الإجراءات العملية التى لها تأثير سريع لتخفيف إنبعاثات الماشية ، ثانيا: تكثيف جهود إعادة التدوير وتقليل الخسائر في الاقتصاد الحيوي الدائري.
تعتمد أنظمة الأغذية الزراعية على الموارد الطبيعية
كمدخلات أساسية. ومع ذلك، فإن مستقبل
الغذاء معرض للخطر حيث يتم استخدام الموارد من الأغذية الزراعية بمستوى من عدم
الكفاءة وبسرعة كبيرة مما يضر بالتجديد للدورات الطبيعية. ولدعم الزيادات في
الإنتاج لتلبية الطلب العالمي على الغذاء بطريقة مستدامة، هناك آليات رئيسية متاحة
لإعادة التدوير للحد من الخسائر ويمكن تنفيذها على نطاق أوسع، وهناك فرصة كبيرة
للابتكارات في إعادة استخدام الموارد. إن
تعزيز "الاقتصاد الحيوي الدائري" (بدلاً من العملية الخطية للاستخراج
والإنتاج والاستخدام والتخلص) ينطوي على إعادة تدوير الموارد المنتجة في كل خطوة
ممكنة في أنظمة الأغذية الزراعية، فضلاً عن تفعيل "أنظمة الإغلاق"
لتقليل فقدان الموارد والمواد المغذية. إن
زيادة التدوير في النظم الغذائية.
حيث تصبح النفايات الناتجة عن إحدى العمليات
مصدرًا لموارد عملية أخرى - توفر طرقًا لزيادة كفاءة إنتاج الغذاء. ومن المتوقع
بالتالي أن يشهد تنفذ آليات فاعلة تستخدم اعادة تدوير الكتلة الحيوية الثانوية
التي تولد بالفعل عوائد اقتصادية وبيئية على نحو أفضل بمرور الوقت. على الصعيد
العالمي ذكر تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة (2015)، أن ما يُقدر بثلث إجمالي
الأغذية المنتجة إما تُفقد أو تُهدر. تتمثل الأولوية الأولى لمعالجة الجوع وانبعاثات الغازات الدفيئة في تقليل
هدر الأغذية والخسائر قدر الإمكان في أنظمة الثروة الحيوانية. على الرغم من
قابليتها للتلف، فإن القيمة العالية للمنتجات الحيوانية تميل إلى العمل على تقليل
الهدر، ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للتحسين.
على سبيل المثال فى مجال الألبان، ذكر تقرير منظمة الأغذية والزراعة (2015)،
أن الحليب - وهو سلعة ذات قيمة غذائية عالية للغاية - يُفقد أو يُهدر منه لتر واحد
من كل خمسة لترات على مستوى العالم. يمكن
الحد من هدر الطعام عن طريق استخدام التغليف المناسب، على سبيل المثال، ولكن يجب تفعيل
إدارة المقايضة بالمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. ويمكن أيضًا استخدام نفايات الطعام نفسها بشكل
أفضل. يمكن أن تكون المصادر
"النظيفة" لمخلفات الطعام من المطاعم ومحلات السوبر ماركت مصادر قيمة
لتغذية الماشية والدواجن، طالما يتم اختبار الأغذية ومعالجتها بحثًا عن مسببات
الأمراض لضمان سلامة الأعلاف. من المكن تطبيق ذلك مع وجود الحوافز والتشريعات
والأنظمة المناسبة لسلامة الأعلاف.
بعض البلدان طبقا لتقارير منظمة الفاو قد تمكنت
ونجحت بالفعل من إعادة تدوير نصف نفاياتهم الغذائية وتحويلها إلى أعلاف للماشية
"خضراء" عالية القيمة (كمثال على الاقتصاد الحيوي الدائري لإنتاج
الماشية). يحدث ذلك على الرغم أنه على أرض
الواقع هناك اختلافات كبيرة في ممارسات إعادة التدوير داخل البلدان وفيما بينها. من
المسلم به أن كميات كبيرة من الأعلاف المحتمل إنتاجها من بقايا المحاصيل، ونفايات
الطعام، والمنتجات الثانوية الزراعية والتصنيع الزراعى، غالبا ما تكون غير
مستخدمة، ويمكن أن تساهم هذه النفايات بشكل مباشر في التأثيرات البيئية الضارة. وقد
اشارنا كثيرا فى مقالات سابقة على أهمية الإستفادة من متبقيات المنازل والمطاعم
والأسواق فى تغذية السلالات المحلية للدواجن فى إطار التربية المنزلية الآمنة للاستفادة
من ذلك فى إنتاج البروتين الحيوانى عالى الجودة ومرتفع القيمة الغذائية بأسعار
زهيدة فى صورة بيض ولحوم بيضاء. ويعتبر العلماء المتخصصين فى تغذية الحيوان ان تلك
فرص ضائعة لإعادة التدوير وتحسين كفاءة استخدام الموارد.
على سبيل المثال، يمكن استخدام بقايا المحاصيل
كعلف للماشية، وجعلها أكثر قابلية للهضم من خلال إضافة المكملات الغذائية
المختلفة. ويؤدي حرق بقايا المحاصيل إلى انبعاثات غير ضرورية من الغازات الدفيئة
ويساهم في تلوث الهواء، في حين يمكن بدلاً من ذلك إستخدامها لتغذية الحيوانات
وبالتالي تحويلها إلى علائق مغذية للحيوانات والدواجن. وتختلف مصادر العلف الخاصة باختلاف المحاصيل
ذات الأولوية من مكان لآخر ففى مصر هنا ينتشر زراعة الأرز فى وجه بحرى بينما قصب
السكر ينتشر في الجنوب وكلا المحصولين ينتج عنهما كميات لابأس بها من المتبقيات
الزراعية سواء على مستوى الحقل أو عند التصنيع. من ناحية اخرى فانه يتم استخدام كسب
فول الصويا كمركز علفي، واكساب مختلفة كثيرة
من محاصيل أخرى مثل بذرة القطن ودوار الشمس - وكذلك قشور محاصيل مثل البطاطس والكسافا – يمكن إعادة تدويرها كعلف.
وبالمثل، يمكن تغذية شرس اللبن، وهو منتج ثانوي
غني بالبروتين ينتج عن صناعة الجبن، وقد قمنا فى معهد بحوث الإنتاج الحيوانى
بإنتاج هيلج من معاملة قش الأرز بشرش اللبن. كما يتم الإستفادة من المخلفات الناتجة عن إنتاج الوقود الحيوي وتخميره كى
تكون علفًا ممتازًا للماشية. ويمكن تحويل نفايات المجازر إلى سماد كما يمكن
الإستفادة من مسحوق العظام، أو استخدام تلك المخلفات لتوليد الغاز الحيوي. فضلا عن
فرص التعاون بين القطاعات الزراعية المختلفة توفر البحوث المتعلقة بالتغذية
الحيوانية مجالا واسعا لتوسيع هذه الممارسات فى تحسين الإنتاج العلفى. ويمكن لقطاع الثروة الحيوانية أيضًا أن يستفيد
من الممارسات السليمة فى إدارة الموارد الزراعية كالمخلفات من أجل إنتاج أكثر
كفاءة وحسن استخدام الموارد للحفاظ على رأس المال الطبيعي وتعزيزه. إلا أنه فى
الواقع فإن الروابط بين نظم الإنتاج مقطوعة بشكل متزايد في عمليات التكثيف الزراعى
الجارية، مثل تركز عمليات تربية الماشية في المناطق ذات الأراضي الزراعية المحدودة
التي لا يمكن استخدام السماد فيها (مثل الزرابة حول المدن حيث لا تتوفر أراضى لزراعة
الأعلاف ويتم شراء الأعلاف من مناطق بعيدة مما يزيد من إنبعاثات النقل). ومع ذلك، يمكن تقليل صافي الانبعاثات من خلال
إعادة دمج تربية الماشية فى اماكن زراعة المحاصيل كوسيلة لإعادة تدوير العناصر
الغذائية والطاقة بشكل أفضل و"إغلاق" هذه الأنظمة. وفي الوقت الحاضر، لا يتم إرجاع سوى جزء صغير
من العناصر الغذائية الموجودة في النفايات الحيوانية إلى الأرض بطريقة مفيدة. وهذا يؤدي إلى تعطيل دورات المغذيات، واستنزاف
الموارد في المنبع، ويؤدي إلى زيادة في المغذيات في المصب. لكن حركة الماشية تسهل عمليات نقلها (حيثما
أمكن) إلى مناطق أكثر ملاءمة لإعادة التدوير؛ على سبيل المثال، أقرب إلى المناطق التي تزرع فيها المحاصيل. ويتوقف الدمج المدروس للإنتاج الحيواني في
الاقتصاد الحيوي الدائري الأوسع على تطوير أنظمة الثروة الحيوانية التي تستخدم
النفايات والمخلفات والمنتجات الثانوية بشكل جديد وأكثر كفاءة. وهذا سيساعد على جني الفوائد البيئية
والاقتصادية من خلال الاستخدام الأفضل للكتلة الحيوية المتولدة.
الرسائل الرئيسية لتكثيف جهود إعادة التدوير
وتقليل الخسائر في الاقتصاد الحيوي الدائري
استخدام الموارد بسرعة ومستوى من عدم الكفاءة يجعل مستقبل الغذاء تحت التهديد دوما مما يعرض تجديد الدورات الطبيعية للخطر.
إعادة تدوير متبقيات الموارد في كل خطوة ممكنة من أنظمة الأغذية الزراعية يعزز من الاقتصاد الحيوي الدائري ويعمل على إغلاق الأنظمة مما يقلل من فقدان موارد الغذاء والعناصر الغذائية.
من المتوقع أن يشهد إستخدم الكتلة الحيوية المنتجة بشكل أفضل عوائد اقتصادية وبيئية مع مرور الوقت.
تعتبر بقايا المحاصيل غير المستخدمة، ونفايات الطعام، والمنتجات الثانوية للتصنيع الزراعي فرصًا ضائعة لإعادة التدوير وتحسين كفاءة استخدام الموارد، خاصة عندما يمكن إعادة استخدامها كعلف للحيوانات.
يمكن استخدام السماد ومخلفات المجازر لإنتاج الأسمدة والغاز الحيوي كمصدر للطاقة المتجددة.
الدكتور/ فوزى أبو دنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني الثروة الحيوانية منخفضة الكربون
تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
اجرى نيوز ، موقع إخباري يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.
لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية