عند تكوين علائق للماشية، هناك عاملان رئيسيان يجب أن نركز عليهما، وهما القابلية للهضم (Digestibility) والاستساغة (Palatability). حيث أن هاتان الخاصيتان تحدد الى مدى كبير كفاءة استخدام الحيوانات للعناصر الغذائية الموجودة في نظامها الغذائي ومدى إقبالها على استهلاك العلف.

لذا فمن المهم ان ندرك ان الاهتمام بهذين العاملين يعزز من جودة العلائق على النمو الأسرع، والصحة الأفضل، وتحسين إنتاج اللبن فى الماشية أو اللحم أو البيض فى الدواجن. بالمقابل، تؤدي العلائق الرديئة إلى انخفاض الأداء، والإصابة بالأمراض، والخسائر المالية.

أولا: القابلية للهضم

تشير القابلية للهضم إلى مدى قدرة الحيوان على تكسير وامتصاص العناصر الغذائية من العلف المقدم إليه، حيث يسمح العلف عالي الهضم للحيوانات بالحصول على احتياجاته من العناصر الغذائية المطلوبة، مما يعزز الإنتاجية والرفاهية العامة.

وفى الغالب يعبر عن القابلية للهضم كنسبة مئوية، على سبيل المثال، يتمتع الذرة بقابلية هضم عالية (85-90%)، بينما تتمتع متبقيات المحاصيل مثل القش والاتبان بقيم أقل بكثير (40-50%). 

العوامل المؤثرة على القابلية للهضم

يؤثر على القابلية الهضم مجموعة من العوامل التى يمكن إيجاز بعضها فى النقاط التالية:

مكونات العلف

حيث تقسم مواد العلف من حيث القابلية للهضم الى: 

أعلاف عالية الهضم (أكثر من 80% ) : الذرة، كسب فول الصويا، مسحوق السمك، كسب الفول السوداني.
أعلاف منخفضة أو ضعيفة الهضم (أقل من 60% ): الأتبان والقش، قشور الأرز، الحبوب غير المعالجة ذات المحتوى العالي من الألياف أو المركبات المضادة للتغذية.

معالجة العلف

يعزز طحن أو تكعيب العلف من القابلية للهضم عن طريق تقليل حجم الجزيئات وجعل العناصر الغذائية أكثر سهولة في الوصول إليها. يحسن من التخمير، كما هو الحال في السيلاج (Silage)، ويزيد من امتصاص العناصر الغذائية ويمكن أن يزيد من القابلية للهضم بنسبة 10-15%. 

محتوى الألياف

تحتاج المجترات (Ruminants) مثل الأبقار والماعز والأغنام إلى 15-30% من الألياف في علائقها لهضم صحي. بينما تحتاج الحيوانات وحيدة المعدة (Monogastric animals) مثل الدواجن إلى أقل من 10% من الألياف؛ فالألياف الزائدة تقلل من استخدام العناصر الغذائية.

المركبات المضادة للتغذية

تحتوي بعض المواد الخام للعلف على عناصر مثل التانينات (Tannins)، والفيتات (Phytates)، ومثبطات التربسين (Trypsin inhibitors)، والتي تقلل من امتصاص العناصر الغذائية. على سبيل المثال، يحتوي فول الصويا الخام على مثبطات التربسين، لكن المعالجة الحرارية (120 درجة مئوية لمدة 15-20 دقيقة) تعمل على تحييدها.

ثانيا: الاستساغة

الاستساغة تعبر عن مدى جاذبية أو طعم العلف للحيوانات. حتى لو كان العلف غنيًا بالعناصر الغذائية، فلن تستفيد منه الحيوانات ما لم تكن راغبة في تناوله.

وفى الواقع تتأثر الاستساغة بمجموعة من العوامل التى يمكن أن نوجز بعضها فيما يلي:

الرائحة والطعم:  تكون الأعلاف ذات الروائح والنكهات المستحبة أكثر جاذبية.
القوام  (Texture): تفضل الحيوانات القوام الأكثر ليونة والمختلط جيدًا على الأعلاف الخشنة أو المتربة.
محتوى الرطوبة:   نسبة قليلة من الرطوبة القوام وتقلل من الغبار.
إضافات الأعلاف: يمكن للنكهات الطبيعية أو دبس السكر أن يزيد من تقبل العلف.
درجة طزاجة العلف(Freshness) : حيث يقلل العلف الفاسد أو البائت بشكل كبير من الاستهلاك ويمكن أن يسبب في بعض الأحيان مشاكل صحية.

وبالتالي فإنه لتحقيق أقصى قدر من أداء العلف، يجب على المزارعين تحقيق التوازن بين القابلية للهضم والاستساغة، مما يضمن ليس فقط أن تأكل الحيوانات جيدًا ولكن أيضًا أن تمتص العناصر الغذائية بكفاءة.

ا. د. فوزي محمد أبو دنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني