يعتبر البرتقال من أشهى الفواكه وأكثرها قيمة على مستوى العالم، ولكن يقوم الأشخاص بتقشير البرتقال و رمي القشر و لا يعلمون فوائد القشر الهامة.

يحتوى قشر البرتقال على حوالي أربع مرات أكثر من الألياف القابلة للذوبان من تلك الموجودة في ثمرة البرتقال نفسها، وأيضا عن كمية أكبر من مادتي Tangeretin و Nobiletin واللتين لديهما خصائص مقاومة للسرطان.

كما تحتوي القشور على نسبة عالية من فيتامينC (136.0مليجرام)، وفيتامينات أخرى مثل فيتامين A (420 وحدة دوليّة) وفيتامينB1  (0.120 مليجرام)، فيتامين ب2 (0.09 مليجرام)، حمض الفوليك (30 ميكروجراماً)، فيتامين ب3 (0.900 مليجرام)، فيتامين ب6 (0.176 مليجرام)، وبعض المعادن الأخرى مثل الصوديوم (3 مليجرام)، الحديد (0.80 مليجرام)، الزنك (21 ميكروجرام)، النحاس والكالسيوم (161 مليجرام)، والماغنيسيوم (22 مليجرام)، والبوتاسيوم (212 مليجرام)، والفوسفور (21 ميكروجرام)، والمواد المغذية الأخرى والكربوهيدرات 25 جرام، 10.6 جرام من الألياف الغذائية، 1.5 جرام من البروتين، 0.20 جرام من الدّهون، واحد جرام من زيت الحمضيات. بينما يحتوى  قشر البرتقال على حوالي 97 سعر حرارى في 100 جرام من القشور.

كما يحتوي قشر البرتقال على البيتا كاروتين (Beta carotene) بلونه البرتقالي المميز والذي يتحول داخل الجسم لفيتامين A ويعتبر أيضاً مضاد للأكسدة ويحمي الجسم من السرطانات. كما يحتوى أيضا على مركبات الفلافونيدات ومنها: (Hesperidin - Rutin) وهذه المركبات لها تأثير قوى كمضاد للأكسدة وبدورها تقوم بتخفيض نسبة الكوليسترول وتمنع تكوين وتخزين الدهون الثلاثية كما أثبتت التجارب الحديثة أنه مثبط لنمو الخلايا السرطانية. ل1ا فإن قشر البرتقال يمتلك العديد من الفوائد الصحية المذهلة والتي يمكن أن يجهلها العديد منا، نذكر منها ما يلى:

الوقاية من أمراض القلب:

يعد قشر البرتقال من الأطعمة المفيدة جدًا لصحة القلب، يقلّل البرتقال احتمالية انسداد الشرايين، وبالتالي تقليل فرص الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وتصلّب الشرايين، كما يُقلّل ضَغط الدم وذلك لاحتوائه على مركب الهيسبيريدين المضاد للأكسدة، ويُعزّز عمل جهاز الدوران في الجسم وما يحتويه من عضلة القلب والأوعية الدموية. ويمكن أن تعود فوائد قشر البرتقال للقلب لاحتمالية مساهمته فيما يلي: تقليل مستويات الكوليسترول في الدم، حيث تساهم المركبات الفعالة المتواجدة في قشر البرتقال ومنها البكتين، والألياف القابلة للذوبان ومركبات الفلافون متعددة الميثوكسيل، والهيسبيريدين، مما يساعد في تقليل نسبة الكوليسترول في الدم وتقليل مستويات ضغط الدم، وخاصة الكوليسترول الضار، الذي يرتبط ارتفاع مستوياته بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. أيضا يعمل على تقليل مستويات الدهون الثلاثية في الدم و تقليل الالتهابات المزمنة التي تتسبب بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، وأهمها أمراض القلب.

حماية الجهاز الهضمى:

يحمي قشر البرتقال الجهاز الهضمي، ويُعزّز وظائفه الحيويّة بسبب مُحتواه العالي من الألياف الغذائية؛ وبسبب التأثير المضاد للإلتهاب لدى قشر البرتقال يمكنه أن يساعد في تخفيف عسر الهضم وحرقة المعدة والإسهال والحالات الخفيفة من الحموضة. بالإضافة إلى ذلك، لأن قشر البرتقال يحتوي على البكتين الذى يساعد على تشجيع نمو البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، ويحتوى أيضا زيوت طيارة تحمل رائحة البرتقال وهو غنى بمادة الليمونين (Limonene) التى لها دور فى تنظيم الجهاز الهضمى وحركة الأمعاء وعلاج إرتجاع المرىء (Gastroesophageal reflux)، طرد الغازات وعلاج الإمساك. كما تعمل القشور على تعزيز إمتصاص الحديد في الأمعاء بسبب مُحتواها العالي من فيتامين ج.

الوقاية من بعض أنواع السرطانات:

يُكافح قشر البرتقال عدداً كبيراً من أنواع السرطانات؛ كسرطان الجلد، والرئة، والثدي، والمعدة، والقولون، كما يُقلّل من خطر الإصابة بسرطان الكبد نظرا ﻹحتواءه على العديد من المركبات الكيميائيّة التي تعمل على منع نموّ وإنقسام الخلايا السرطانيّة في الجسم ومنها  الفلافونويدات(Polymethoxyflavones)  ومركب الليمونين؛ والتي تساعد فيتامين سي على العمل بكفاءة كما إنها تقلل من نمو الخلايا السرطانية، ويمكن أن يعود ذلك إلى مساعدة مركبات الفلافونويد الموجودة على منع بروتين RLIP76 الذي يمكن أن يرتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

تعزز الجهاز التنفسي:

يحمي قشر البرتقال الجهاز التنفّسي ويُعزّز من وظائفه، ووُجد أنّ مركبات الكاروتينويد الموجودة في البرتقال تحمي من سرطان الرئة، وذلك نظرا ﻹحتواء القشور على العديد من المواد المضادة ﻟﻸكسدة وفيتامين C والّذي يساعد في وقاية الجهاز التنفسي من الكثير من المشاكل ڴإلتهاب الشعب الهوائيّة، ونزلات البرد، والإنفلونزا، والربو. ويقوي النظام المناعي في الجسم ويحارب الجراثيم والفيروسات، ويَمنع حدوث اﻹلتهابات والحساسية.

الحفاظ على مستوى السكر في الدم:

تعد قشور البرتقال غنية بألياف البكتين المعروفة بقدرتها على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يجعلها مفيدة لمرضى السكري. كما يمكن أن يساعد قشر البرتقال على تقليل خطر حدوث إعتلال الكلية السكري، وهو أحد المضاعفات الخطيرة لمرض السكري من النوع الأول والثاني، وذلك من خلال مساهمته في إزالة بروتين RLIP76 من الجسم، وهذا ما يؤدي إلى إبطاء تطور مرض السكري ومنع ظهور مضاعفاته. أيضا يعد قشر البرتقال من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، ولهذا لن يتسبب تناوله بارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير.

قشور البرتقال تساعد على فقدان الوزن:

تحتوي قشور البرتقال على نسبة عالية من الألياف الغذائية والتي تساعد على فقدان الوزن و زيادة التحكم في الشهية وتقليل الشعور بالجوع. ويوصى العديد من خبراء الصحة بإستخدام قشر البرتقال للمساهمة في تقليل الوزن حيث يساهم في زيادة و تسريع معدل عمليات الأيض مما يساعد في التخلص من الدهون وحرقها بطريقة أسرع، كما أن قشور البرتقال من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية.

قشور البرتقال لعلاج الصداع و الأرق:

في علم العلاج بالروائح(Aromatherapy)  يتميز زيت البرتقال برائحته التي تنبه الجهاز العصبي، مما يساعد على رفع الحالة المعنوية للإنسان حيث يغسل قشر البرتقال ويوضع في إناء به ماء ليغلي ويصبح معطر للمنزل. كما يستخدم قشر البرتقال لإضافة نكهة إلى الطعام ويتم إضافته إلى الشاي لعمل الشاي بنكهة البرتقال. غلي قشر البرتقال مع الماء وشربه يستخدم كعلاج للصداع، كما يتم استخدام قشر البرتقال لعلاج الأرق والقلق، واﻹكتئاب.

الوقاية من تسوس الأسنان:

يستخدم قشر البرتقال بشكل كبير لتبييض الأسنان الصفراء، وتعود هذه الفائدة لإحتوائ القشور على مركب الليمونين الذي يمتلك قدرة على جعل الأسنان أكثر بياضًا. كما يمكن أن تساعد قشور البرتقال على الوقاية من تسوس الأسنان ومنع حساسية الأسنان، وذلك بفضل خصائصها المضادة للبكتيريا عن طريق مضغ قطع صغيرة من القشور.

تقوية مناعة الجسم:

تعود فوائد قشور البرتقال للمناعة بشكل أساسي لاحتوائها على فيتامين C والعديد من المركبات المضادة للأكسدة، فتناول هذه القشور يمكن أن يوفر حماية ضد مجموعة واسعة من مسببات الأمراض المسؤولة عن الإصابة بالبرد، والأنفلونزا، والتهابات الرئة، و إزالة الاحتقان.

قشور البرتقال للعناية بالبشرة:

يعتبر قشر البرتقال بمثابة هدية للوجه والعناية بالبشرة لاحتوائه على فيتامين ج و المركبات المضادة للأكسدة وهو مفيد جدا باعتباره مبيضا طبيعيا للجلد حيث يعمل على تفتيح البشرة وتوحيد لونها، ولقدرته في التخلص من الرؤوس السوداء والخلايا الميتة، علاج حب الشباب، والتخلص من الهالات السوداء، التخلص من مظهر البشرة الدهني، محاربة ظهور التجاعيد وعلامات تقدم سن البشرة، تحفيز إنتاج بروتين الكولاجين والمساهمة في تجديد خلايا البشرة، حيث يمزج قشر البرتقال المطحون مع زيت زيتون والقليل من الماء وتركه على نار هدئة، ثم تصفيته وتبريده وبعدها يوضع على البشرة. كما يمكن التخلص من الرؤوس السوداء في الوجه بتحضير ماسك قشر البرتقال، عن طريق إضافة الحليب إلى قشر البرتقال وماء الورد والماء المغلي والزبادي، وخلطها ووضعها على الوجه حوالى ربع ساعة، ثم يغسل الوجه بالماء الدافئ.

قشور البرتقال للعناية بالشعر:

يمكن أن تشتمل فوائد قشور البرتقال للشعر على حماية الشعر وبصيلات الشعر من أضرار الجذور الحرة (Free radicles)، ترطيب الشعر وجعله أكثر نعومة ولمعانًا، تحفيز نمو الشعر بشكل صحي، علاج قشرة الشعر. يمزج قشر البرتقال المطحون مع الماء وينقع لمدة يوم كامل يستخدم في علاج قشرة الشعر وتطهير فروة الرأس.

استخدامات أخرى لقشور البرتقال:

وجد أن وضع قشور البرتقال في المنزل يعمل على التخلص من البق والنمل لاحتوائه على الأحماض الطبيعية التي تبقى البعوض، والذباب والنمل والحشرات الأخرى بعيداً. كما يمكن إضافة قشور البرتقال إلى السماد العضوي، حيث أنه غني بالنيتروجين والمواد الغذائية الأخرى التي تجعل التربة أكثر خصوبة وتساعد في تشكيل الأوراق في النباتات.

 

الدكتورة/ فاطمة على أحمد
نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات