يُعد الشاي بالحليب من أكثر المشروبات شعبية حول العالم، وخاصة في مصر, ولكن دراسة طبية حديثة ألقت الضوء على جوانب قد تكون خافية للكثيرين، كاشفة عن تضارب بين فوائده المزعومة وتأثيره المحتمل على صحة القلب.

فوائد الشاي بالحليب: تغذية وتهدئة

يحتوي الشاي، خاصة الأسود منه، على مركبات البوليفينول ومضادات الأكسدة المعروفة بدورها في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، السرطان، والتهاب المفاصل, وعند إضافة الحليب، ترتفع القيمة الغذائية للمشروب بفضل محتوى الحليب من الكالسيوم والبروتينات وفيتامين D.

كما تشير دراسات أخرى إلى أن الحليب يزود الجسم بعناصر مهمة لنمو العظام، خاصة لدى الأطفال وكبار السن, وقد يساهم تناول الشاي بالحليب في تهدئة الجهاز الهضمي لدى بعض الأشخاص.

ومع ذلك، في حين أن الشاي وحده مفيد لتوسيع الأوعية الدموية وتحسين مرونتها، فإن الحليب قد يعكس هذا التأثير جزئيًا, هذا ما يدعو بعض الأطباء إلى تفضيل شرب الشاي بدون إضافات لتحقيق أقصى فائدة للقلب.

الوجه الآخر: أضرار محتملة وتأثير على الأوعية الدموية

توصلت دراسة ألمانية إلى أن هناك تحذيرات من بعض الخبراء بشأن خلط الشاي بالحليب, فالبروتينات الموجودة في الحليب، وخصوصًا الكازين، قد تتفاعل مع مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي, هذا التفاعل قد يؤدي إلى تقليل فعالية مضادات الأكسدة في تحسين صحة الأوعية الدموية، مما يضعف الفوائد القلبية التي يُعرف بها الشاي.

الشاي بالحليب: زيادة وزن ومشاكل هضمية محتملة

من المعروف أن الشاي بالحليب يحتوي على سعرات حرارية أعلى من الشاي الخالص، خاصة عند إضافة السكر أو الكريمة لذلك، فإن الإفراط في تناوله، خصوصًا مع السكريات، قد يسهم في زيادة الوزن أو رفع نسبة السكر في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الغازات أو اضطرابات معوية، خاصة إذا كانت الكمية المستهلكة كبيرة.

الاعتدال هو الحل الأمثل

بينما يجمع الشاي بالحليب بين النكهة اللذيذة وبعض الفوائد الغذائية، فإن الدراسات الطبية تنصح بتناوله باعتدال, يُفضل تقليل كمية السكر المضافة، واستخدام الحليب قليل الدسم، أو تجربة بدائل نباتية مثل حليب اللوز أو الشوفان، التي لا تحتوي على الكازين، لتجنب التفاعلات المحتملة مع مضادات الأكسدة.

في الختام، يُعد الشاي بالحليب مشروبًا محببًا، لكن فهم تأثيراته الصحية هو ما يُحدث الفرق بين الاستمتاع والفائدة أو الأذى الصحي.