مع التوسع المتزايد للتكنولوجيا الرقمية في مختلف جوانب حياة المصريين، بدأ اتجاه جديد يلوح في الأفق مع اقتراب عيد الأضحى المبارك, شراء الأضاحي عبر الإنترنت, هذا التحول يثير تساؤلات حول مستقبل أسواق المواشي التقليدية وما إذا كان موسم الأضاحي سيتحول بالكامل إلى تجربة رقمية شاملة.

فبعد أن اعتاد المصريون على التوجه بأنفسهم إلى أسواق المواشي لاختيار أضاحيهم بعناية، نشهد اليوم إقبالًا متزايدًا على شراء الخراف والماشية بضغطة زر عبر منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية.

التحول الرقمي يطال الأضاحي:

أوضح الدكتور هشام عفيفي، استشاري أمن المعلومات والتحول الرقمي، أن شراء الأضاحي عبر الإنترنت أصبح واقعًا ملموسًا، حيث يتجه إليه الكثير من المواطنين مستفيدين من التسهيلات التي توفرها المنصات الرقمية.

وأشار الدكتور عفيفي في تصريحات له, إلى أن التحول الرقمي بات سمة أساسية في حياة المواطن المصري، بدءًا من تطبيقات الهواتف المحمولة وصولًا إلى طلب مختلف الاحتياجات بنقرة واحدة.

لماذا يتجه المصريون لشراء الأضاحي أونلاين؟

يرى استشاري أمن المعلومات والتحول الرقمي أن فكرة شراء الأضاحي عبر الإنترنت تعود جزئيًا إلى نجاح حملات التبرع للمستشفيات عبر تطبيقات تحويل الأموال, فقد اعتاد المصريون على سهولة التعامل مع المنصات الرقمية، وهو ما شجعهم على تبني فكرة شراء الأضاحي بنفس الطريقة.

مزايا الشراء الرقمي للأضاحي:

أكد الدكتور عفيفي أن شراء الأضحية عبر الإنترنت يوفر العديد من المزايا، خاصة للأفراد الذين ليس لديهم خبرة في اختيار الأضاحي أو يجدون صعوبة في التنقل إلى أسواق المواشي, ففي ظل الرقمنة، أصبح بإمكان الجميع شراء أضاحيهم بسهولة ويسر.

نصيحة للمشترين عبر الإنترنت:

نصح الدكتور عفيفي المواطنين الراغبين في شراء أضاحيهم عبر الإنترنت بالتعامل مع المؤسسات الموثوقة والمعتمدة التي تتولى أيضًا مهمة ذبح الأضحية وتوزيعها, وأوضح أن هذه المؤسسات غالبًا ما تمتلك قاعدة بيانات للمستحقين، مما يضمن وصول الأضاحي إلى الفئات الأكثر احتياجًا، ويجعل العملية منظمة ومفيدة لكل من المضحي والمستفيد.

هل يحل الرقمي محل التقليدي؟

على الرغم من المزايا التي يوفرها شراء الأضاحي عبر الإنترنت، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كان هذا الاتجاه سيؤدي إلى تحول كامل في موسم الأضاحي, فزيارة أسواق المواشي تحمل في طياتها طقوسًا اجتماعية وثقافية عريقة، وقد يظل الكثيرون يفضلون هذه التجربة التقليدية.

إلا أن المؤكد هو أن المنصات الرقمية أصبحت خيارًا متزايد الشعبية، خاصة بين الأجيال الشابة والأفراد الذين يبحثون عن الراحة والسهولة في أداء شعائرهم الدينية, ومع استمرار التطور التكنولوجي، من المرجح أن يشهد موسم الأضاحي مزيدًا من الاندماج بين التجربة التقليدية والخيارات الرقمية.