الإثنين، 20 شوال 1445 ، 29 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزي أبودنيا يكتب .. رصد توازن الكربون والغازات الدفيئة للتربة

فوزي ابو دنيا
الدكتور فوزي أبو دنيا
أ أ
إن تتبعنا ورصدنا لنتائج مثل تلك المشاريع والتي يتطلب تنفيذها ميزانيات ضخمة لا نستطيع توفيرها يجعلنا على دراية كاملة بالنتائج والتأثيرات، كما يجعلنا متشبعين بالتصور الكامل لسلبيات وإيجابيات مثل هذه الأنشطة والمشاريع مما يساعدنا في التطبيق عندنا كما نكون على بينة من التطور والتطوير اللازم للاستدامة وتحسين الإدارة والكفاءة وتمكين القدرات المحلية من إدارة مثل تلك المشاريع الهامة.

تقوم المفوضية الأوروبية بتنفيذ بعض الإجراءات الرئيسية بشأن دورات الكربون المستدامة وزراعة الكربون والإطار التنظيمي القادم بشأن شهادات إزالة الكربون واضعين في الاعتبار أن تساهم نتائج المشروع في جميع النتائج التالية:

-رسم العلاقات بين ديناميات تدفق الكربون لممارسات زراعة الكربون النموذجية والعوامل الدافعة لها (الفيزيولوجيا البيئية للنظم الإيكولوجية) وكذلك تأثير تغير المناخ على الكربون العضوي في التربة (وبالتالي على خصوبة التربة وإنتاج الغذاء) أصبحت مفهومة بشكل أفضل.

-تعزيز وضع معايير لتتبع أنظمة الدفع لزراعة الكربون وكيفية النظر في الحفاظ على الكربون المخزن بالفعل في التربة في مخططات زراعة الكربون.

-تقليل العبء الإداري والمالي المرتبط بممارسات إدارة زراعة الكربون.

-زيادة ثقة أصحاب المصلحة وقوة المعايير في أسواق الكربون الطوعية (أو غيرها)، مما يؤدي إلى زيادة إمكانات فرص الإيرادات لهذا المشروع حتى يضمن الاستدامة والاستمرارية.

ويتوقع أن يتم الحكم على نجاح زراعة الكربون في أوروبا على أساس كمية وطول مدة احتجاز الكربون في النباتات والتربة (من خلال تعزيز احتجاز الكربون و/أو الحد من إطلاق الكربون إلى الغلاف الجوي).  للتوسع في نطاق زراعة الكربون بنجاح، وإنشاء كيانات تجارية طويلة الأجل، سيكون من الضروري توحيد المنهجيات والقواعد الخاصة بالرصد والإبلاغ والتحقق(monitoring, reporting and verifying, MRV)  من المكاسب أو الخسائر في الكربون المحتجز. وفي الوقت الحالي، يتم تطبيق مخططات خاصة ومعايير وقواعد مختلفة للغاية على أرصدة الكربون الموضوعة في الأسواق الطوعية. لكنها في ذات الوقت بدون درجة عالية من الشفافية والسلامة البيئية أو توحيد للمنهجية، حيث انه من المتوقع بان يكون المشترون مترددين بشأن جودة أرصدة زراعة الكربون المقدمة. علاوة على ذلك، سيجد أصحاب الأراضي صعوبة في تقدير إيراداتهم المحتملة وسيتردد صناع السياسات في السماح باستخدام هذه الاعتمادات للامتثال للإطار التنظيمي. ونتيجة لذلك، سيكون من الصعب تطوير سوق ناجح على الأمد القصير.

من المعلوم إن تراكم الكربون وتخزينه في التربة والكتلة الحيوية هو نتيجة لتفاعل العديد من العوامل الحيوية وغير الحيوية. إلا أن تطوير واستخدام النماذج البيوجيوكيميائية يسمح بفهم علمي أفضل لاستجابة التربة لاستخدمها في إطار محدد أو تنفيذ بدائل معينة في الإطار الزراعي للخريطة المحصولية، إلى جانب تأثير التغيرات المناخية.

إلا انه وفي هذا الإطار سيكون من المهم جدا إجراء موازنة كاملة للغازات الدفيئة (Greenhouse gases, GHG)، وليس ثاني أكسيد الكربون فقط، للتحقق من أن الزيادة في تخزين الكربون أو الانخفاض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لا يقابلها زيادة في انبعاثات الغازات الدفيئة الأخرى (أكسيد النيتروز على سبيل المثال). كما ينبغي النظر في الترابط بين الدورات البيوجيوكيميائية، على الأقل اقتران دورات الكربون والنتروجين. 

ونشير هنا الى انه يجب أن تتناول المقترحات فى تنفيذ رصد توازن الكربون في التربة والغازات الدفيئة أنواعًا مختلفة (قدر الإمكان) من الغطاء الأرضي أو الاستخدامات التالية للأراضي، وخاصة الأراضي الزراعية، وذلك في إطار دول الاتحاد الأوروبي والدول المنتسبة: أراضي المحاصيل الزراعية (التقليدية والعضوية)، والأراضي العشبية وأراضي المراعي (سواء المكثفة أو العضوية). كذلك المراعي شبه الطبيعية/منخفضة المدخلات، والأراضي المنزرعة بالشجيرات العلفية وإدارة الأراضي الجديدة، والزراعة الرطبة؛ وأيضا أراضي الغابات (بما في ذلك الأراضي المشجرة والتي أزيلت منها الغابات)؛ الأراضي الرطبة (المستنزفة والمستغلة)؛ المناطق شبه الحضرية الخاضعة للتحويل.

ولذلك يجب أن تنظر المقترحات إلى نطاق (واسع قدر الإمكان) من المناطق المناخية/الجغرافية الحيوية في الاتحاد الأوروبي والدول المرتبطة به. بالإضافة الى ذلك يجب أن تفضل المقترحات النهج الأفقي في تأطيرها وتحليلها، وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتناول المقترحات أكبر منطقة جغرافية ممكنة، ويفضل أن يتم التنفيذ في مناطق متعددة لدراسة تأثير التباينات والتداخلات الممكنة على الرغم من أن ذلك سيكون مكلف بعض الشيء.


وفى هذا الإطار ينبغي للأنشطة المقترحة في مشروع تخزين الكربون أن يتحقق التالي:


أولا:

تحسين وتطوير إجراءات وتنفيذ القياسات الميدانية المباشرة وتقدير تراكم الكربون والغازات الدفيئة وتبادل التدفقات في التربة والكتلة الحيوية، مما يعكس خصوصيات مختلف النظم البيئية والمناخات واستخدامات الأراضي. وينبغي إيلاء اهتمام خاص لتكامل قواعد البيانات الموجودة، وتطبيق التكنولوجيات الرقمية (بما في ذلك الذكاء الاصطناعي) والجمع بين الاستشعار عن بعد والرصد في الموقع. كما ينبغي النظر في الروابط إلى مرصد التربة في دول الاتحاد الأوروبي (من خلال دمج البيانات من القياسات الميدانية)، وأيضا من خلال وحدة المسح الإطاري لاستخدام الأراضي ومساحة التغطية (Land Use and Coverage Area frame Survey, LUCAS)  للتربة.

 حيث ينظم هذا البرنامج مسوحات منتظمة ومنسقة في جميع الدول الأعضاء لجمع معلومات عن الغطاء الأرضي واستخدام الأراضي، ويعكس المنهجية المستخدمة لجمع المعلومات. يتم حساب تقديرات المساحة التي تشغلها أنواع مختلفة من استخدام الأراضي أو الغطاء الأرضي بناءً على الملاحظات المأخوذة في أكثر من 250.000 نقطة عينة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بدلاً من رسم خرائط للمنطقة بأكملها قيد التحقيق. ومن خلال تكرار المسح كل بضع سنوات، يمكن تحديد التغييرات في استخدامات الأراضي. كذلك يجب الوضع في الاعتبار البيانات الموحدة للغازات الدفيئة التابعة للنظام الأوروبي المتكامل لرصد الكربون (Integrated Carbon Observation System, ICOS) في المشروع الخاص بتخزين الكربون.

ثانيا:

تطوير نماذج العمليات (الجيوكيميائية الحيوية) التي تتضمن تدفقات بيانات جديدة ومتنوعة (على سبيل المثال، الدورات الخاصة بالمغذيات، من أنظمة مراقبة الأرض، والطائرات المسيرة والزراعة الدقيقة) لتوفير دقة زمنية ومكانية أعلى بشأن الدوافع البيولوجية والكيميائية والفيزيائية للتدفقات، وأيضا تراكم وتخزين الكربون والمواد العضوية في التربة.

ثالثا:

على مستوى المتنزهات المسئولة عن المناظر الطبيعية، يجب القيام بتقييم تأثير وقدرة التربة على تحقيق ممارسات مختلفة لاحتجاز الكربون على الأرض (مثل تخزين الكربون تحت الأرض). كما يجب أن تكون النتائج واضحة جغرافيًا (على مستوى المتنزهات العامة والخاصة، على سبيل المثال، مستوى حمل وصيانة المتنزه)، وذلك فيما يتعلق بتراكم الكربون (على المدى القصير)، وكذلك على مدى تعرضها للاضطرابات الطبيعية والبشرية، بالنسبة للمتنزهات الخاصة بالمناظر الطبيعية (استخدام الأراضي أو الغطاء الأرضي) يجب أن تخضع لاهتمام العاملين بالمجال البحثي.

رابعا:

تطوير وتوحيد وإظهار منهجيات وقواعد للرصد الفعال من حيث التكلفة والإبلاغ والتحقق من المكاسب أو الخسائر في الكربون المحتجز في التربة ومن خلال زراعة الكربون في متنزهات المناظر الطبيعية الفرعية (على سبيل المثال، تابعية ارض المتنزه). 

 خامسا:

ينبغي أن تشمل المؤشرات اعتبارات استقرار الكربون في التربة ودوامها.

سادسا:

تقييم الآثار الاقتصادية والاجتماعية لزراعة الكربون على الاقتصاد الريفي المحلي (آخذين في الاعتبار المتنزهات الخاصة).  تحديد الوسائل الفعالة لضمان الوصول إلى الدعم المالي (بما في ذلك صغار المزارعين والمناطق النائية، والاعتبارات الجنسانية، وما إلى ذلك). في ذات الوقت يجب توفير معلومات عن خيارات الإدارة المجدية اقتصاديًا والتي تتمتع بإمكانية مثالية لتكوين الكربون العضوي في التربة. يمكن أن تؤدي النتائج إلى أدوات دعم القرار لصانعي السياسات وأصحاب الأراضي، لدعم تصميم السياسات التشاركية وتأثيرها على تراكم الكربون بالإضافة إلى تحديد آثار تغير المناخ بشكل أفضل على الكربون العضوي في التربة (وربما على خصوبة التربة).

سابعا:

ينبغي لجميع الأنشطة أن تشمل أو تأخذ في الاعتبار آثار تغير المناخ، حيثما كان ذلك مناسبا.


ومن المتوقع عند تنفيذ مهام هذا البرنامج، الأخذ في الاعتبار النقاط التالية:


أولا:

البناء على الدراسات الموجودة والخاصة بزراعة الكربون، ولا سيما تلك التي يتم إجراؤها بموجب عقد من قبل المفوضية الأوروبية، مثل "دليل التوجيه الفني - إنشاء وتنفيذ آليات زراعة الكربون القائمة على النتائج في الاتحاد الأوروبي.

ثانيا:

الأخذ في الاعتبار والبناء على المبادرات السابقة ذات الصلة بشأن رصد الكربون في التربة (مثل مشروع التربة العالمية لوكالة الفضاء الأوروبية، ومشروع SEPLA التابع لمركز البحوث المشترك (رسم خرائط الساتلايت ورصد الأراضي الرطبة وغيرها لأغراض استخدام الأراضي وتغيير استخدام الأراضي والغابات والزراعة في الاتحاد الأوروبي للمشاريع المنفذة في هذا الصدد وغيرها من المشاريع ذات الصلة بما في ذلك المشاريع المندرجة الأخرى.

ثالثا:

إقامة اتصالات مع المبادرات التكميلية لتطوير أنظمة متكاملة لرصد التربة (مثل مرصد التربة في الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء).


رابعا:

يجب أن تتضمن المقترحات مهام مخصصة وموارد مناسبة لتدابير التنسيق وتوقع أنشطة مشتركة مع المشاريع المختارة ضمن الحوافز المقترحة ونماذج الأعمال من أجل صحة التربة، شبكة زراعة الكربون في التربة الزراعية والغابات.

خامسا:

ينبغي أن توضح المقترحات طريقًا نحو الوصول المفتوح للاستدامة وقابلية التشغيل البيني للمعرفة والمخرجات من خلال التعاون الوثيق مع مرصد التربة التابع للاتحاد الأوروبي.

الدكتور  فوزي محمد أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني مركز البحوث الزراعية
icon

الأكثر قراءة