الدواجن جزء من المنظومة البيئية وليس دورها إنتاج البيض واللحوم والسماد وفقط بل لها أدوار أخرى متعددة في البيئة مثل التخلص من الحشرات والديدان وان إنتاجها من البيض والكتاكيت جزء منه لتغذية كائنات أخرى بالبيئة تحتاج لها وبالتالي فان للدواجن دورة بيئية داخل منظومة البيئة، ومن الضروري عند إدارة الدواجن لخدمة الإنسان لتوفير اللحوم والبيض والسماد أن يكون الدور البيئي أحد الاهتمامات الواجب مراعاتها.
تعد التربية المنزلية أو العائلية أحد هذه الركائز لتطبيق دورة الدواجن في البيئة. في الواقع إن هذا الأسلوب له بعض المميزات في خفض متطلبات الإنتاج خاصة من ناحية الجانب الغذائي والبيئى، لكن السؤال الذى يدور في ذهني الآن هل التطورات المجتمعية في الريف المصري أو في الحضر أصبحت تسمح بتبني هذا النظام او الأسلوب في التربية؟
وبغض النظر عن كل الردود والإجابات والحوارات في هذا الموضوع دعونا نرى تجارب دول أخرى لعل من تتاح له فرصه أن يستفيد.
في العديد من البلدان النامية، وخاصةً في إفريقيا، يعتمد إنتاج الدواجن في المناطق الريفية وشبه الحضرية على أنظمة التجول التقليدية. تشير التقديرات إلى أن حوالي 80% من إجمالي عدد الدواجن في إفريقيا موجود ضمن أنظمة الإنتاج التقليدية. بشكل عام، يمكن وصف أربعة أنظمة لإنتاج الدواجن في البلدان النامية وتشمل هذه، نظام التربية الحرة أو نظام القرية التقليدي، نظام التربية المنزلية أو الكفافية، نظام شبه المكثف، ونظام المكثف على نطاق صغير.
توجد أنظمة إدارة الدواجن هذه أيضًا في قطاع الدواجن لأصحاب الحيازات الصغيرة. تستخدم أنظمة التربية الحرة والتربية المنزلية، لأغراض الأمن الغذائي، وتوليد الدخل، والأهداف الاجتماعية والثقافية. كما إن هناك دول كثيرة في أسيا وأروبا وأستراليا تنتهج هذا النهج. تتميز أنظمة التربية الحرة أو الجوالة بكونها نظام إنتاج منخفض المدخلات/منخفض المخرجات وذلك مقارنة بأنظمة الإنتاج المكثفة عالية المدخلات.
يعود ذلك إلى عديد من الأسباب منها الإدارة غير المثلى، ونقص الأعلاف التكميلية، وانخفاض المستوى الوراثي، والأمراض. يوفر نظام التجول معظم قاعدة موارد العلف المتاحة The Scavengeable Feed Resource Base (SFRB) للدواجن الريفية المتجولة (حرة التربية). ومع ذلك، تختلف كمية ونوعية هذه الموارد للدواجن المتجولة باختلاف الموسم، والارتفاع، والظروف المناخية، والأنشطة الزراعية، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والإدارة والكتلة الحيوية للقطيع في القرية.
تقليدياً، يلعب نظام التجول دورًا مهمًا في تزويد السكان المحليين بـدخل إضافي وغذاء عالي الجودة على شكل لحوم وبيض. علاوة على ذلك، يرتبط نظام الإنتاج ارتباطًا وثيقًا بالجوانب الدينية والاجتماعية والثقافية للعديد من المزارعين في البلدان النامية. في أنظمة إنتاج الدواجن التقليدية، تُربى أنواع مختلفة من الدواجن، وأهمها الدجاج، والبط، والحمام، والإوز، والرومي.
تعتمد إنتاجية هذه الأنواع من الدواجن على أنظمة الإدارة القائمة عليها وتزداد مع مستوى تحسين التغذية والإدارة. تشير الأنظمة الغذائية التي تستهلكها الدواجن المتجولة إلى أنها تحتوي في المتوسط على تركيز منخفض من العناصر الغذائية مثل البروتين (100 جرام لكل كيلوجرام من المادة الجافة)، والطاقة (11.2 ميجا جول لكل كيلوجرام من المادة الجافة)، والمعادن مثل الكالسيوم (11.7 جرام لكل كيلوجرام من المادة الجافة)، والفسفور (5 جرام لكل كيلوجرام من المادة الجافة).
يشير هذا التركيز المنخفض إلى أن كمية العناصر الغذائية من قاعدة موارد العلف المتاحة للتجول وحدها لا يمكنها دعم النمو الأمثل وإنتاج البيض للدواجن المتجولة. وبالتالي، يجب توفير هذه العناصر الغذائية التي لا يمكن توفيرها بشكل أمثل من قاعدة موارد العلف المتاحة للتجول على شكل أعلاف تكميلية.
ومع ذلك، فإن التقييم الكمي لقاعدة موارد العلف المتاحة للتجول وتركيزات العناصر الغذائية يمكن أن يوفر أفضل الاستراتيجيات لتحسين استخدام هذه الموارد المتاحة لتحسين إنتاجية الدواجن الريفية.
ا. د. فوزى محمد أبو دنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى