السبت، 18 شوال 1445 ، 27 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتورة فاطمة على تكتب .. فوائد القرنبيط الصحية العديدة والمتنوعة

الدكتورة فاطمة على أحمد
الدكتورة فاطمة على أحمد نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات
أ أ
يعتبر القرنبيط نوعاً من الخضار التي تنتمي إلى العائلة الصليبية Brassicaceae، ويحتوي على نسبة كبيرة من الألياف الغذائية، والفيتامينات، والمعادن، إضافة إلى المركبات النشطة بيولوجيا، وهو غني بمضادات الأكسدة والعديد من العناصر الغذائية الهامة الأخرى التي تجعل للقرنبيط فوائد صحية عديدة ومتنوعة. 

القيمة الغذائية للقرنبيط:  


يحتوي كوب واحد من القرنبيط النيء المقطع على: 27 سعر حراري، 2 جرام من البروتين، 0.3 جرام من الدهون، 5 جرام من الكربوهيدرات، بما في ذلك 2.1 جرام من الألياف و2 جرام من السكر، 24 ملجرام من الكالسيوم، 16 ملجرام من المغنيسيوم، 47 ملجرام من الفسفور، 320 ملجرام من البوتاسيوم، 51.6 ملجرام من فيتامين سي، 16.6 ميكروجرام من فيتامين ك، 0.197 ميكروجرام من فيتامين ب6، 61 ميكروجرام من حمض الفوليك. ويوفر كوب كامل من القرنبيط: 77% من الحصة اليومية من فيتامين سي، 20% من الحصة اليومية من فيتامين ك، 10% من الحصة اليومية من فيتامين ب 6 وحمض الفوليك، كما يحتوي القرنبيط على كميات صغيرة من الثيامين والنياسين. كما يشكل الماء 92%  من تكوين القرنبيط. 




فوائد القرنبيط الصحية: 


إن إستهلاك الخضار والفواكه عموماً يعتبرأمراً يعود على الصحة بالعديد من الفوائد، خاصة عندما يتعلق الأمر بخفض فرص الإصابة بالعديد من الأمراض للقرنبيط عدة فوائد صحية، نذكر منها مايلى:



حماية القلب والشرايين وتحسين الدورة الدموية: 



القرنبيط غني بالألياف الغذائية، حيث إن كوبا واحدا منه يوفر ما بين جرامين إلى 3 جرامات من الألياف، والتى تمثل حوالي 10% من الإستهلاك اليومي الموصى به من الألياف المهمة للصحة العامة. ويعد القرنبيط مفيد للقلب، وذلك لإحتوائه على نسب جيدة من الألياف الغذائية، التي تعزز صحة القلب والأوعية الدموية. إضافة إلى ذلك، أنه غني بمضادات الأكسدة (Antioxidants) التي تساعد على الوقاية من أمراض القلب والشرايين، كما أنه يحمي من التعرض للجلطات، أشارت الدراسات العلمية إلى أن النظام الغذائي الغني بالخضروات الصليبية، بما في ذلك القرنبيط، يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المتعلقة بالشرايين، فضلا عن أنه ينظم نسبة الكوليسترول بالدم. القرنبيط غنياً بالألياف، والتي تساعد على التقليل من فرص حدوث مشاكل في جهاز الدوران والدورة الدموية. 



الوقاية من السرطان: 


تحتوي الخضروات الصليبية مثل القرنبيط على الجلوكوزينات، وهي عبارة عن مواد كيميائية، تتحلل لتشكل مركبات، قد تساعد في الحماية من عدة أشكال من السرطان. كما يحتوي القرنبيط على مضادات الأكسدة والمواد المضادة للإلتهابات التى تساعد على منع حدوث طفرات في الخلايا وتقلل من أي أكسدة ضارة فيها قد تسببها الشوارد الحرة. يحتوي القرنبيط على نوع خاص من مضادات الأكسدة وهى مادة "الإندول 3-كاربينول (Indole-3-carbinol)، يتواجد في خضار مثل الكرنب والبروكولي والقرنبيط، التي لها تأثير وقائي مضاد للإستروجين مما يعيق نمو الخلايا السرطانية، وهذا بدوره يحمي من سرطان الرئة والثدي وعنق الرحم والمثانة. كما أظهرت الدراسات أن المركبات التي تحتوي على الكبريت، والتي تمنح القرنبيط مذاقها المميز، لديها القدرة على محاربة السرطان، خاصة سرطان الجلد والبروستاتا والبنكرياس. أجريت الدراسات على مادة السلفورافان (Sulphoraphane) فيما يتعلق بقدرته على تثبيط إنزيم هيستون ديستيلاز (HDAC)، الذي يشارك في تكوين الخلايا السرطانية علاوة على ذلك، يبدو أن حمض الفوليك (Folic acid) له تأثير وقائي ضد سرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطان.


الوقاية من هشاشة العظام: 



أشارت إحدى الدراسات العلمية، إلى أن القرنبيط يحتوى على العديد من العناصر الغذائية، والمواد الكيميائية النباتية المعززة للصحة، ومنها البوليفينول (Polyphenol)، والمعادن، والفيتامين K وC، ونتيجة لذلك يمكن أن يقلل إستخدامه من خطر الإصابة بأمراض العظام، مثل الكساح وهشاشة العظام. يحتوي القرنبيط على فيتامين ك، والذي يرتبط نقصه بمشاكل العظام عموماً، فقد يزيد هذا من فرص الإصابة بكسور العظام وهشاشة العظام. يساعد إستهلاك فيتامين ك بكميات كافية على تقوية العظام عن طريق تصحيح مصفوفة البروتينات المتواجدة في العظام، تحسين إمتصاص الكالسيوم والتقليل من تصريفه من خلال البول وبالتالي تعزيز تواجده في الجسم وهذا ما يُساهم في تقوية العظام.



تعزيز صحة الجهاز الهضمي :


يحتوي القرنبيط على نسبة عالية من الألياف والماء، وكلاهما هام للوقاية من الإمساك، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وإلتهاب الأمعاء، وخفض فرص الإصابة بسرطان المعدة و القولون. كما تساعد الألياف، فى تقليل خطر الإصابة بإضطرابات الجهاز الهضمي، إضافة إلى تعزيز نمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء. 



تنظيم ضغط الدم: 



القرنبيط غني بمادة السولفورافان، وأكدت الأبحاث العلمية أنها تساعد في تقليل إرتفاع ضغط الدم، إضافة إلى الحفاظ على صحة الشرايين. ونظرا لإحتواء القرنبيط على الألياف، والتى لها تأثير  إيجابي على خفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم، كما يوفر محتوى البوتاسيوم العالي في القرنبيط في التحكم في ضغط الدم.


فوائد القرنبيط للتخسيس: 



يمكن أن يساعد القرنبيط على إنقاص الوزن، لأنه منخفض السعرات الحرارية، إذ يحتوي 100 جرام منه (كوب واحد) على 25  سعرا حراريا فقط، وعلاوة على ذلك يعد مصدرا جيدا للألياف الغذائية، وبذلك يمكنه أن يبطئ عملية الهضم، ويعزز الشعور بالإمتلاء والشبع والطاقة لفترات أطول، كما يحتوي على نسبة عالية جدا من الماء، مما يجعله غذاء مساعد على فقدان وخسارة الوزن، وأيضا بسبب إحتواء القرنبيط على فيتامين ج، حيث وُجد أن فيتامين ج يُساهم في إذابة الدهون المتراكمة في الجسم.



تعزيز صحة الجهاز العصبي:



يحتوي القرنبيط على نسبة عالية من مادة الكولين (Choline) والتي تُعدّ من المركبات التي تُساعد في النوم وحركة العضلات، وتُعزز التعلم، وتُقوي الذاكرة، وتُساهم في نقل النبضات والإشارات العصبية، كما تساعد على إمتصاص الدهون، والتخفيف من الإلتهابات المزمنة. كما أن القرنبيط جيد لصحة الدماغ بشكلٍ خاص لأنه يحتوي على فيتامين ب6، ويحتوي على مادة الجلوتاثيون (Glutathione) التي تُساهم في الحد من الإصابة بمرض ألزهايمر ومرض باركنسون.


فوائد القرنبيط للحامل: 



يعتبر القرنبيط من الأطعمة المفيدة للمرأة أثناء فترة الحمل، حيث إنه غني بالعديد من الفيتامينات الهامة لهذه الفترة، ومنها فيتامين سي، فيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين K، وحمض الفوليك التي تساعد في نمو خلايا الجنين وتطور الجهاز العصبي لديه وتعزيز مناعة الأم.

فوائد القرنبيط للبشرة والشعر: 



يحتوي القرنبيط على فيتامين ج، الذي يعمل على حماية الجلد من الأضرار الناجمة عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، كما يمكن أن يمنع علامات شيخوخة الجلد المبكرة، إضافة إلى تعزيز تكوين الكولاجين (Collagen)، وتحسين مرونة الجلد. كما يحتوي القرنبيط على العديد من المواد الغذائية المهمة للشعر، مثل الفيتامينات والمعادن، وبذلك فهو يعمل على تعزيز نمو الشعر، ومنع تساقطه.



الآثار الجانبية للقرنبيط:  


يمكن أن ينتج عن إستهلاك القرنبيط بكميات كبيرة بعض الآثار الجانبية، على سبيل المثال: حدوث إنتفاخ البطن، نتيجة لإحتوائه على نسبة عالية من الألياف، ويكون الأمر سيء جدًا بالنسبة للأشخاص المُصابين بمتلازمة القولون العصبي.


حيث يحتوى القرنبيط على ما تسمى "فودماب " (FODMAPs)، وهي سكريات قابلة للتخمر (Fermentable oligosaccharides)، وسكريات ثنائية (Disaccharides)، وأحادية (Monosaccharides)، والبوليولات (Polyols)، وهي لا تهضم في الأمعاء الدقيقة بسهولة. تتخمر هذه الكربوهيدرات في الأمعاء الغليظة فتسبب الإنتفاخ والغازات. بالمقابل، يمكن أن يسهل طهي القرنبيط عملية الهضم، وعلاوة على ذلك تكسر عملية الطهي بعض هذه الكربوهيدرات حتى تتمكن الأمعاء من تمريرها بسهولة أكبر وتمتص ما تحتاجه عند تناوله.



كما يمكن أن يسبب القرنبيط تخثر الدم، حيث يمكن أن تسبب المستويات العالية من فيتامين K تجلط الدم، وهذا ما يجعل القرنبيط قادر على التفاعل مع مجموعة من الأدوية، وخاصةً الأدوية المميعة للدم Blood thinners)).  وعموما، يمكن أن تتفاعل مميعات الدم مع فيتامين "K"، لذلك غالبا ما يتم تحذير الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية من قبل أطبائهم لمراقبة تناول هذا الفيتامين. وفي الواقع، يعتبر فيتامين "K" ومميعات الدم بمثابة عدوين، ويعملان ضد بعضهما البعض.



ويمكن أن يسبب تناول القرنبيط إلى مشاكل فى الغدة الدرقية، لذا يجب أن يتجنب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية، من تناول كميات كبيرة من القرنبيط. تحتاج الغدة الدرقية إلى عنصر اليود لتقوم بعملها وتُفرز هرموناتها، لكن تناول الكثير من القرنبيط قد يحد من قدرة هذه الغدة على إمتصاص اليود مؤديًا ذلك إلى إحداث خلل في نسب هرموناتها المُفرزة.



الدكتورة فاطمة على أحمد نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات
icon

الأكثر قراءة