يُعد محصول القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة التي تحظى باهتمام كبير في مصر نظرًا لمكانته العالمية. ولهذا تولي الدولة اهتمامًا خاصًا بزيادة إنتاجيته وتطوير سلالاته، مع إزالة العقبات أمام المزارعين لتحسين جودة المحصول وزيادة العائد.

أهمية تطهير البذور وطريقة الزراعة

من الأمور الأساسية لنجاح زراعة القطن هو تطهير البذور باستخدام مطهرات فطرية لحمايتها من الآفات خلال الأسابيع الأولى بعد الزراعة. ويُنصح بعدم نقع البذور لفترة طويلة بعد التطهير، والبدء في الزراعة مباشرة وري الأرض، مع إعدادها بشكل مناسب من خلال التخطيط أو إنشاء المساطب.

الأساليب الحديثة في الزراعة تركز الآن على المفاهيم المستدامة، مثل الزراعة على مصاطب بدلًا من الطرق التقليدية، حيث تساعد هذه الطريقة على توفير المياه بنسبة تصل إلى 30%، كما تحسن تهوية النباتات وتسمح بمرور الضوء، ما يقلل من فرص إصابة النبات بالآفات.

أهمية ترك مسافات مناسبة بين النباتات

الزراعة على مسافات واسعة بين الجور – تصل إلى 40 سم – باتت مفضلة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وزيادة درجات الحرارة والرطوبة، مما يؤدي إلى تقليل الإصابة بالآفات مثل المن والذبابة البيضاء. وتُعد التهوية الجيدة والإضاءة الطبيعية من الوسائل الفعالة للحد من الآفات بدلًا من الاعتماد الكامل على المبيدات.

زراعة القطن على مصاطب بعرض يتراوح من 90 إلى 120 سم، وعلى جانبي المصطبة بنظام تبادلي (رجل الغراب)، تضمن توزيعًا متوازنًا للنباتات وتعزز من الإنتاجية، حيث يتمكن النبات من التفرع والإثمار بشكل أفضل عند توفر المساحة.

توافر التقاوي ودور الدولة في التسويق

وفرت الجهات المختصة التقاوي المعتمدة بكميات كافية من خلال الجمعيات والإدارات الزراعية، وتم تجهيزها مبكرًا لضمان بدء الموسم دون تأخير.

وعلى الرغم من التوقعات بانخفاض المساحات المنزرعة هذا العام، إلا أن الدولة تدخلت لدعم تسويق القطن، من خلال إعلانها استعدادها لشراء المحصول من الفلاحين بالأسعار المحددة، حتى في حال انخفاض الأسعار العالمية، وذلك لتشجيع المزارعين على الاستمرار في زراعته، وضمان توفير المادة الخام للصناعات النسيجية المحلية.

هذا الدعم يعكس التوجه العام نحو تعزيز الزراعة المحلية والاستفادة من القطن المصري كمنتج عالي الجودة يساهم في دعم الاقتصاد الوطني.