على الرغم من صغر حجمها، فإن الغدة الدرقية (Thyroid gland) التي تقع تحت الرقبة مباشرة هى غدة صغيرة صماء على شكل فراشة، تلعب دورا كبيرا في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. لذا فإن حدوث أي إختلال وظيفي لهذه الغدة، يعني تعطل عمل جميع أعضاء الجسم تقريباً، ويمكن أن يسبب إرهاق الغدة الدرقية تقلبات الوزن والمزاج.

وتندرج إضطرابات الغدة الدرقية عموما تحت ثلاث فئات: فرط نشاط الغدة الدرقية (hyperthyroidism)، وقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism) والغدة الدرقية المتضخمة (Enlarged thyroid gland).

يمكن أن يصيب خمول أو قصور الغدة الدرقية، الرجال والنساء من مختلف الأعمار، ويعتبر العلاج الأمثل هو تعويض إنخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية بتناول هرمون الغدة الدرقية المصنع يومياً، ولكن هناك أيضاً علاج بديل أو مساعد لعلاج خمول الغدة الدرقية، منها إستخدام أطعمة وأعشاب لعلاج خمول الغدة الدرقية.

يعد اليود معدن أساسي لإنتاج وإفراز هرمون الغدة الدرقية، بالتالي يمكن أن يسبب نقص اليود حدوث إضطرابات الغدة الدرقية، ومنها كسل الغدة الدرقية وتضخم الغدة الدرقية، كما يمكن أن يحدث التخلف والتلبد العقلي عند الأطفال والرضع في حال لم يكن لدى الأمهات ما يكفي من اليود أثناء فترة الحمل. يمكن الحصول على عنصر اليود من بعض الأعشاب والأغذية والتي يمكن إستخدامها لعلاج خمول الغدة الدرقية ومنها نذكر مايلى:

الأسماك:

الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، التي تساعد على تقليل الإلتهابات ودعم وظائف المناعة.

كما أنها مصدر ممتاز لفيتامين د، الضروري لصحة الجهاز المناعي، والذي يدعم وظائف الغدة الدرقية.

ويعد المحار واحد من أفضل المصادر الغذائية للزنك، ويساعد الزنك على قيام الجسم بانتاج هرمون الغدة الدرقية الهام (T3)، كما أن المحار يحتوي على نسبة عالية من السيلينيوم، وهو معدن آخر يشارك في تحفيز إنتاج هرمون الغدة الدرقية وإفرازه.

بالإضافة لذلك فإن الأسماك البحرية بأنواعها غنية بعنصر اليود الضروري جدًا لوظائف الغدة الدرقية الطبيعية وللمحافظة على صحتها.

منتجات الألبان والبيض:

تعتبر منتجات الألبان  من المصادر الرئيسية لليود، ولكن تختلف كمية اليود في الحليب أو الزبادي أو الجبن وباقي منتجات الألبان بإختلاف كمية اليود في علف الماشية المنتجة منها.

بالتالي يمكن أن يساهم تناول منتجات الألبان بزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية.(Thyroid hormone)  تدعم البروبيوتيك صحة الأمعاء، التي يُعترف بها بشكل متزايد كضرورية لصحة الغدة الدرقية لإمتصاص الجسم للعناصر الغذائية. يُعد الزبادي مصدرًا ممتازًا للبروبيوتيك، بالإضافة إلى غناه باليود.

يحتوي البيض على مجموعة من العناصر الغذائية الداعمة للغدة الدرقية، بما فيها السيلينيوم، والزنك، واليود، وفيتامين د، والحديد.

ويفضل تناول بيضة مسلوقة يوميًا للحصول على كافة هذه العناصر الهامة للوقاية من الإعتلالات المتعلقة بالغدة الدرقية. صفار البيض تحديدًا هو مصدر معظم هذه العناصر الغذائية، لذا احرص على تناول البيضة كاملةً لتحقيق أقصى إستفادة.

الفواكه التى تعزز وظائف الغدة الدرقية:

من هذه الفواكه الخوخ، الرمان، التفاح، والفراولة. يعتبر الخوخ مصدر نباتي جيد لليود، فهو يحتوي أيضا على نسبة عالية من الفيتامينات والعناصر الغذائية، مثل فيتامين ك (Vitamin K)، وفيتامين أ (Vitamin A)، والبوتاسيوم، والحديد.

كما يوجد فوائد أخرى عديدة للخوخ، مثل تخفيف الإمساك بسبب محتواه العالي من الألياف ومادة السوربيتول (Sorbitol) وهو نوع من أنواع السكريات، كما يساعد الخوخ على تحسين صحة القلب، وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، بالإضافة إلى المساعدة في خسارة الوزن عن طريق تقليل الشهية لغناه بالألياف الغذائية.

يحتوى الرمان على مركبات البوليفينول (Polyphenol)، والتي تساعد على التخلص من الجذور الحرة (Free radicles)،وبالتالي تقلل الإلتهاب في الجسم وتحافظ على سلامة الغدة الدرقية كما يقلل من الإجهاد التأكسدي ويدعم إزالة السموم بالجسم.

يحتوي التفاح أيضًا على مضادات أكسدة (Antioxidants) التي قد تحمي الغدة الدرقية من المزيد من الضرر، كما أن التفاح غني بالمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة والعناصر الغذائية المفيدة للجسم، وغنى بالألياف الغذائية التي تُسهّل الهضم وتُساعد على إزالة السموم التي قد تُؤثر على وظائف الغدة الدرقية. بينما تحتوي الفراولة على فيتامين ج (Vitamin C)، وهو أحد مضاد أكسدة الهام لجهاز المناعة، ويحتوي أيضًا على مركبات أخرى مهمة لصحة الغدة الدرقية.

السبانخ والخضروات الورقية:

السبانخ والخضراوات الورقية الأخرى غنية بالحديد والمغنيسيوم وعناصر غذائية أساسية أخرى. الحديد مهم لنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، ويمكنه تحسين مستويات الطاقة، بينما المغنيسيوم ضروري للعديد من التفاعلات الإنزيمية التي تدعم صحة الغدة الدرقية. كما أن السبانخ تحتوي على نسبة أقل من مركب الجويتروجين (Goitrogen) على عكس أنواع أخرى من الخضروات مثل اللفت، والبروكلي، والكرنب، وهذا المركب يمكن أن يتداخل مع وظائف الغدة الدرقية.

زيت جوز الهند:

يحتوي زيت جوز الهند على أحماض دهنية (Fatty acids) تساعد على تحسين عمل الغدة الدرقية وتزيد من نشاطها، كذلك يحفز زيت جوز الهند عملية التمثيل الغذائي في الجسم ويعزز إنتاج الطاقة، وهو أمر مهم بالنسبة للمرضى الذين يعانون من خمول الغدة الدرقية. يمكن إضافة زيت جوز الهند إلى النظام الغذائي عن طريق إستخدامه في الطهي، أو بإضافة ملعقتين من زيت جوز الهند إلى الحليب أو العصائر.

بذور الكتان:

من المعروف أن بذورالكتان غنية بالأحماض الدهنية الأساسية، وخاصة أوميجا 3 (Omega – 3 fatty acids) والتي تعتبر مهمة للعديد من الوظائف في الجسم، والتي يعتقد أيضا أنها جيدة لصحة الغدة الدرقية، حيث تساعد على زيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. كما تظهر فوائد بذور الكتان فى تقليل من مستويات الكوليسترول، والتخفيف من الإمساك، وتساعد أيضاً في السيطرة على مشاكل القلب.

زيت السمك:

هناك بعض الزيوت التي تحتوي على الأحماض الدهنية تساعد في علاج قصور الغدة الدرقية، مثل: زيت السمك، حيث يساعد زيت السمك في علاج خمول الغدة الدرقية عن طريق زيادة إمتصاص هرمون الغدة الدرقية والحفاظ على صحة الغدة الدرقية للقيام بإنتاج الهرمون على نحو صحي، كما تحتوي زيوت الأسماك على أحماض أوميجا 3 الدهنية التى يمكن أن يكون لها دور مساعد أكبر في حالة قصور الغدة الدرقية الناتج عن المناعة الذاتية، حيث تزيد هذه الأحماض الدهنية من مناعة الجسم وتقلل من الإلتهابات.

البقوليات:

العدس والحمص والفاصوليا غنية بالبروتين والألياف والعناصر الغذائية الأساسية كالزنك والحديد، وجميعها تدعم صحة الغدة الدرقية. الألياف مفيدة بشكل خاص لمن يعانون من قصور الغدة الدرقية، إذ تُسهّل الهضم وتُساعد على التحكم في الوزن.

عصير البرتقال:

يساعد تناول عصير البرتقال صبحا عند الاستيقاظ على تجديد مخزون الجليكوجين (Glycogen) في الجسم، ويعد الجليكوجين هو مخزون السكر الموجود في الكبد، فيساعد على البدء في إنتاج هرمون الغدة الدرقية، فبدون وجود كمية كافية من الجليكوجين لا يمكن أن تحدث هذه العملية.

عرق السوس:

العرق السوس مهم للحفاظ على التوازن بين الغدد المختلفة، بحيث يحسن الطاقة عند مرضى الغدة الدرقية الذين يعانون في كثير من الأحيان من التعب. وعلاوة على ذلك فقد أثبتت إحدى الدراسات العلمية أن عرق السوس يمنع نمو خلايا سرطان الغدة الدرقية (Thyroid cancer)، ويدل هذا على إمكانات عرق السوس ليكون العلاج السريري الفعال لسرطان الغدة الدرقية.

المكسرات:

تعد المكسرات المملحة مثل البندق مصدر غني بالسيلينيوم الذي يحتاجه الجسم لإنتاج هرمونات الغدة ونتيجة لذلك تعد المكسرات المملحة ضمن قائمة أطعمة لتنشيط الغدة الدرقية.

عشبة بلسم الليمون:

عشبة بلسم الليمون (Limon Balm)، أو المعروفة باسم المليسة المخزنية إحدى أفراد عائلة النعناع (العائلة الشفوية)، من الطرق المستخدمة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية بالأعشاب، حيث تقلل عشبة المليسة من وصول الأجسام المضادة الناتجة عن جهاز المناعة للغدة الدرقية، كما تقلل من نشاط الغدة وفرط إفرازها للهرمونات وتخفف من الأعراض المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية، ويمكن الحصول على بلسم الليمون على شكل شاي أعشاب، أو مكمل غذائي.

حبة البركة:

تحتوي بذور حبة البركة على مادة الثيموكينون (Thymoquinone) التي تعمل كمضادة للأكسدة ومضادة للإلتهاب ولها دور في الحماية من خمول الغدة الدرقية علاوة على ذلك قد وجدت إحدى الدراسات أن حبة البركة تزيد من تركيز هرمون الثيروكسين (Thyroxine, T4) وبالتالي تُعد ضمن أشهر أعشاب منشطة للغدة الدرقية.

الأشواجاندا والزنجبيل:

الأشواجاندا عشبة مشهورة تتمتع بخصائص ممتازة لمساعدة الجسم على التكيف مع التوتر، كما أن تناولها يساعد على تنظيم هرمونات الغدة الدرقية وتوازن مستويات هرمون الغدة الدرقية المحفز. يسرع الزنجبيل من عملية الأيض مما يجعله مهم للأشخاص الذين يعانون من نقص نشاط الغدة الدرقية.

الدكتورة فاطمة على أحمد
نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات