شهد
محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، فعاليات الجلسة الرئيسية بعنوان "التصنيع الزراعي كمحرّك للاقتصاديات
المحلية"،
ضمن أول أيام النسخة الرابعة من مهرجان النباتات الطبية والعطرية، الذي يُقام تحت
شعار: "بني سويف
عاصمة النباتات الطبية والعطرية.. من مصر إلى العالمية".
أدار
الجلسة الإعلامي حسام محرز المتخصص في الشأن الزراعي، وشارك بها نخبة من المسؤولين
والخبراء، من بينهم:أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، هشام الهلباوي
مساعد وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية والتنمية الريفية، علاء
عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي ممثلًا عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،
طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، النائب عبد الحميد دمرداش رئيس
المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، و عمرو عبد المنعم رئيس هيئة تنمية
الصعيد.
محافظ
بني سويف: التصنيع الزراعي ضرورة قومية
وفي
كلمته خلال الجلسة، أكد محافظ بني سويف أن "الاقتصاد هو محرك كل شيء"،
مشيرًا إلى أن التصنيع الزراعي لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة قومية لتعظيم القيمة
المضافة من الموارد الزراعية وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية عالميًا.وأوضح "غنيم" أن محافظة بني سويف تمتلك مقومات تجعلها مؤهلة لتكون عاصمة النباتات الطبية والعطرية، حيث يعتمد أكثر من 50% من اقتصادها على النشاط الزراعي، وتستحوذ على 95% من صادرات الزيوت العطرية والطبية على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن المحافظة وضعت استراتيجية شاملة للتصنيع الزراعي، تعتمد على تقليص سلاسل الإمداد وتوطين الصناعات التحويلية بالقرب من مناطق الإنتاج، ما يسهم في خفض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية. وكشف المحافظ عن اختيار مدينة سمسطا لتكون مقرًا لمجمع النباتات الطبية والعطرية، بعد دراسات أكدت ملاءمتها الجغرافية واللوجستية، خاصة لقربها من محور الفشن ومحطة القطار الكهربائي السريع، ما يجعلها مركزًا لوجستيًا واستثماريًا مهمًا.
وأشار إلى تخصيص 147 فدانًا لإقامة مدينة صناعية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية، إلى جانب منطقة استثمار سياحي مرتبطة بها، بهدف خلق نموذج صناعي متكامل يعتمد على التكنولوجيا الحديثة. كما استعرض المحافظ عددًا من المشروعات الجاري تنفيذها، من بينها مشروع تجفيف الطماطم على مساحة تتجاوز 12 ألف فدان.

دعم
التنمية الريفية وتحسين جودة الإنتاج
من
جانبه، تناول الدكتور هشام الهلباوي أهمية التصنيع الزراعي في تحقيق التنمية
الريفية، مؤكدًا أن الدولة تسعى إلى بناء اقتصاديات محلية قادرة على خلق فرص عمل
وتحفيز المجتمعات الريفية على التحول من الإنتاج التقليدي إلى الصناعي.وأشار إلى أن بني سويف تقدم نموذجًا عمليًا لهذا التحول، من خلال دعم الزراعة التعاقدية وتوفير الحوافز والخدمات اللوجستية اللازمة لجذب الاستثمارات.
وأكد الدكتور طارق الهوبي، رئيس هيئة سلامة الغذاء، أن الهيئة تعمل على ضمان مطابقة المنتجات الزراعية المصنعة للمعايير الدولية، خصوصًا في قطاع النباتات الطبية والعطرية، بهدف دعم التصدير وتعزيز ثقة الأسواق الخارجية في المنتجات المصرية.
بدوره، شدد الدكتور علاء عزوز على أهمية الإرشاد الزراعي في تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة، مشيرًا إلى أن بني سويف قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، من خلال تبني برنامج "الزراعة الذكية" وتوسيع قاعدة المستفيدين من المبادرات القومية.
مناقشة
التحديات وخطط المواجهة
ناقشت
الجلسة عددًا من التحديات التي تواجه التصنيع الزراعي في المحافظة، من بينها: ضعف
الاستفادة من سلاسل القيمة المضافة، غياب المعامل المتخصصة لتحليل متبقيات
المبيدات، انتشار المصانع غير المرخصة، ضعف التنسيق بين المزارعين والمصنعين
والمصدرين، والحاجة لرفع معدلات استخدام التكنولوجيا في الزراعة والتصنيع والتسويق.وأكد المشاركون أن المحافظة تعمل على مواجهة هذه التحديات عبر بناء نموذج متكامل للتصنيع الزراعي، يقوم على شراكة فعالة بين الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين، مدعومًا بإرادة سياسية واضحة وخطط تنفيذية مدروسة.
ويُعد مهرجان النباتات الطبية والعطرية ببني سويف منصة مهمة لدفع جهود التحول الزراعي والصناعي بالمحافظة، وتعزيز موقعها كمركز إقليمي وعالمي في هذا القطاع الواعد.
