أ
أ
ولاية تكساس في أمريكا اللي عندها أقوى بنية تحتية، وأقمار صناعية، و"ناسا"، و"NOAA"، وأحدث تكنولوجيا إنذار مبكر بتغرق حرفيًا بسبب سيول وفيضانات عنيفة, مياه الأمطار نزلت بكميات غير مسبوقة في وقت قصير جدًا.
الطرق غرقت، البيوت اتدمرت، ومئات الأسر اتشردت، وفيه حالات وفاة ومفقودين.
البنية التحتية ماقدرتش تستوعب كميات المياه دي رغم إنها في دولة متقدمة جدًا.
مدن كاملة اتدمرت، وناس فقدت بيوتها، وفيه ضحايا ومفقودين, ده فين؟ في واحدة من أقوى دول العالم, يعني ببساطة, مفيش حد محصّن قدام تغير المناخ.
ما هي نظريات المؤامرة المناخية؟
بعض الناس يعتقدون أن الكوارث المناخية زي الأعاصير، الزلازل، أو الفيضانات هي مصنوعة عمدًا عن طريق مشاريع سرية أو تكنولوجيات ضخمة. ومن أشهر هذه النظريات:
مشروع HAARP – هارب:
HAARP هو اختصار لـ: High-Frequency Active Auroral Research Programبدأته أمريكا سنة 1993 في ألاسكا لدراسة الغلاف الأيوني للأرض (وهو طبقة من طبقات الجو تؤثر على الموجات الراديوية).
المؤامرة بتقول إيه؟
إن هارب يقدر يتحكم في المناخ، يسبب زلازل أو يجفف أمطار أو يصنع أعاصير. لكن الحقيقة؟
هاااارب هو مشروع بحثي محدود القدرة مفيهوش لا الإمكانيات ولا الطاقة اللي تقدر تتحكم في نظم الطقس العالمي.وتم نقله لجامعة "ألاسكا" سنة 2015 وتحول لمشروع أكاديمي مفتوح.
مؤامرات تانية منتشرة:
أن الأقمار الصناعية بتصدر موجات تتحكم في الطقس.أو إن الدول الكبرى بتصنع الجفاف في أفريقيا عمدًا.
أو إن الطقس بيتغير علشان أرباح شركات الطاقة أو التأمين أو البذور المعدلة وراثيًا.
طيب ليه الناس بتصدق الكلام ده؟
بسبب التغيرات المناخية الغريبة اللي بقت متكررة.
وبسبب انعدام الثقة في بعض المؤسسات العالمية.
وغياب الفهم العلمي عند البعض بيخليهم يلجأوا لتفسير جاهز وسهل.
الرد المنطقي:
لو كان في حد "بيتحكم" فعلاً في المناخ, كان أنقذ نفسه من فيضانات تكساس، وحرائق كاليفورنيا، وجفاف أوروبا.
الواقع:
اللي بيحصل هو نتيجة تراكمية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وقطع الغابات، وتلوث المحيطات، وكل ده مثبت علميًا.
الخلاصة:
المناخ بيتغير فعلًا مش بس من صنع الطبيعة، لكن بأيدينا احنا بسبب أنشطتنا.
لكن مش بفعل مؤامرة، ولا بأزرار سحرية.
الوعي العلمي هو أقوى سلاح قدّام الخرافة.
السبب_العلمي ببساطة:
زيادة حرارة الغلاف الجوي بسبب تغير المناخ .
الهواء الساخن بيشيل بخار مياه أكتر .
لما البخار ده يتكثف، بينزل أمطار عنيفة جدًا في وقت قليل (اسمها "أمطار شديدة الغزارة وتسبب سيول وفياضانات").
ارتفاع حرارة المحيطات والبحار حوالين أمريكا .. بيزوّد بخار المياه في الجو ..
بيغذي العواصف وبيخليها أقوى وأخطر.
البنية التحتية رغم قوتها مش مصممة للتغيرات دي..
لأن دي كميات مطر مش طبيعية، ولا متوقعة في السيناريوهات القديمة.
والسؤال هنا... واحنا_في_مصر_نظامنا إيه؟
الحمد لله موقعنا الجغرافي بيحمينا من الأعاصير والعواصف العنيفة دي، و الحمد لله، ربنا ستر علينا من الأعاصير والكوارث العنيفة
لكن التغير المناخي عندنا ليه شكل خاص وخطير بطريقته:
تغير في مواعيد الفصول والمواسم:
الصيف بيتأخر ويدخل في الخريف، أو ييجي بدري قوي.
الصيف والخريف ممكن يبقى مطري بزيادة زي 2016 و 2024 و 2025 .
الشتاء بيمتد و"يخبط" في الربيع (زي 2019 و2021) أو بيتقلص ويقصر جداً زي 2018 و 2020 و 2022.
كل ده بيأثر على مراحل حساسة في الزراعة: التزهير، العقد، النمو، النضج.
موجات حر غير متوقعة:
تيجي حرّات جامدة في وقت النبات مش مستعد له (زي اللي بتحصل في مايو ويونيو أو يوليو دلوقتي).ده بيأثر على الزيتون، العنب، الرمان، الطماطم، الخضار، والفاكهة بشكل عام.
مشاكل في الري والمياه:
النبات بيعتش أكتر، والمية لازم تتزود عن الطبيعي بنسبة 30% أوقات الحرّ الشديد.
واللي ما بيزودش، بيخسر إنتاجه، خصوصًا الزرع اللي لسه في المشتل أو مزروع حديثاً.
أمراض وآفات أكتر وأشرس:
الحرارة العالية والرطوبة بيزودوا أمراض زي البياض الزغبي والندوات.
وبتنشط ديدان خطيرة زي دودة الحشد اللي بتحب الذرة ودودة ثمار القرعيات وذبابة الفاكهة وغيرها .
طيب الفلاح البسيط يعمل إيه؟
تابع الجو دايمًا من مصادر موثوقة، مش إشاعات.
قلل المسافات بين الريات في الموجات الحارة، بس من غير إسراف.
لو زرعك بيظهر عليه امراض أو اصفرار أو تساقط عقد وثمار... ماتتأخرش، اتصل وأسأل او ابعت واتس فورًا.
ابدأ بدري في مكافحة الآفات، ما تستناش لما تشوف الضرر بعينك.
اهتم بالتسميد المتوازن، وخصوصًا الكالسيوم والبوتاسيوم وقت ارتفاع الحرارة.
الخلاصة:
تغير المناخ مش مشكلة دولة او منطقة بس ده واقع عالمي.
واللي حصل في تكساس رسالة واضحة:
حتى الدول القوية لازم تراجع أنظمتها الزراعية والبنية التحتية.
وعلينا إحنا كمان في مصر نكون مستعدين:
بالتوعية، الرصد المبكر، وتحديث أساليب الزراعة والري.
الزراعة دلوقتي بقت "إدارة مناخ قبل ما تكون إدارة أرض"
واللي بيتابع ويفهم، بيربح واللي يتأخر، يخسر تعب شهور.
أستاذ دكتور / محمد علي فهيم
رئيس مركز معلومات تغير المناخ
مركز البحوث الزراعية