أ
أ
مع اقتراب يوم عاشوراء، الذي يوافق مساء الجمعة 4 يوليو 2025 ويمتد حتى السبت 5 يوليو 2025، يتجدد التساؤل حول سر صيام المسلمين لهذا اليوم وفضله, يوم عاشوراء يحمل أهمية كبرى في الذاكرة الإسلامية، سواء عند أهل السنة أو الشيعة، لكن بمنظورين مختلفين.
فضل صيام عاشوراء عند أهل السنة
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن النبي محمد ﷺ سن صيام يوم عاشوراء لما فيه من فضل عظيم في تكفير السيئات وزيادة الحسنات, فقد قال رسول الله ﷺ: «وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
ويُستحب صيام يوم التاسع من محرم مع يوم عاشوراء، استنادًا لقول النبي ﷺ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ».
وحدد الأزهر مراتب صيام هذا اليوم على النحو التالي:
إفراد يوم عاشوراء بالصوم.صيامه وصيام يوم قبله أو يوم بعده.
صيامه وصيام يوم قبله ويوم بعده.
وقد أكد ابن عباس رضي الله عنهما على أهمية هذا اليوم بقوله: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّىٰ صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَىٰ غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ…». كما جاء عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: «صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَه».
عاشوراء.. ذكرى نجاة موسى عليه السلام
يُعد العاشر من المحرم يومًا شهد معجزة كبرى لنبي الله موسى عليه السلام، حيث نجاه الله وقومه من فرعون وجنوده. فبأمر من الله، شق موسى البحر طريقًا يابسًا لبني إسرائيل، بينما أغرق فرعون وجنوده فيه. يقول تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه: 77، 78].
وقد صام النبي محمد ﷺ هذا اليوم شكرًا لله تعالى على نجاة أخيه موسى ونصر الله له، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "قدم النبي ﷺ المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «مَا هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فصامه، وأمر بصيامه."
مكانة عاشوراء عند الشيعة
لهذا اليوم مكانة خاصة ومختلفة في ذاكرة المسلمين الشيعة, فهم لا يصومونه بنفس الطريقة بل يحيون فيه سنويًا طقوسًا دينية حزينة تخليدًا لذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد ﷺ، في واقعة كربلاء, هذه الذكرى تمثل لهم يوم حزن وعزاء وتضحية.
وبهذا، يظل يوم عاشوراء محطة دينية مهمة في التقويم الإسلامي، وإن اختلفت مظاهر الاحتفال أو الإحياء بين مذاهب المسلمين.
