حددت وزارة الأوقاف موضوع الخطبة الأولى الموحدة لجميع مساجد الجمهورية  اليوم الجمعة الموافق 16 مايو 2025، لتتناول قيمة الوسطية والاعتدال تحت عنوان: "حُبُّ التَّنَاهِي شَطَطْ خَيْـرُ الأُمُـورِ الوَسَـطْ".

وأوضحت الوزارة أن الخطبة تهدف إلى التأكيد على أن الوسطية والاعتدال هما أساس تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع.
أما الخطبة الثانية، فستخصص في إحدى محافظات الجمهورية للتوعية بخطورة المخدرات على الفرد والمجتمع. بينما ستتناول الخطبة الثانية في باقي المحافظات موضوعًا هامًا آخر وهو عناية الإسلام بذوي الهمم وضرورة إكرامهم واستثمار طاقاتهم.

نص الخطبة الأولى:

استهلت الخطبة الأولى بالحمد والثناء على الله عز وجل، والتأكيد على جمال الدين الإسلامي في سهولته ويسره ورحمته، وأنه مصدر السعادة والطمأنينة والسلام والأمان, وأشارت إلى أن الدين ليس مجرد كلمات أو حركات شكلية، بل هو حسن في روحه ومقاصده وتشريعاته وأخلاقياته، وقادر على ملامسة القلب بالوسطية والسماحة دون إفراط أو تفريط. وتم الاستشهاد بالآية القرآنية الكريمة: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.

وأكدت الخطبة على أن حب التناهي والكمال شطط وانحراف، وأن خير الأمور الوسط والاعتدال، مستشهدة بأمثلة من حياة الناس وكيف أن المبالغة في العبادة أو الزهد قد تؤدي إلى إرهاق النفس وتضييع الحقوق. كما حذرت من الغلو في الشعارات والتحول إلى التعصب الأعمى. وتم التذكير بالحديث النبوي الشريف الذي يبين هديه صلى الله عليه وسلم في التوازن بين العبادة وشؤون الحياة.
ودعت الخطبة إلى التمسك بالهدي النبوي الشريف والتيسير المحمدي، ونبذ التضييق والتبغيض في دين الله، مع التأكيد على أهمية محاسبة النفس واستشعار نعمة التوفيق وطلب العون من الله.

كما بينت الخطبة أن الإسلام جاء ليحررنا من قيود الجاهلية، لا ليضع أغلالًا جديدة باسم الدين، وتم التذكير بأن خير الأعمال أدومها وإن قل، وأن الله لا يمل حتى نمل، وأن الدين يسر. وحذرت من التشديد على النفس، مستشهدة بأن قومًا شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم.
واختتمت الخطبة الأولى بالتأمل في وصف القرآن الكريم لعباد الرحمن بأنهم {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، داعية إلى أن تكون عبادتنا وسلوكنا في كل شؤون حياتنا قوامًا ووسطًا وعدلًا، بلا إفراط ولا تفريط، مع عدم تكليف النفس ما لا تطيق ونبذ التعصب والتنطع وتضييق ما وسعه الله ورسوله.

الخطبة الثانية (في جميع المحافظات عدا واحدة):

ركزت الخطبة الثانية في معظم المحافظات على إكرام ذوي الهمم، مؤكدة أن الإكرام مسلك الصالحين وقيمة عظيمة من قيم الدين. وبينت أن ذوي الهمم أولى الناس بالإكرام والتكريم وجبر الخواطر، وأن الاهتمام بهم واجب ديني ووطني وإنساني يؤكد قيم الإسلام السمحة.

وتم التذكير بالعناية الإلهية بذوي الهمم ورفع الحرج والمشقة عنهم في القرآن الكريم، والتيسيرات والأحكام الخاصة التي راعتها الشريعة الإسلامية. ودعت الخطبة إلى الاقتداء بهذه الرحمة والتخفيف ودعم ذوي الهمم واستثمار طاقاتهم ليكونوا عنصرًا فاعلًا في بناء الوطن وتقدمه.

كما أشارت إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَهَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟!»، مؤكدة دور هذه الفئة المباركة في بناء المجتمعات. وتوجهت الخطبة إلى الآباء والأمهات الذين لديهم أفراد من ذوي الهمم في بيوتهم بالبشرى بأنهم كنز وشفيع لهم يوم القيامة.

الخطبة الثانية (في محافظة واحدة):

تناولت الخطبة الثانية في محافظة واحدة خطورة المخدرات، واصفة إياها بالداء العضال الذي يفتك بالعقل ويهد القوة ويحول الحياة إلى رماد، ويمتد ليطال المجتمع مخلفًا الخراب والدمار, وتم التحذير من هذا الخطر الداهم، والتساؤل عن الأسباب التي تدفع الشباب إلى الوقوع في براثنه، سواء كانت اليأس أو الفراغ أو ضعف الوازع الديني والأخلاقي.

وحذرت الخطبة من أن المخدرات وحش كاسر ينهش الروح ويسلب الإرادة ويقضي على الطموح ويحول المتعاطي إلى كائن هامشي. وتم التذكير بالوعيد النبوي الشديد لمن يشرب المسكر.

ووجهت الخطبة رسالة إلى المدمنين بأنهم يحملون كنوزًا دفينة من القدرات والمواهب، وأن الحياة بجمالها الحقيقي تنتظرهم خارج سجن الوهم، وتم تذكيرهم بقول الله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
واختتمت الخطبتان بالدعاء إلى الله عز وجل أن يجعلنا من عباده الرحماء وأن يبسط على بلادنا بساط الأمل والنور والفيض والإكرام.