أثارت تصريحات نقيب الفلاحين حول وجود ديدان في الطماطم، والتي اعتبر فيها أن هذه الديدان “تحتوي على البروتين” وأن المصريين اعتادوا تناول أطعمة مثل “المِش” رغم احتوائها على ديدان، حالة من الجدل الواسع وتسببت في تلقي العديد من التساؤلات من المواطنين.
وفي هذا السياق، علّقت الدكتورة شيرين علي زكي، وكيل نقابة البيطريين السابق، عبر صفحتها الشخصية السوشيل ميديا ، أن تلك التصريحات غير دقيقة علميًا، وكان من الأجدر التركيز على طرق المكافحة الصحية للآفات الزراعية بدلًا من تبرير وجود الديدان أو الإشارة إلى فوائد غذائية غير مثبتة.
وأضافت أن وجود الديدان في الغذاء يثير الاشمئزاز ويمثل خطرًا صحيًا محتملًا، ولا يمكن اعتباره أمرًا مقبولًا.
وأوضحت زكي، قبل التطرق لديدان المحاصيل الزراعية، أن ديدان “المِش” تنتج أساسًا عن غياب النظافة أثناء تصنيعه، حيث تكون عبارة عن يرقات ذباب تضع بيوضها في الجبن القريش المستخدم في إعداد المش، نتيجة تجفيفه في الشمس أو عدم إحكام غلق أواني الحفظ.
وأشارت إلى أن هذه الديدان قد تتسبب في نزلات معوية تشمل آلام البطن والقيء والإسهال وارتفاع درجات الحرارة، خاصة في حال كثرتها.
وبشأن ديدان المحاصيل الزراعية، أوضحت أن أنواعها تختلف باختلاف مصدرها، فديدان الفاكهة التي تصيب الخضراوات والفاكهة ذات القشرة اللينة مثل الطماطم والمشمش والخوخ والتين، هي يرقات ذبابة الفاكهة التي تضع بيوضها في الشقوق أو الثقوب.
وأكدت أن هذه اليرقات لا تستكمل دورة حياتها داخل جسم الإنسان، وغالبًا لا تسبب مشكلة صحية عند تناول كميات قليلة منها بشكل عرضي، حيث تقضي عليها أحماض المعدة.
كما أشارت إلى وجود ديدان تنتج عن فساد المحاصيل الزراعية، ويصاحبها تغير في القوام أو اللون أو ظهور روائح كريهة، ما يجعل هذه الثمار غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
ولفتت إلى أن أخطر الأنواع هي تلك الناتجة عن ري المحاصيل بمياه الصرف الصحي أو المياه المختلطة به، إذ قد تكون محملة ببكتيريا مثل “إي كولاي” وما تمثله من مخاطر صحية جسيمة.
وأضافت أن بعض الديدان قد تتسبب في ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص، نتيجة إفراز إنزيمات أو مواد يعتبرها الجسم بروتينات غريبة، ما يحفّز الجهاز المناعي.
وأكدت زكي أن المواطن العادي غير مطالب بالتمييز بين أنواع الديدان، مشددة على أهمية عدم تناول أي أغذية أو محاصيل زراعية تحتوي على ديدان أو آفات.
وأوضحت أن من حق المستهلك الحصول على غذاء آمن وخالٍ من الآفات، خاصة في ظل اختلاف آراء الفقهاء حول جواز تناول الحشرات والديدان، حيث يرى بعضهم أنها من الخبائث.
واختتمت بالتأكيد على ضرورة فحص الثمار جيدًا بعد غسلها وقبل استهلاكها، للتأكد من خلوها من أي ديدان أو آفات حفاظًا على الصحة العامة.



