتبط بما أدركه الإنسان وأثر في وجدانه.

وتابع الدكتور أسامة فخري الجندي قائلاً: "حين تستحضر الله في قلبك قبل استقبال المعلومات من الخارج، فإنك لا ترى ولا تسمع ولا تتأثر إلا بما يرضي الله سبحانه وتعالى، لأنك جعلت معية الله هي الضابط لكل إدراكٍ ولكل تصرفٍ ولكل سلوك".

وقال: إن التصوف بمعناه الحقيقي هو أن يعيش الإنسان في حضورٍ دائمٍ مع الله، مراقبًا له في خواطره قبل جوارحه، فيكون مع الله بلا غفلة، وبلا تعلقٍ بغيره، مستسلمًا لإرادته، منسجمًا مع فطرته، مؤمنًا بأن كل حركةٍ وسكونٍ في حياته يجب أن تكون موافقةً لمراد الله سبحانه وتعالى.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة