أثار ظهور السيارة الصغيرة «كيوت» في شوارع الجيزة حالة واسعة من الجدل الإيجابي، بعدما بدأت تتصدر المشهد كأول بديل حضاري وعملي لمركبات التوكتوك التي طالما ارتبطت بالفوضى المرورية ومظاهر العشوائية داخل الأحياء الشعبية.
السيارة الجديدة، التي ظهرت بتصميم مدمج يسمح لها بالحركة بسهولة داخل الشوارع الضيقة، زادت من فضول الجمهور بعد الإعلان عن عملها بوقود مزدوج «غاز طبيعي وبنزين»، مع قدرة لافتة على قطع مسافة تصل إلى 550 كيلومترًا بخزان واحد فقط، وهو رقم وضعها مباشرة في دائرة المنافسة الاقتصادية، خاصة لدى السائقين الباحثين عن مركبة منخفضة التكلفة وعالية العائد.
تكلفة تشغيل مذهلة.. وحجم توفير غير مسبوق
اللافت في السيارة «كيوت» هو أن تكلفة الكيلومتر الواحد لا تتجاوز 47 قرشًا فقط، وهو ما يفتح الباب أمام أصحاب المركبات منخفضة الإيراد لتقليل نفقات التشغيل وتحقيق ربح أفضل مقارنة بالتوكتوك الذي يستهلك وقودًا أعلى ويحتاج صيانة متكررة.وتستوعب السيارة 10 أمتار مكعبة من الغاز الطبيعي و8 لترات من البنزين، ما يمنح السائق مرونة في التشغيل، ويتيح له العمل لفترات أطول دون توقف لإعادة التزوّد بالوقود.
كما زُودت بمحرك سعة 217.9 سي سي بقوة 13 حصانًا، يتيح لها نقل ثلاثة ركاب بالإضافة إلى السائق.
خطة إحلال واسعة تغيّر شكل النقل في الجيزة
الانتشار الأولي للسيارة جاء ضمن خطة شاملة تستهدف استبدال التوكتوك بمركبات حضارية آمنة واقتصادية في أحياء الهرم والعجوزة وعدة مناطق بمدينة السادس من أكتوبر.وتهدف الخطة إلى إحداث نقلة نوعية في مشهد النقل الداخلي عبر تنظيم الحركة المرورية، وإنهاء الفوضى المرتبطة بالتوكتوك، بجانب ضمان وجود مركبات مرخّصة رسميًا يمكن تتبع بياناتها بسهولة.
كما تسعى الجهود إلى معالجة المشكلات التي تسبب فيها التوكتوك لسنوات، مثل قيادة صغار السن، ومظاهر العشوائية، والتأثير السلبي على المظهر العام، بالإضافة إلى دفع العديد من الحرفيين لترك أعمالهم الأساسية والانضمام لسوق قيادة التوكتوك.
خطوة نحو نقل حضاري أكثر أمانًا
ويرى عدد من المتابعين أن إدخال مركبة «كيوت» يمثل خطوة جادة نحو تحديث منظومة النقل الداخلي، وفتح باب جديد أمام الشباب للعمل في مركبات مرخصة وآمنة، وتخفيض استهلاك الوقود، وتحسين المظهر الحضاري في المناطق السكنية.السيارة «كيوت» تبدو في طريقها لتكون لاعبًا قويًا في سوق النقل الخفيف، ومع توسع التجربة في أحياء جديدة، قد نشهد تحولًا جذريًا في شكل الحركة داخل المدن المصرية خلال الفترة المقبلة.



