أ
أ
ظهرت فجأة، ثم تصدرت، ووسط ضجيج المحتوى التافه برزت
بعبارة واحدة.. "دمتم سالمين"، بدأت «هبة» أو «فاطمة» كما عرفت على منصة «تيك
توك» في نشر مقاطع بسيطة من داخل منزلها، توثق لحظات عائلية هادئة مع أطفالها، ولكن
لم تكن تلك البداية كافية لجذب الأنظار أو تحقيق نسب مشاهدة تُذكر، ومع مطلع
أكتوبر، تغير كل شيء.
كيف صنعت «هبة» تريند «دمتم سالمين»؟
اعتمدت «هبة»
على مزيج غير معتاد من الظهور، إذ ظهرت بمكياج صارخ بطابع قديم، حجاب بألوان
تقليدية، وعباءة واسعة تُشبه ما كانت ترتديه الجدات، لكنها تضيف إلى المشهد نبرة
صوت حزينة ونصائح تميل للطابع الدرامي، تنهيها دائمًا بجملتها المميزة: «دمتم سالمين».هذا الأسلوب الفريد، الذي يجمع بين العفوية والإفيه، بين النصيحة والنوستالجيا، جعلها تخرج من دوائر المتابعة المحدودة إلى ملايين المشاهدات.

في 3 أسابيع فقط.. هبة تنتقل من فيديوهات
عائلية إلى تريند وإعلانات
ففي أقل من 3 أسابيع، تجاوزت حساباتها على «تيك
توك»حاجز 2 مليون إعجاب، و100 ألف متابع، بل
وبدأت تظهر في مقاطع ترويجية مدفوعة لمحلات وصالات ترفيه ومطاعم.ورغم الانقسام حولها بين من يسخر من شكلها أو طريقة حديثها، ومن يرى فيها حالة مختلفة تستحق الانتشار فإن الثابت أن ظاهرة «دمتم سالمين» خرجت من الشاشة الصغيرة لتفرض نفسها على واقع السوشيال ميديا.
وتأتي هذه الظاهرة في توقيت تشدد فيه الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، رقابتها على المحتوى غير اللائق المنتشر عبر «تيك توك»، ما يطرح تساؤلات حول مدى تقبل الجمهور لظهور شخصيات غير تقليدية، حتى وإن كانت لا تقدم محتوى مخلًا، بل على العكس، تدعي «النصيحة» وتُصدر خطابا محافظا.