في احدى الدراسات التي
ألقت الضوء على جدوى دمج الأعلاف الاستوائية والنباتات المحلية والأعلاف المختلطة
في الأنظمة الغذائية للأرانب، أظهر أداء نمو مماثل للأعلاف التقليدية.
وهذا يؤكد
على قدرة الأرانب على التكيف مع أنظمة غذائية متنوعة قائمة على النباتات، مما يوفر
بديلاً مستدامًا.
وعلاوة على ذلك، يمتد الاستكشاف إلى النباتات المائية
والنباتات العطرية، مما يفتح إمكاناتها كمصدر بديل للأعلاف للأرانب. فقد سلطت احدى
الدراسات الضوء على فوائد دمج النباتات البحرية والمياه العذبة، وكذلك الأعشاب
التقليدية، في الأنظمة الغذائية للأرانب.
حيث تسهم هذه المصادر البديلة في تحسين
النمو، واستخدام المغذيات، وخصائص الذبيحة لدى الأرانب، مما يقدم خيارات واعدة
لتنويع تغذية الأرانب وتعزيز كفاءة الإنتاج الإجمالية.
حاليًا، هناك زيادة في
تكلفة الأعلاف التقليدية في إنتاج الأرانب وعلى هذا النحو، يتم التحقيق في الأعلاف
غير التقليدية كبدائل للأعلاف في إنتاج الأرانب حيث توفير بعض النباتات غير التقليدية
مواد كيميائية نباتية لنظم تغذية الأرانب حيث تعمل على تحسين قابلية الهضم
والمناعة وجودة اللحوم التي لا توفرها المصادر النباتية التقليدية.
وفى هذا الصدد
تؤكد بعض الدراسات على أهمية صياغة النظام الغذائي الدقيق حيث لوحظت تأثيرات
إيجابية لدمج النباتات الطبية على الاستجابة المناعية والنمو وقابلية الهضم، حيث يسعى
هذ التوجه إلى إطلاق العنان لإمكانات الاستفادة من النباتات غير التقليدية كبدائل
مجدية في إنتاج أرانب التسمين.
من خلال الفحص النقدي للأدبيات الموجودة حول
الأعلاف والنباتات المائية والنباتات العطرية، نهدف هنا إلى تقديم رؤية قيمة
لصياغة أنظمة غذائية متوازنة ومستدامة للأرانب، وتعزيز كل من رفاهة الحيوان
والكفاءة الاقتصادية في صناعة تربية الأرانب.
توفر أوراق نبات القلقاس مستويات عاليةمن الألياف والرماد والبروتين للنظام الغذائي، ولم تظهر مستويات التضمين
التي تصل إلى 32% أي آثار
سلبية على معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات أو زيادة الوزن الحي وقابلية الهضم
الظاهرة ، حيث أدت الأنظمة الغذائية المحتوية على أوراق
القلقاس إلى نتائج لاباس بها في تناول العلف، ونسبة تحويل العلف، ووزن الذبيحة
الباردة، مقارنة بالنظام الغذائي القياسي، كما تحسنت جودة اللحوم، حيث حصلت الحيوانات التي تغذت على أوراق القلقاس على نسبة
أعلى من البروتين الخام والدهون والرطوبة المنخفضة. وفى دراسة أخرى استخدمت
المورينجا أوليفيرا على نطاق واسع كعلف ليحل محل الألياف التقليدية ومصادر
البروتين في وجبات الأرانب، مما أدى إلى زيادة أداء النمو ومعايير الذبيحة وقابلية
الهضم وجودة اللحوم، ومع ذلك، كانت هناك بعض التناقضات في النتائج بناءً على
الكمية المضافة إلى النظام الغذائي.
حيث أظهرت مستويات التضمين التي تتراوح من 15
إلى 70٪ تحسنات في نسبة تحويل العلف وقابلية الهضم وخصائص الذبيحة وتركيبة اللحوم. ومن المدهش
أن معظم الدراسات وجدت أن مستويات الإدراج التي تزيد عن 30% أدت إلى انخفاض أداء
الحيوان، ولكن وجد بدراسات أخرى على نفس النبات أن مستويات الإدراج التي بلغت 70%
أدت إلى تحسين خصائص الذبيحة واللحوم.
في حين اشارت دراسات أخرى أن استخدام وجبة
أوراق نبات اللوكينيا بنسبة 30% قد أدى إلى انخفاض اكتساب الوزن، جنبًا إلى جنب مع
الزيادات الملحوظة في معدل تحويل العلف وتناول العلف، إلا انه لم يؤثر إدراج وجبة
أوراق اللوكينيا على معايير أداء الحيوان مثل تناول العلف وتحويل العلف ووزن
الذبيحة وإنتاج الذبيحة ولكنه أدى إلى انخفاض قابلية الهضم الظاهرة للمادة الجافة (DM) والطاقة الإجمالية والطاقة الكلية (GE) والنشاط الجزيئي
والنشاط الأيضي الكلي، الا انه قد أدى إلى
التهاب الكلية الخلالي البؤري، في حين لم يذكر أي فرق في أداء النمو عند مستويات
تضمين 30% ، ولكن بعض الأرانب عانت من الثعلبة. ومع
ذلك، عندما تم رفع مستويات التضمين إلى 40%، لوحظت تأثيرات سلبية على أداء النمو.
ومن
المثير للاهتمام أنه عندما تم خلط الأعلاف التي تشكل مصدر
للبروتينات الورقية بنسب متساوية لتشكل 40% من النظام الغذائي، لم يُلاحظ أي فرق
في أداء النمو مقارنة بالنظام الغذائي الأساسي. وتشير الدراسات الى أن القلق
الرئيسي المرتبط بتغذية اللوكينا هو وجود نسبة عالية من الألياف والمركبات المضادة
للتغذية.
إلا أن النتائج أشارت الى أن للمكملات الغذائية مع اللوكينا تأثير سلبي
على أداء الحيوان، مما تسبب في الثعلبة والتهاب الكلية والتهاب.
ومع ذلك، إذا تم
إعطاء الليوكينا بنصف محتوى العلف الأخضر، فإن هذه التأثيرات الضارة لا تُرى. من
ناحية أخرى أدى استخدام أشجار العلف الأخرى بالاشتراك مع الليوكينا إلى تقليل
التأثير الضار لإطعام الليوكينا فقط كمكمل مع العلف الأخضر.
أدى استخدام أوراق التوت كعلف أخضر تكميلي إلى تحسين أداء الأرانب النامية. كما أظهرت الأرانب كفاءة
أكبر في استخدام الأعلاف وتحسنت في تناول العلف.
كما أظهرت
أبحاث أخرى أن إدراج وجبة أوراق التوت مع إنزيمات بنسبة 15٪ أدى إلى تحسين هضم المادة الجافة والبروتين الخام وأداء الحيوان مقارنة
بالنظام الغذائي التجريبي والأنظمة الغذائية الخالية من
الإنزيمات الخارجية.
الى اللقاء في المقالة القادمة لاستكمال قراء
الدراسات في تغذية الأرانب على الأعلاف البديلة.
ا. د. فوزي أبودنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني