أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال سيدة مسنة أرملة تعيش مع ولدها الذي يتكفل بمصاريفها، حيث تساءلت عن جواز كتابة شقة لابنها هبة مع علمها بأنه هو الذي ينفق على تشطيب الشقة، مع عدم نيتها حرمان أحد من الميراث.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، إن هذا التصرف يُعد هبة شرعية جائزة، حيث أجمع الفقهاء على جواز هبة الوالدين لأولادهم، خاصة إذا كان ذلك تعبيرًا عن البر والعناية والتقدير، خصوصًا في حال كان الابن هو المتكفل بها.
وأضاف أن الهبة تكون مقبولة شرعًا إذا كانت بنية صحيحة، دون قصد التنكيل أو الإضرار بحقوق الآخرين في الميراث، أو التسبب في حرمان أحد منهم، إذ إن مثل هذه الهبات لا تُحسب ضمن التركة التي توزع بعد الوفاة.
وأشار إلى أن هذا الأمر ثبت في السيرة النبوية، حيث وهب سيدنا أبو بكر رضي الله عنه بنته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شيئًا من ماله مميزًا عن إخوتها، وهو أمر مشروع ولا يخالف العدالة إذا كان الهدف منه البر والاحسان.
وتابع: "جزاء الإحسان إلا الإحسان"، مؤكداً أهمية البر المتبادل بين الأبناء والآباء، وأن مثل هذه الهبات تساهم في تعزيز روابط المحبة والوفاء داخل الأسرة، ولا يجب أن تُفهم على أنها نية للحرمان أو الظلم في الميراث.