الجمعة، 24 ذو الحجة 1446 ، 20 يونيو 2025

لمواجهة الموجات الحارة.. إرشادات زراعية لتعزيز مقاومة المحاصيل وحمايتها من الإجهاد الحراري

العنب عنب حصاد الحصاد
محصول العنب
أ أ
techno seeds
techno seeds
مع اقتراب فصل الصيف الرسمي، والتوقعات بحدوث موجات حارة أو شديدة الحرارة، يؤكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، على ضرورة اتخاذ المزارعين تدابير وقائية لحماية محاصيلهم, فالصدمات الحرارية تؤدي إلى ارتباك فسيولوجي للنباتات، مما يؤثر سلبًا على امتصاص العناصر الغذائية، البناء الضوئي، وحركة الهرمونات النباتية.


تأثير الحرارة على النباتات: دور هرمون "الإيثيلين"

يوضح الدكتور فهيم أن الحرارة العالية تتسبب في إجهاد النباتات المزروعة (خضروات، نباتات طبية، محاصيل حقلية، أشجار فاكهة صيفية)، مما يؤدي إلى ارنزاعها وإرباكها فسيولوجيًا, هذا الارتباك ينجم عن اختلاف مفاجئ في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، وزيادة في البخر-نتح، بالإضافة إلى اضطراب في إفراز وحركة الهرمونات النباتية، وخاصة هرمون "الإيثيلين".


الإيثيلين هو غاز يتكون نتيجة التفاعلات البيولوجية الداخلية في النبات، وينطلق في الأنسجة النباتية مسببًا تغيرات في النمو واستجابات فسيولوجية محددة, من أهم التأثيرات الفسيولوجية لزيادة إفراز الإيثيلين:


ظاهرة التدلي (التهدل): يؤدي إلى زيادة تمدد خلايا النصف العلوي من الورقة، مما يظهرها بمظهر متدلٍ.
النضج المبكر: يسرع من إنضاج الثمار ويزيد من معدل التنفس بها.
تأثير على نمو البراعم: يلعب دورًا في السيادة القمية بتثبيطه للبراعم الجانبية (السرولة).


4 نصائح حيوية لحماية المحاصيل خلال الموجات الحارة وبعدها:
يوصي الدكتور فهيم باتباع الإرشادات التالية خلال وبعد انتهاء الموجات شديدة الحرارة:

الري الفعال وفي التوقيت المناسب: يجب العناية الفائقة بتعويض النباتات بالمياه, يتطلب ذلك ضمان وجود رطوبة أرضية كافية للنبات من خلال ريّة سريعة ("على الحامي")، مع تقصير الفترة بين الريات, من الضروري أن يكون الري فقط في الصباح الباكر والابتعاد تمامًا عن الري وقت الظهيرة (يُستثنى من ري الظهيرة في حال كان مصدر الطاقة للألواح الشمسية), ويشدد على أن الري بعد الفجر أفضل، حيث تكون حرارة التربة مرتفعة جدًا في آخر النهار أو المغرب والنبات مستنزف، مما يقلل من قدرته على الامتصاص ويزيد احتمالية حدوث صدمة حرارية مائية.


تحفيز النمو وتعويض النوقف: لتعويض فترة التوقف في النمو، يجب البدء في تحفيز النبات لتجديد النمو بسرعة, تُعد محفزات النمو (وليس المنظمات) هامة جدًا لاستعادة النمو، مع التأكيد على ضرورة وجود رطوبة أرضية مناسبة تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة للنمو.


الرش بمحفزات النمو والعناصر الصغرى: يوصى بـ الرش بمحفزات النمو، الأحماض الأمينية الحرة، والعناصر الصغرى، خاصة الحديد، المنجنيز، والزنك, يلي ذلك بنحو 5 أيام إجراء رشة بـ الزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي, ويجب الابتعاد تمامًا عن الرش بالمبيدات الكيماوية الجهازية خلال هذه الفترة، لأنها تستنزف طاقة النبات بشكل أكبر.


ملاحظة هامة: يجب توخي الحذر الشديد عند استخدام الأحماض الأمينية ومحفزات النمو لضمان عدم مناسبة عمر النبات للإصابة ببعض الأمراض الفطرية (إجبارية التطفل)، أو عدم وجود مصدر للعدوى الأولية للمرض المتوقع ظهوره في منطقة الزراعة أو باقي الظروف المناخية المناسبة.


تكثيف الرش بـ "سليكات البوتاسيوم": يجب تكثيف الرش بـ سليكات البوتاسيوم بمعدل 6 سم/لتر للخضروات (مثل الطماطم، الفلفل، الباذنجان، البامية، الخيار، الكنتالوب، وغيرها)، وبمعدل 8 سم/لتر للفاكهة الصيفية (مثل المانجو، الزيتون، الرمان، الموالح، الخوخ المتأخر، العنب، وعين الجمل وغيرها).


هذه الإرشادات تهدف إلى مساعدة المزارعين على تخفيف آثار الموجات الحارة على محاصيلهم، مما يضمن استمرارية الإنتاج وجودته في ظل التغيرات المناخية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة