الجمعة، 10 ذو الحجة 1446 ، 06 يونيو 2025

تحديات الأمان الحيوي وسبل إصلاح قطاع الدواجن المصري.. دعوة لتطوير مزارع صغار المربين

الدواجن   دواجن  فراخ الفراخ  الدجاج
دواجن
أ أ
techno seeds
techno seeds
تُعد صناعة الدواجن في مصر ركيزة أساسية للأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، لكنها تواجه تحديات جمة، خاصة فيما يتعلق بـصغار المربين الذين يشكلون الغالبية العظمى من القطاع, وقد سلط الدكتور أسامة زعتر، أستاذ نظم اقتصاديات تربية الدواجن، الضوء على هذه المشكلات خلال استضافته ببرنامج "مصر كل يوم" على قناة "مصر المستقبل"، مقترحًا حلولًا جذرية لضمان استدامة الصناعة وحماية صحة المستهلك.


تحديات صغار المربين: "صفر أمان حيوي" ونفوق مرتفع

أشار الدكتور زعتر إلى أن صغار المربين يمثلون 70% من إجمالي المربين في مصر، وهي نسبة كبيرة تحمل تحديًا خطيرًا. فغالبيتهم لا يطبقون نظم "الأمان الحيوي" إطلاقًا، ما يصفه بـ"صفر أمان حيوي"، بالإضافة إلى عدم اتباعهم لبرامج تحصين منتظمة أو منضبطة, وقد نتج عن ذلك ارتفاع كبير في نسبة النفوق في مزارعهم، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية ويُكبّد المربين خسائر فادحة.

الأمان الحيوي: حجر الزاوية في تربية الدواجن

شدد الدكتور زعتر على أن الأمان الحيوي هو أساس وجوهر تربية الدواجن السليمة, مؤكدًا أن التحصينات وحدها، حتى لو تمت بدقة وبلقاحات موثوقة، لا تُغني أبدًا عن تطبيق نظم الأمان الحيوي, وقد برهن على ذلك بقوله إن غياب الأمان الحيوي يُبطل مفعول التحصينات وكأنها لم تتم.

وأثنى الدكتور زعتر على التطور الملحوظ في قطاع صناعة اللقاحات في مصر، موجهًا الشكر لمعهد المصل واللقاح بالعباسية وعلمائه, وأوضح تفضيله للقاحات المنتجة محليًا من المعهد، كونها مأخوذة من العترات المصرية المحلية، مما يجعلها أكثر فعالية وملاءمة لمواجهة الأمراض المنتشرة في البيئة المصرية.

تحذير مسبق وجودة الكتاكيت:

ولفت الدكتور زعتر إلى أنه كان قد حذر قبل سبعة أشهر من مشكلة جودة الكتاكيت، منبهًا إلى خطورة وتداعيات بعض المعامل التي تنتج قطعان كتاكيت "لا تصلح لدورة التربية" وغير مؤهلة, ووجه نصيحة للمربين بضرورة شراء الكتاكيت من مصادر موثوقة لضمان جودتها وسلامتها.

خطوات مقترحة لإصلاح صناعة الدواجن:
قدم الدكتور زعتر مجموعة من الخطوات الجادة والضرورية لإصلاح صناعة الدواجن، موجهًا توصياته إلى وزارة الزراعة:

وضع خطة شاملة لمتابعة صغار المربين: تهدف إلى توجيههم ودعمهم في تطبيق الممارسات السليمة.
تنظيم دورات تدريبية مكثفة: لتزويد صغار المربين بالمعرفة والمهارات اللازمة في جميع المحافظات.
ربط منح تراخيص التشغيل للمزارع بتطويرها: بما يعزز قدرتها على مواجهة تحديات التغيرات المناخية، التي تسبب هدرًا يتراوح بين 30 إلى 40% من مستلزمات الإنتاج المستوردة.
تشجيع التحول إلى النظم المغلقة: حيث أشار إلى توفر قروض بفائدة متناقصة تبلغ 5% للمربين الذين يقومون بتطوير عنابرهم وتحويلها إلى نظم مغلقة تمامًا، مؤكدًا أن النظم الحالية (شبه المغلقة) تساهم في هدر كبير لمستلزمات الإنتاج.


ضرورة تطبيق القانون ومكافحة الممارسات الخاطئة:

أعرب الدكتور زعتر عن معارضته الشديدة للممارسات الخاطئة مثل بيع الدواجن حية أو ذبحها في العراء، سواء كان ذلك في عروض الشارع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي, مؤكدًا أن هذه الممارسات تُعد وسيلة رئيسية لنشر الأمراض وتضر بالصحة العامة للمواطنين.

ونادى بضرورة تطبيق القانون رقم (70) الذي ينظم هذه الصناعة ويمنع هذه الممارسات, وأوضح أن تحسين الممارسات وتطبيق المعايير الصحية لن يكون على حساب رزق المربي، بل سيساهم في أن يكسب عيشه بطريقة أفضل وأنظف وأكثر أمانًا له وللمستهلك وللمجتمع ككل.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة