أ
أ
تُعد تربية الماعز مشروعًا اقتصاديًا واعدًا، ويمكن تنفيذها بطرق مختلفة تتناسب مع الموارد المتاحة وأهداف المربي. تتنوع هذه الطرق بين الأنظمة المكثفة وشبه المكثفة، ولكل منها خصائصه ومتطلباته.
أنظمة تربية الماعز
1. الطريقة المكثفة:
في هذا النظام، تُربى الماعز بشكل كامل داخل حظائر أو على منصات مرتفعة ذات فرش عميق، دون السماح لها بالرعي في الخارج. تتطلب هذه الطريقة مساحة 15 قدمًا مربعًا لكل رأس ماعز، ويمكن استخدام مواد فراش مثل قش الأرز، القشر، أو قشور الفول السوداني بعمق حوالي 6 سم. يجب تقليب هذه المواد بشكل دوري لتجنب الروائح الكريهة وتغييرها كل 6 أشهر. يُساهم نظام المنصات المرتفعة في تقليل العدوى الطفيلية. يجب أن تكون الحظائر جيدة التهوية ومحاطة بألواح خشبية أو شبك سلكي.

2. الطريقة شبه المكثفة:
تُربى الماعز في هذا النظام بحظائر عادية مع فراش خفيف، ويُسمح لها بالذهاب إلى أراضي الرعي. توفر هذه الطريقة توازنًا بين الرعي والتغذية في الحظائر، مما يقلل من تكاليف العلف ويزيد من الاستفادة من المراعي.
يتراوح حجم القطيع في هذا النظام بين 50 و350 رأسًا أو أكثر، ويُمكن الاستفادة من العلف المزروع خلال الفترات الشحيحة. تُعد هذه الطريقة مربحة نظرًا لانخفاض مدخلات العمالة.
عادات تغذية الماعز والرعي
تتميز الماعز بتنوع غذائها، حيث تستهلك أنواعًا كبيرة من الأعلاف والنباتات مقارنة بالأغنام أو الماشية. تُفضل الماعز الأعلاف البقولية، ولا تستسيغ علف الذرة الرفيعة أو الذرة أو القش التقليدي.تُحب التبن المحضر من أعشاب الغابات المقطوعة مبكرًا، وتُفضل بشدة القش المحضر من المحاصيل البقولية. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الماعز إلى الحبوب مثل القمح والذرة وبعض البقوليات، وتركيبات معدنية عالية.

الصحة والرعاية: التخلص من الديدان والتطعيمات
للحفاظ على صحة القطيع، يجب تطعيم الماعز بانتظام ضد أمراض مثل الحمى القلاعية، طاعون المجترات الصغيرة (PPR)، والكزاز. كما يجب التخلص من الديدان مرتين على الأقل في السنة. يُنصح بالتخلص من الديدان قبل تربية الماعز، ويجب تكرار ذلك شهريًا لصغار الماعز (الجديان).العوائد الاقتصادية لتربية الماعز
تُعد تربية الماعز مشروعًا اقتصاديًا مجديًا للمزارعين نظرًا لانخفاض رأس المال المطلوب. على سبيل المثال، يُمكن شراء 10 ماعز عالية الجودة مقابل تكلفة بقرة هجينة واحدة. تتميز الماعز بفترة حمل أقصر (150 يومًا)، مما يسمح بزيادة سريعة في أعدادها، حتى مع معدلات الذبح المرتفعة. يُمكن بيع الماعز وصغارها وسحب الاستثمار في أي وقت.
توفر الماعز مجموعة متنوعة من المنتجات مثل اللحم، الحليب، السماد، الجلد، والشعر الناعم. يبلغ متوسط عمر الماعز 15 عامًا، وتكون منتجة لمدة 7 سنوات.
يُعد روث الماعز، الذي يصل إنتاجه إلى 1 كجم لكل ماعز بالغ يوميًا، مثاليًا لتخصيب أحواض الأسماك وجميع المحاصيل الزراعية، كما أنه مادة أساسية ممتازة لتسميد الدود.

أنظمة تربية الأغنام والماعز المختلفة
1. النظام الواسع النطاق:
يتضمن هذا النظام رعي الأغنام والماعز بحرية في المرعى طوال الموسم، مما يقلل بشكل كبير من تكلفة العلف. لتحقيق أقصى استفادة من المراعي والتحكم في الطفيليات، يُفضل ممارسة طريقة الرعي الدوراني. في هذه الطريقة، تُقسم أراضي المراعي بأسوار مؤقتة، وتُنقل الحيوانات من قسم إلى آخر. يضمن هذا النظام توفر علف عالي الجودة لمعظم أوقات العام، ويُنصح برعي الحملان أولاً ثم إتباعها بالنعاج لإنهاء الأعلاف المتروكة.
2. النظام شبه المكثف:
يمثل هذا النظام حلاً وسطًا بين النظام الواسع والمكثف. يتضمن إدارة مكثفة للقطيع مع رعي محكم للمراعي المسورة. تُوفر تغذية إضافية في الحظائر ومأوى ليلي، مع السماح للحيوانات بالرعي لمدة 3 إلى 5 ساعات يوميًا. يُساهم هذا النظام في تلبية الاحتياجات الغذائية من الرعي وتغذية الحظائر.3. النظام المكثف (نظام الرعي الصفري):
في هذا النظام، تُبقى الأغنام والماعز في حجز دائم، مع توفير العلف داخل الحظائر. يعني ذلك عدم السماح للحيوانات بالرعي الحر. يُعد هذا النظام مناسبًا للإنتاج التجاري للحليب، خاصةً للماعز الحلوب، ويتيح استغلال المنتجات الزراعية والصناعية كأعلاف. يتطلب هذا النظام عمالة ومدخلات نقدية أعلى، لكنه يوفر إشرافًا وتحكمًا دقيقًا في الحيوانات، ويسمح بجمع الروث في مكان واحد للاستفادة منه كسماد ممتاز، ويناسب عددًا أكبر من الحيوانات في مساحة أقل.
