أ
أ
يُعد إنتاج الخضراوات من الركائز الأساسية للأمن الغذائي، ويتطلب نجاحه تطبيق ممارسات زراعية دقيقة تبدأ من اختيار البذور وصولاً إلى تحضير التربة والحصاد, يُقدم لكم موقع "اجري نيوز" الاخباري, أبرز الحقائق والإرشادات لضمان أعلى إنتاجية وجودة للخضراوات المزروعة.
نقطة الانطلاق: البذور والشتلات خيارات وتحديات
يجب على مزارعي الخضراوات الاهتمام بمصدر البذور؛ فمن الضروري شراء بذور معتمدة ومعالجة، ما لم تكن الزراعة عضوية، حيث تُستبعد المعالجة في هذه الحالة.يُمكن للمزارعين البدء بزراعة بذور الخضراوات بطريقتين رئيسيتين: على صواني بذور في وسط نمو أو في مشتل حقل مفتوح, بينما تتمتع الشتلات المزروعة في الصواني بمعدل بقاء أعلى عند نقلها إلى الحقل، فإن هذه الطريقة تتطلب وقتًا وموادًا أكثر.
تُشترط في البيئة المستخدمة لإنتاج شتلات الخضراوات أن تكون ذات قدرة جيدة على الاحتفاظ بالماء، لكنها في الوقت نفسه جيدة التصريف لتجنب تشبع التربة بالمياه, يجب أن تكون هذه البيئة صلبة وكثيفة بما يكفي لحمل البذور، وخالية من أي أجسام غريبة مثل الصخور أو الحجارة.
لتحضير وسط النمو في صواني البذور، يُمكن خلط التربة والرمل وألياف مثل ألياف جوز الهند مع السماد المتحلل, يُشدد على ضرورة الحصول على الرمل من الأنهار لضمان نظافته، وأن يكون السماد بجودة عالية,
إذا كانت التربة السطحية طينية، يُنصح بخلط جزء واحد من التربة السطحية مع جزأين من الرمل أو مادة مماثلة وجزأين من السماد المتحلل.
إذا كانت التربة السطحية رملية، يُخلط جزء من التربة السطحية مع جزء من السماد المتحلل، وتُضاف 10% من المواد الليفية دون إضافة رمل.
عند زراعة بذور الكرنب في المشاتل، يُنصح بترك مسافة 2-3 سم بين كل شتلة، و8-10 سم بين الصفوف, إذا زرع المزارعون البذور في مشتل، يُمكن خلطها بالرمل لضمان عدم تقارب البذور بشكل مفرط, يُؤكد خبراء الزراعة أن استخدام صواني البذور يضمن تجانس نمو الشتلات، ويُقلل من انتشار الأمراض، ويُعزز معدلات بقاء الشتلات عند زراعتها في الحقل.

تحضير الأرض: أساس الإنتاج الأمثل
يُعد التحضير الجيد للأرض خطوة حاسمة لنمو الخضراوات وإنتاجيتها على النحو الأمثل:
التنظيف الأولي: يجب قطع الأعشاب الضارة والشجيرات، وإزالة الحجارة والجذوع والأغصان قبل عملية الحرث.الحرث والتهوية: يعمل الحرث على تفتيت التربة وتليينها، ودفن بقايا النباتات، وقلب الطبقة العلوية لجلب العناصر الغذائية الطازجة إلى السطح, كما يقضي على الآفات التي تحملها التربة بتعريضها لأشعة الشمس, لإنتاج الخضراوات، يجب أن تخترق شفرة المحراث عمق 25-30 سم في التربة، ويُنصح باستخدام آلة هدم.
التمشيط والتنعيم: بعد الحرث، يجب تمشيط التربة للحصول على بنية فتات دقيقة وتنعيم سطحها، حيث أن إنتاج الخضراوات يُناسب التربة ذات الجسيمات الدقيقة, هذا الهيكل يُتيح دوران الهواء ويُحسن الصرف.
إعداد أحواض المشاتل: تُجهز أحواض المشاتل على الأرض المحروثة بالمشط.
مكافحة الأعشاب الضارة: يجب إزالة أي أعشاب ضارة مرتبطة بالخضراوات المزروعة، لأنها تُؤوي الآفات والأمراض وتُنافس المحصول على العناصر الغذائية.
تحليل التربة: يُنصح دائمًا بإجراء اختبارات التربة قبل زراعة الشتلات لتحديد العناصر الغذائية المفقودة والضرورية، لضمان التسميد الأمثل.

تحضير التربة للزراعة: ضمان صحة الشتلات
لضمان نمو بذور الخضراوات لتصبح شتلات سليمة، يجب أن تكون تربة الزراعة:
صلبة وكثيفة لتثبيت البذور في مكانها أثناء الإنبات.جيدة التصريف.
خالية من الأجسام الغريبة مثل الأعشاب الضارة والحصى.
خالية من الديدان الخيطية ومسببات الأمراض والفيروسات والسموم.
قبل زراعة الخضراوات، يجب على المزارعين تعقيم التربة، وهي عملية حاسمة تُعيق نمو الأعشاب الضارة، تمنع انتشار الآفات، تقضي على مسببات الأمراض، وتمنع ذبول الشتلات, تشمل تقنيات التعقيم الرئيسية:
التبخير: تُعقم التربة بالبخار لمدة 12 ساعة في برميل قديم مع مرور بخار ساخن من برميل آخر يحتوي على ماء مغلي, بعد التعقيم، تُترك التربة لتبرد لمدة 24 ساعة قبل زراعة البذور, يُنصح باستخدام هذه الطريقة فقط للتربة المستخدمة في صواني البذور، لأنها قد تدمر الكائنات الحية المفيدة في التربة.
التعقيم الشمسي: هذه الطريقة مثالية للمشاتل، وتتضمن تغطية التربة المبللة بألواح من البولي إيثيلين الشفافة المُثبتة بالصخور، مع التأكد من ملامسة الألواح البلاستيكية للتربة بإحكام, في الأيام المشمسة، تصل درجات الحرارة تحت الألواح البلاستيكية إلى 70 درجة مئوية أو أكثر, يجب أن تستمر العملية لمدة تصل إلى ستة أسابيع لضمان تسخين التربة لأقصى عمق ممكن، وقد تستغرق وقتًا أطول في الأيام غير المشمسة. يُشدد على عدم استخدام البلاستيك الأسود لأنه يمتص الحرارة بدلاً من تسخين التربة.
