الجمعة، 30 محرم 1447 ، 25 يوليو 2025

المهندس محمود عطا يكتب.. سماد الأرض طعامها ودواؤها .. حلول بسيطة لمشكلة معقدة

محمود عطا    محمود فوزي   المحاصيل البستانية
المهندس محمود عطا استشاري الإدارة المركزية بوزارة الزراعة
أ أ
techno seeds
techno seeds
يُقدم المهندس محمود عطا، استشاري الإدارة المركزية بوزارة الزراعة، قراءة متعمقة حول الأسمدة في مصر، مستندًا إلى خبرة تزيد عن ثلاثة عقود في العمل الزراعى، يرى المهندس عطا أن المشكلة الأساسية ليست في نقص الأسمدة، بل في سوء الإدارة وضعف التوزيع، مما يحرم صغار المزارعين من حقهم في الحصول على الدعم اللازم.

ويشير المهندس "عطا"  إلى أن رحلته الوظيفية التي بدأت كمهندس إرشاد زراعي وانتهت وكيلًا لوزارة الزراعة لشؤون البساتين والمحاصيل الزراعية، شهدت تعثرات متكررة في توفير الأسمدة المدعمة للمزارعين،  فغالبًا ما تصل الأسمدة بعد فوات الأوان، مما يدفع كبار المزارعين إلى تخزينها وبيعها بأسعار مضاعفة في أوقات الأزمات، بينما يعاني صغار الفلاحين، وهم الغالبية العظمى، من نقص حاد.


من التسميد العضوي إلى الأسمدة الكيميائية: تغيرات جذرية

يسلط المهندس عطا الضوء على التغيرات التي طرأت على الممارسات الزراعية، فمع تراجع تربية المواشي وهجرة الفلاحين، لم يعد السماد العضوي (السباخ) متاحًا بالقدر الكافى، ورغم محاولات بعض المسئولين الزراعيين  لضبط منظومة توزيع الأسمدة، إلا أنهم أخفقوا، بحسب المهندس عطا.

ويشيد المهندس عطا بالدور الذي لعبه الدكتور يوسف والي، وزير الزراعة الأسبق، في تنظيم حصص الأسمدة لكل محصول، مؤكدًا أن كل محصول يعتمد عليه الإنسان هو "محصول استراتيجي" يستحق الدعم.

أين يذهب السماد؟ سؤال يطرح نفسه بقوة


يطرح المهندس عطا سؤالًا جوهريًا: إذا كانت الدولة توفر لمصانع الأسمدة الغاز وتلزمها بتوريد ما يقرب من 3 ملايين طن سنويًا لوزارة الزراعة، في حين أن حاجة الأراضي الزراعية المصرية لا تتعدى 2.5 مليون طن سنويًا (بمتوسط 5 أجولة للفدان الواحد)، فأين يذهب هذا الفائض؟

ويؤكد أن إطلاق منظومة الكارت الذكي لم يحل المشكلة، فالأزمة تكمن في إسناد الأمر لغير أهله، على حد تعبيره.


حلول بسيطة... لمشكلة كبيرة

يقدم المهندس محمود عطا حلًا بسيطًا وبعيدًا عن التعقيدات، يمكن للوحدات المحلية أو الشؤون الاجتماعية أو حتى البيئة تنفيذه. يقترح أن يتم تخصيص خمسة أجولة سماد لكل فدان منزرع كحصة ثابتة على مدار العام، تُصرف للمزارع على دفعتين: واحدة مع بداية الموسم الشتوي والأخرى مع بداية الموسم الصيفي.

يختتم المهندس عطا مقاله بتأكيد أن المشكلة "بسيطة" وأن حلها يكمن في الإدارة السليمة، مشددًا على ضرورة توفير المستلزمات الزراعية للمزارع كحق أصيل له، وليس كدعم.

المهندس محمود عطا، استشاري الإدارة المركزية بوزارة الزراعة
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة