تعد  الغيرة بين الإخوة واحدة من أكثر التحديات التي تواجه الأسر، خاصة مع قدوم مولود جديد، إذ قد يشعر الطفل الأكبر بالخوف من فقدان مكانته في قلب والديه، فيظهر ذلك في صورة بكاء مستمر، أو عناد، أو رفض للطفل الجديد، وقد يصل أحيانًا إلى سلوكيات عدوانية،  هذه المشاعر طبيعية تمامًا، ولا يجب التعامل معها بالعقاب أو التوبيخ، بل بالاحتواء والتفهم، فكل طفل يحتاج إلى الشعور بالأمان والاطمئنان إلى أن مكانته لم تتغير.

كيف تحتوي مشاعر غيرة طفلك 

وبحسب ما أوصى به موقع Parents، فإن هناك أربع خطوات يمكن أن تساعد الأسرة على احتواء مشاعر الغيرة لدى الطفل الأكبر:

1- تخصيص وقت خاص للطفل الأكبر

يشعر الطفل أحيانًا بأن اهتمام والديه بات موجّهًا بالكامل نحو المولود الجديد، مما يغذي مشاعر الغيرة، لذلك ينصح بتخصيص وقت يومي للطفل الأكبر، ولو كان بسيطا، يقضيه أحد الوالدين معه وحده، للحديث أو اللعب أو الإصغاء إليه.

ويلعب الأب دورا في هذه المرحلة، خصوصًا بينما تكون الأم منشغلة برعاية الرضيع، إذ يسهم وجوده الداعم في تهدئة مخاوف الطفل وتقليل شعوره بالإقصاء.

2- إشراكه في رعاية المولود الجديد

من الأفضل إشراك الطفل في التجربة الجديدة بدلًا من إبعاده عنها. يمكن تكليفه بمهام بسيطة مثل إحضار ملابس المولود، أو مساعدتك في تهدئته، أو اختيار الحفاضة.

هذا الدور يعزز شعوره بأنه مسؤول ومهم، ويحول الغيرة إلى إحساس بالفخر لأنه أصبح "الأخ الكبير" الذي يعتمد عليه.

3- تجنب المقارنة بين الطفلين

المقارنة من أكثر الأخطاء شيوعًا داخل البيوت، فهي تزرع المنافسة والحقد بدلًا من المحبة، عبارات مثل "شوف أخوك بيعمل إيه وإنت لأ" تجعل الطفل يشعر بالنقص.

الأفضل هو التركيز على تشجيع السلوكيات الإيجابية مهما كانت بسيطة، باستخدام عبارات داعمة مثل: "أنا فخورة بيك" أو "تصرفك كان رائع"، ما يعزز ثقته بنفسه ويغرس روح الود لا المنافسة.

4- تفهّم مشاعره وعدم التقليل منها

الغيرة شعور طبيعي وليست أنانية، ومهم أن يشعر الطفل بأن مشاعره مسموعة ومفهومة، يمكن للأم التعبير له بعبارات طمأنة مثل:

عارفة إنك متضايق لأن البيبي بياخد وقتي، بس أنا بحبك زي ما إنت، وإنت لسه أغلى حد عندي.

هذا الاحتواء يساعد الطفل على تجاوز مشاعره دون توتر أو سلوكيات سلبية.