توقع رجل الأعمال المصري البارز، أحمد السويدي، أن تشهد مصر نموًا كبيرًا خلال السنوات العشر القادمة، لتصبح "صين المنطقة" ومركزًا إقليميًا للصناعات المختلفة، بما في ذلك مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، هذا التفاؤل ليس مجرد رؤية شخصية، بل يستند إلى مؤشرات قوية ودلائل تدعم هذا التوقع الطموح.

لماذا هذا التفاؤل؟ وما الذي يدعم رؤية السويدي؟

لم تكن تصريحات السويدي مبالغة، بل هي تعكس تحليلات عميقة وتوقعات لمؤسسات مالية عالمية تتوقع لمصر أن تصبح "وحشًا صناعيًا ولوجستيًا وتجاريًا" على المستويين الإقليمي والعالمي، وأن تحتل المرتبة السابعة عالميًا بين أقوى الاقتصادات.

هذه التوقعات لا تأتي من فراغ، بل تستند إلى:

• أرقام وبيانات دقيقة: تعتمد المؤسسات المالية الدولية على مؤشرات اقتصادية، معدلات النمو، خريطة الاستثمار، والحوافز التي تقدمها الدولة للمستثمرين.

• الموقع الجغرافي الاستراتيجي: تتمتع مصر بموقع جغرافي فريد يربط بين قارات العالم، مما يجعلها مركزًا لوجستيًا وتجاريًا حيويًا.
• البنية التحتية الحديثة: شهدت مصر طفرة في تطوير البنية التحتية، خاصة في الموانئ والطرق وشبكات النقل، مما يدعم خطط التصنيع والتصدير.

مصر تنطلق نحو اقتصاد قائم على التصنيع والتصدير

بناءً على هذه المؤشرات، تسير مصر بخطى متسارعة نحو اقتصاد قائم على:
• التصنيع بأنواعه: هناك تركيز كبير على توطين الصناعات المختلفة، بما في ذلك الصناعات الحديثة وذات القيمة المضافة العالية.
• التصدير والموانئ واللوجستيات: تهدف مصر إلى أن تكون محورًا رئيسيًا في خطوط التجارة العالمية، مستفيدة من موانئها وقناة السويس.
• السياحة: يتوقع أن يستمر قطاع السياحة في النمو وجذب مليارات الدولارات.
• تحويلات المصريين بالخارج وسوق الاستثمارات: تعد هذه القطاعات مصادر قوية للعملة الصعبة وتدعم الاقتصاد الكلي.

خطة طموحة لجذب الاستثمارات وتوطين الصناعة

أعلنت الدولة عن خطة طموحة لجذب أكثر من 300 مليار دولار استثمارات في قطاعات واعدة مثل الطاقة، الصناعة، الزراعة، والسياحة. هذه الخطة ليست مجرد أحلام، بل هي قابلة للتنفيذ على أرض الواقع لعدة أسباب:
• السوق المصري الواعد: أصبح السوق المصري مليئًا بالفرص الاستثمارية الجذابة.
• التحول لقاعدة صناعية ضخمة: تسعى مصر للتحول إلى قاعدة صناعية ضخمة في كافة المجالات، مستلهمة من نموذج النهضة الاقتصادية للصين.
• نموذج الصين: بدأت الصين نهضتها بتصنيع كل شيء ممكن، مستغلة توفر المواد الخام والقوة البشرية لغزو الأسواق العالمية بسلع ذات جودة عالية وأسعار تنافسية.

يمكن لمصر أن تنفذ خطة مشابهة لتصبح "صين الشرق الأوسط وأفريقيا" من خلال استغلال مواردها وموقعها.
تؤكد هذه المعطيات أن رؤية أحمد السويدي تستند إلى أسس قوية، وأن مصر تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق نمو اقتصادي غير مسبوق وتحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزًا صناعيًا وتجاريًا ولوجستيًا إقليميًا وعالميًا.