السبت، 25 شوال 1445 ، 04 مايو 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور أشرف حلمي يكتب.. تطور وسائل واستراتيجيات مجابهة الآفات الزراعية عبر العصور

اشرف حلمي
الدكتور أشرف حلمى فتحي
أ أ
منذ بزوغ فجر الزراعة منذ  اكثر من 1000 عام قبل الميلاد وهناك مشاكل في نقص الغذاء والمجاعات مازالت تحدث وبشكل مستمر وثابت بين مجاميع البشر وقد ترجع هذه المجاعات الى عوامل بيئية طبيعية أو الى الهجوم الوبائي للآفات الزراعية التي تعتبر العامل المحدد الرئيسي لنجاح محصول او فشله.

كما سببت الآفات العديد من الأمراض الفتاكة بحياة البشر مثل الطاعون مع هجوم الفئران وكان الاعتقاد السائد  انها غضب الالهة، كذلك يعتبر انتشار أنواع البعوض سببا لحصد حياة أكبر عدد من البشر سنويا.

لذلك فطن الانسان للخطر الداهم الذى تتعرض له حياته سواء بصورة مباشرة بانتشار الامراض التي تنقلها الآفات او بصورة غير مباشرة من خلال التأثير على إنتاجية طعامه وحدوث المجاعات ، لذلك هناك معركة دائمة بين الانسان والآفات.

 منذ بداية المعركة ادرك الانسان بالضرر الذى تحدثه النباتات البرية الغير مستهدفه لمحصوله فقام بالتخلص اليدوي لها حتى تم اختراع المحراث 4000 عام قبل الميلاد.

كذلك كانت محاصيل الحبوب هي المستهدف الأساسي من الزراعة القديمة وكانت تهاجم الحبوب فى صوامع التخزين بالقوارض والآفات مما استدعى مكافحتها بمساحيق الأعشاب




يصل عدد الأنواع الحشرية اكثر من مليون نوع معرف، منهم حوالى 10 آلاف نوع تندرج تحت الآفات الخطيرة للإنسان او حاصلاته او حيوانات المزرعة. هناك 1800 نوع من الحشائش تسبب أضراراً اقتصادية للمحاصيل الزراعية . كما يوجد حوالى 100 ألف مرض نباتي تحدث بواسطة 8000 نوع من الفطريات ، 500 نوع من النيماتودا ، 250 نوع من الفيروسات ، 150 نوع من البكتريا .

ويبلغ إجمالي الفقد نتيجة الإصابة بالآفات حوالى 37% ويقدر هذا الفقد بما قيمته 244 مليار دولار سنوياً .

 ودون التدخل بوسائل المكافحة التطبيقية يصل هذا الفقد في الإنتاج الزراعي على المستوى العالمي بما قيمته 400 مليار دولار سنوياً .

وقد تضاعف الفقد نتيجة الإصابة بالآفات الحشرية على الرغم من زيادة كمية المبيدات المستخدمة على المستوى العالمى بمعدل 10 أضعاف خلال الخمسين عاماً الأخيرة .

وسائل واستراتيجيات مكافحة الآفات:

بداية القرن العشرين:

تم استخدام الكيماويات الغير عضوية مثل كبريتات النحاس والحديد في مكافحة الحشائش.

تم 
استخدام مساحيق المبيدات الحشرية (اساسها زرنيخات الرصاص) في مكافحة سوسة اللوز في القطن وكانت بداية ظهور مشاكل التلوث وقلة الأمان على المزارعين.

اكتشاف ان المقاومة للأمراض وراثية المصدر مثل امراض الصدأ في القمح مما وضع أساس لتربية أصناف مقاومة للصدأ.

ظهور المكافحة التشريعية في أمريكا وتطور الحجر الزراعي لمنع دخول الآف.

استخدام مركبات الزئبق العضوية في معاملات التقاوي لمنع الامراض.

اعداد اول تقرير عن مقاومة الحشرات للمبيدات....ظهور المكافحة الحيوية وظهور التسجيل الأول للنيماتودا الممرضة ليرقات الحشرات.

اكتشاف المبيدات الفطرية.

اكتشاف المبيدات العضوية (1930 الى 1940) وخلال الحرب العالمية الثانية وظهور DDT بواسطة بول مولر الحائز على نوبل 1948 كما تم اكتشاف هكساكلوريد البنزين مما ادى الى طفرة فى استخدام المبيدات ضد الافات وبصورة مطلقة حتى الستينات.

بداية مكافحة النيماتودا بالمبيدات الكيميائية:


ظهور اول تقرير عن مقاومة الذباب المنزلي للمبيد الأشهر DDT في السويد والدنمارك.
النصف الثانى من القرن:
1950 والاستمرار حتى الان زيادة تخليق المبيدات الكيميائية

1955ظهور تقنية اطلاق الحشرات العقيمة لخفض تكاثر الحشرات فى الحقل

1959 تعريف اول فرمون جنسى فى الحشرات مع فراشة دودة الحرير

1962 كتبت راشيل كارسون كتاب الربيع الصامت وهو الكتاب الذى نبه وحذر من مشكلة تفاقم استخدام المبيدات الكيميائية
اواخر الستينات ظهور المقاومة لمبيدات الحشائش والمبيدات الفطرية

1968 بداية ظهور تعبير نظم الإدارة المتكاملة للآفات

1980 استخدام المحاصيل المهندسة وراثيا

1994 أصناف كوسه مهندسة وراثيا مقاومة للأمراض الفيروسية

1995 نشر نباتات القطن والذرة والبطاطس المقاومة للحشرات باستخدام جينات بكتريا الباسيلس

استراتيجية الإدارة المتكاملة للسيطرة على الآفات:

Integrated Pest Management (IPM)

بادراك الانسان الاضرار التي يسببها تدخله الغير متزن في مكافحة الآفات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئة وادراكه لأضرار استخدام المكافحة الكيميائية منفردة في المكافحة الآفات سواء على مستوى التلوث البيئي وضرره الخطير على صحة الانسان كذلك الاضرار المؤدية الى اختفاء عناصر المكافحة الحيوية للآفات واختلال التوازن البيئي الطبيعي كما ان الآفات اظهرت صفة المقاومة ومنها المقاومة المركبة لفعل معظم أنواع المبيدات.

كذلك ادرك الانسان عدم قدرته وقدرة وسائله واستراتيجياته مهما كانت على إخفاء مجاميع نوع آفة ما ولكن ارتضى بالمعايشة معها دون الحدود الحرجة الاقتصادي للإصابة Economic Levels (ELs) من هنا جاءت فكرة استخدام عدة وسائل لتكوين استراتيجية للتحكم في تعداد مجاميع الآفة وتكون هذه الوسائل صديقة للبيئة وتكون فيها استخدام المكافحة الكيميائية في اضيق الحدود بل حدث تطور مؤخرا لإنتاج مبيدات اختيارية Bio-rational Pesticides وكذلك تطور استخدام المستخلصات النباتية محققا بذلك منافع بيئية واجتماعية واقتصادية.

المراجع:
زيدان عبد الحميد هندى (1995): وقاية النبات والامن الغذائى. " اين نقف والى اين نسير" الناشر المكتبة الاكاديمية.
اياد يوسف الحاج (2009) الإدارة المتكاملة للآفات الحشرية. جامعة الموصل .
icon

الأكثر قراءة