تُعد الكوسة من أهم محاصيل الخضر التابعة للعائلة القرعية، وتتميز بكونها محصولًا صيفيًا يمكن زراعته بنجاح على مدار العام، تُعرف الكوسة بقيمتها الغذائية العالية، فهي غنية بالمواد الكربوهيدراتية، والأحماض الأمينية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الأملاح المعدنية الضرورية لصحة الإنسان.

مواعيد الزراعة والعروات

يمكن زراعة الكوسة على مدار العام، وتُقسم عادةً إلى ثلاث عروات رئيسية:
1- العروة الصيفية: خلال شهري فبراير وحتى منتصف مارس.
2- العروة النيلية: خلال شهري يوليو وأغسطس.
3- العروة الشتوية: خلال شهري ديسمبر ويناير. تُزرع هذه العروة تحت الأقبية البلاستيكية (الصوب).

ملاحظة هامة للعروة الشتوية:

يجب الانتباه لمقاومة الذبابة البيضاء، التي يزداد انتشارها في يوليو وأغسطس. كما يُنصح بعدم التأخر عن منتصف شهر سبتمبر في الزراعة، لتجنب إصابة النباتات بفيروس ورقة الكوسة الفضية، الذي يسبب تلون الأوراق باللون الفضي، خاصة في الزراعات المتأخرة، ويؤدي إلى انخفاض كبير في المحصول.

كمية التقاوي وإعداد الأرض للزراعة

تتغير كمية التقاوي المطلوبة بناءً على عدة عوامل مثل طريقة وميعاد الزراعة، نوع التربة، طريقة الري، والصنف المستخدم، بشكل عام، يحتاج الفدان إلى 1-2 كجم من البذور. في حال استخدام الري بالتنقيط أو الزراعة بالشتلات (خاصة الهجن الجديدة مرتفعة السعر)، تقل الكمية المطلوبة إلى حوالي 750 جرامًا للفدان.

لإعداد الأرض، تُحرث مرتين، ثم تُسمد بالسماد البلدي بمعدل 10-20 متر مكعب للفدان، مع إضافة 150 كجم من سماد سوبر فوسفات 15%. بعد ذلك، تُزحف الأرض وتُخطط بعرض 80 سم، ويُوضع السماد البلدي في خنادق على ريشة الخط.

في الأراضي الرملية والخفيفة، تُعمل الخنادق بعمق 30 سم وعرض 25 سم، ثم تُردم وتُروى الأرض رية غزيرة، بعد أن تجف وتُحرث مرة أخرى، تُزرع البذور على مسافات 50-70 سم.

في الزراعات المبكرة، ولتجنب أضرار البرودة، يمكن زراعة البذور فرديًا في مكعبات أو صواني (84 عين) باستخدام خلطة بيئة مناسبة، وتُغطى بالبلاستيك الشفاف أو تُوضع في مكان دافئ. تُزرع الشتلات في الأرض بعد تكوين ورقتين حقيقيتين. تُفضل هذه الطريقة أيضًا تحت الأقبية البلاستيكية للحصول على محصول وفير وموسم طويل، والهروب من الذبابة البيضاء.

الترقيع، الخف، والري

• الترقيع: يتم ترقيع الجور الغائبة بعد 10-15 يومًا من الزراعة باستخدام شتلات زُرعت في مكعبات التربة في نفس يوم الزراعة.
• الخف: يُجرى بعد أن تُكوّن البادرات 3-4 أوراق حقيقية، ويُترك نبات واحد فقط، تتم عملية الخف بقطع النباتات بآلة حادة من فوق سطح التربة، دون نزع البادرات بجذورها لمنع إلحاق الضرر بالمجموع الجذري.

الري: تحتاج الكوسة إلى رطوبة كافية في التربة بسبب جذورها السطحية. تختلف عدد مرات الري حسب نوع التربة، الظروف الجوية، وعمر النبات.

تكون الريات متقاربة في العروة الصيفية والأراضي الرملية (كل 4-5 أيام)، بينما في الأراضي الصفراء والثقيلة، تُروى كل 7-10 أيام حتى بعد العقد والإثمار. يجب أن يكون الري منتظمًا لتجنب تشوه شكل الثمار.

في الصوب أو الأقبية البلاستيكية، تروى الكوسة يوميًا لمدة ساعة فقط، يجب الحذر من الإفراط في الري لتجنب أمراض الذبول والبياض الدقيقي، ومن التعطيش الذي يؤدي إلى نقص في عمليات العقد وبالتالي انخفاض المحصول.

التسميد

يعتمد برنامج التسميد على طريقة الزراعة ونظام الري. في الأراضي التي تُروى بالغمر، يتم التسميد تكبيشًا على أربع دفعات:
1- الدفعة الأولى: عند رية المحاياة (بعد 3 أسابيع من الزراعة)، بمعدل 50 كجم سلفات نشادر + 25 كجم نترات نشادر + 50 كجم سلفات بوتاسيوم.

2- الدفعة الثانية: بعد 15 يومًا من الدفعة الأولى، بمعدل 50 كجم نترات نشادر + 100 كجم سلفات بوتاسيوم.
3- الدفعة الثالثة: بعد 15 يومًا من الدفعة الثانية، بمعدل 100 كجم نترات نشادر + 150 كجم سلفات بوتاسيوم.
4- الدفعة الرابعة: بعد 15 يومًا من الدفعة الثالثة، بمعدل 50 كجم نترات نشادر + 50 كجم سلفات بوتاسيوم.

النضج والحصاد

للاستهلاك الأخضر، يبدأ جمع الثمار بعد حوالي 40-45 يومًا من الزراعة في العروات الصيفية، وبعد 50 يومًا في العروات الشتوية، يتم الجمع مرتين في الأسبوع في العروات الصيفية، ومرة واحدة كل 5 أيام في العروات الشتوية.

يجب إجراء عمليات الجمع بانتظام وعدم ترك أي ثمار لتكبر عن حجم التسويق المطلوب، إذا رُغبت في الحصول على البذور، يُنصح بجمع الثمار الخضراء مرة واحدة ثم تُترك الثمار على النبات حتى تنضج تمامًا، وهو ما يستغرق حوالي 90 يومًا، بشكل عام، تُجمع الثمار بطول حوالي 15 سم.

أهم الأصناف والهجن

• الكوسة الإسكندراني المحلية (خاصة السلالات المحسنة).
• هجين مبروكة.
• هجين توب كابي.
• هجين ريفيرا.
• هجين أميكوستار.
• هجين أرليكا.

آفات محصول الكوسة

1- المن: تنتشر الإصابة في الربيع والخريف، وتمتص العصارة النباتية مسببة اصفرار وذبول الأوراق وظهور الندوة العسلية، كما أنها ناقلة لفيروس تبرقش الأوراق.
2- الذبابة البيضاء: تتزايد مع ارتفاع الحرارة والرطوبة، تمتص العصارة مسببة اصفرار وتجعد الأوراق، وضعف النباتات، وظهور الندوة العسلية.
3- ذبابة أوراق القرعيات: تشتد الإصابة في العروة النيلية، تتغذى يرقاتها داخل الأوراق وتصنع أنفاقًا.
4- العنكبوت الأحمر العادي: تنتشر الإصابة مع ارتفاع الحرارة والرطوبة، تسبب بقعًا باهتة وذبول الأوراق، وظهور خيوط عنكبوتية كثيفة في حالات الإصابة الشديدة.
المكافحة الزراعية للآفات: تشمل الحرث الجيد للتربة، إزالة الحشائش والنباتات المصابة، الاعتدال في التسميد العضوي والآزوتي، والاهتمام بالتسميد البوتاسي.

المكافحة الكيميائية:

• للمن: تناوب مبيدات مثل بيوفلاي سائل، ملاثيون 57% EC، أفوكس 50% DG، مارشال 25% WP (كل 7-9 أيام).
• للذبابة البيضاء: تناوب مبيدات مثل بيوفلاي سائل، أشوك 15% EC، موسيبلان 20% SP (كل 7-9 أيام).
• لذبابة أوراق القرعيات: رش وقائي بمجرد اكتمال الإنبات وتناوب مبيدات مثل فيرتيميك 1.8% EC، فابكوميك 1.8% EC، إفيسكت 50% WP، بانكول 50% WP.
• للعنكبوت الأحمر العادي: تناوب مبيدات مثل بيوفلاي سائل، فيرتيميك 1.8% EC، فابكوميك 1.8% EC.

أهم أمراض الكوسة
أولاً: الأمراض الفطرية:

1- موت البادرات وعفن الجذور والذبول: تنتشر في المشاتل وبداية الزراعة، تسببها فطريات قبل وبعد الإنبات. المقاومة: معاملة البذور بالمبيدات الفطرية (ريزولكس أو توبسين م.7)، ومعاملة الشتلات بمحلول مبيدات فطرية، مع تعقيم أواني الزراعة والبيئة المستخدمة.
2- البياض الدقيقي: تظهر الأعراض كمسحوق دقيقي أبيض على الأوراق، مما يؤدي إلى اصفرارها وسقوطها. ينمو في درجات الحرارة العالية والرطوبة المعتدلة.

المقاومة: 

- وقائيًا: رش الكبريت الميكروني أو التعفير بالكبريت.
- علاجيًا: رش مبيدات مثل دومارك، دورادو، سومي أيت، أو توباس 200.
- الاعتدال في الري وعدم المغالاة في التسميد الآزوتي.

ثانياً: الأمراض الفيروسية:

تسبب خسائر فادحة ويصعب مقاومتها، حيث تنقلها حشرات مثل المن والذبابة البيضاء.
• فيروس تبرقش الكوسة: المقاومة: حماية المشتل من الحشرات الثاقبة الماصة، إزالة الحشائش داخل وخارج الحقل. عند ظهور أي إصابة فيروسية، يجب إزالة النباتات المصابة وحرقها بعيدًا.