أ
أ
يُعد القطن من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في مصر، حيث يمثل دعامة اقتصادية قوية تربط بين الزراعة والصناعة، ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير الملابس للسوق المحلي والعالمي.
وعلى الرغم من مرور منظومة القطن بفترات متباينة ما بين الازدهار والتراجع، فإنها تشهد حاليًا مرحلة من التعافي والتطور، في ظل التوسع في إنشاء مصانع الغزل والنسيج وزيادة الاهتمام بالمحصول.
تطور منظومة القطن المصري
تشير المؤشرات الحديثة إلى تحسن واضح في منظومة إنتاج وتسويق القطن، حيث تم تطبيق سياسة صنفية دقيقة لضمان زراعة أنواع ملائمة، مع إشراف علمي وتقني من المختصين، مما ساهم في رفع كفاءة الإنتاج وجودته. كما أن التوسع الصناعي الجاري ساعد على استعادة القطن المصري مكانته العالمية، خاصة في مجال المنسوجات.
وتعكس هذه الجهود إدراكًا متزايدًا بأهمية القطن كمحصول وطني استراتيجي لا يقتصر تأثيره على المزارعين فقط، بل يمس كل فئات المجتمع، نظرًا لاعتماد الجميع على المنتجات القطنية، ولأثره المباشر على الاقتصاد القومي واستقرار المجتمعات الريفية.
التوصيات الفنية للنهوض بالمحصول
عمليات الخف
من أبرز العمليات التي يُوصى بها في مراحل النمو الأولى للقطن هي عملية الخف، لما لها من تأثير مباشر على حجم وجودة المحصول. ويُنصح بإجرائها في توقيت مناسب، غالبًا قبل الرية الثانية، وبعد إزالة الحشائش والعزيق.أما في الزراعات المتأخرة، فيُفضل تنفيذ الخف قبل رية المحايا، عند ظهور الورقة الحقيقية الثانية، لتجنب ضعف النبات وسرولته، ولضمان تكوين عقدة أول فرع ثمري في موقع منخفض، وهو ما يعزز حجم الجزء المثمر من النبات.

التسميد المتوازن
التسميد المتوازن يعتبر أحد المفاتيح الأساسية لإنجاح موسم القطن، ويتطلب تحقيق توازن بين العناصر الغذائية الثلاثة: النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم. وتُحدد الكميات المناسبة بناءً على عدة عوامل، أهمها:نوع المحصول السابق: إذا كان المحصول السابق من الأصناف التي تلقت جرعات سمادية عالية، يجب تقليل الكميات الحالية من السماد الأزوتي.
نوع التربة: في الأراضي الرملية أو الضعيفة، يجب زيادة معدلات التسميد، خاصة النيتروجين والبوتاسيوم، في حين تتطلب الأراضي القلوية إضافة جبس زراعي وكبريت لتحسين كفاءتها.
نسبة الملوحة: في حال ارتفاع ملوحة التربة، يُفضل استخدام مصادر سمادية ذات تأثير حامضي، مثل سلفات الأمونيا.
ميعاد الزراعة: الزراعة المبكرة تستدعي استخدام الجرعة الكاملة من السماد، أما الزراعة المتأخرة فتتطلب تقليل نسبة الأزوت بنسبة تصل إلى 20%.
