في ظل التحذيرات المستمرة من موجة حارة تؤثر على القطاع الزراعي، وجهت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لجانًا من مركز البحوث الزراعية بالنزول إلى حقول التين وتقديم الدعم والإرشادات اللازمة للمزارعين لحماية محصولهم من المخاطر المحتملة.
وفي سياق متصل، حذر تقرير صادر عن مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة من الانتشار المحتمل لذبابة ثمار التين خلال هذه الفترة. وأرجع التقرير هذا التحذير إلى التذبذب الملحوظ في درجات الحرارة الذي تشهده البلاد، والذي يهيئ بيئة مثالية لزيادة معدل وضع البيض وتكاثر أجيال هذه الحشرة الضارة.
ولتجنب إصابة محصول التين بخسائر فادحة، قدم مركز البحوث الزراعية حزمة من الإجراءات العلاجية التي يجب على المزارعين اتباعها. وتشمل هذه الإجراءات:
جمع الثمار المتساقطة: ضرورة جمع الثمار المتساقطة على الأرض ووضعها في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق وتعريضها لأشعة الشمس لقتل اليرقات الموجودة بداخلها، أو دفن هذه الثمار في حفر عميقة لا تقل عن نصف متر بعد جمعها.
النظافة والري: الاهتمام بنظافة محيط الأشجار وإزالة أي مخلفات زراعية، يلي ذلك ري التربة للتخلص من العذارى الموجودة فيها.
المكافحة الكيميائية: اللجوء إلى استخدام المبيدات الموصى بها في حالة الإصابة الشديدة.
المتابعة بالمصائد: استخدام مصائد الطعوم الجاهزة والمصائد الهرمونية للكشف عن مدى شدة الإصابة وجذب الذباب وقتله. وفي حال ارتفاع أعداد الذباب المصيدة، يجب البدء في الرش بالمبيد المناسب.
وأوضح التقرير أن الإصابة بذبابة ثمار التين تتسبب في تساقط الثمار قبل اكتمال نموها. ويحدث ذلك نتيجة لوضع الأنثى بيضها داخل الثمرة، وبعد الفقس تتغذى اليرقات على لب الثمرة مما يؤدي إلى سقوطها على الأرض. كما أن الثمار الناضجة تصاب بالعفن وهي لا تزال على الأشجار، نظرًا لقدرة الحشرة العالية على التدمير والتنقل لمسافات طويلة وسرعة تكاثرها.
وأشار التقرير إلى أن اليرقات تكون محمية داخل الثمار المصابة، وإذا لم يتم التدخل العلاجي والوقائي في المراحل المبكرة، فإن نسبة الإصابة قد تصل إلى 100%. ويمكن للمزارعين التعرف على الإصابة من خلال ملاحظة الثقوب الموجودة في الثمار المتساقطة. وعند فتح الثمرة المصابة، يمكن رؤية اليرقات بداخلها، بالإضافة إلى احتمالية وجود يرقات ذبابة الفاكهة وذبابة وخنفساء التخمر.
من جانبه، أوضح تقرير صادر عن مركز المناخ الزراعي أن ذبابة التين تتميز بحجمها الأصغر من الذبابة العادية ولونها الأزرق المائل إلى السواد اللامع وأجنحتها الشفافة. وتمتلك الأنثى آلة لوضع البيض في الجزء السفلي من البطن. وبعد فقس البيض داخل الثمرة، يخرج دود أبيض طويل يتغذى على الثمرة ثم يسقط على الأرض ليتحول إلى عذراء بنية اللون ثم إلى ذبابة كاملة. وتصيب الحشرة الثمار وهي لا تزال خضراء وقبل النضج، وغالبًا ما تبدأ الإصابة في شهر مايو وتزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة.