أ
أ
تُشكل تربية الأغنام ركيزة أساسية للعديد من المزارعين في المناطق السهوب، إلا أنها تواجه تحديات جمة تتعلق بظروف الإيواء، ممارسات التغذية، ومعايير اختيار الكباش, دراسة حديثة تسلط الضوء على هذه الجوانب، مقدمة توصيات لتحسين الإنتاجية والصحة العامة للقطعان.
ظروف الإيواء: الحاجة إلى تحديث وتطوير
تُظهر الدراسة أن معظم قطعان الأغنام لا تزال تُربى في حظائر تقليدية (الزريبة)، غالبًا ما تُبنى من مواد خفيفة واقتصادية مثل الخشب والشبك السلكي والصفائح المعدنية, هذه الزرائب، وهي حظائر حيوانات في الهواء الطلق، تُصنع تقليديًا من أغصان الأشجار أو سعف النخيل أو الحجارة، وعادة ما تقع خارج المسكن الرئيسي وتفتقر إلى الظل الكافي, في المقابل، تُسكن أقلية من القطعان في حظائر أغنام حديثة شبه مغطاة.وكشفت الدراسة أن حوالي 72% من المزارعين يُسكنون الحملان مع الأغنام البالغة، بينما يُسكن أكثر من نصفهم (52%) أغنامهم إلى جانب حيوانات المزرعة الأخرى, هذه الممارسات، إلى جانب ظروف النظافة دون المستوى الأمثل (حيث 65% من مرافق الإيواء كانت دون المستوى المقبول)، تُهيئ بيئة لانتشار الجراثيم وتزيد من خطر انتقال الأمراض, وقد لوحظت علاقة مباشرة بين معدلات الإجهاض واستخدام مساكن الزريبة، خاصة في مناطق السهوب حيث تُدار القطعان بشكل تقليدي.

إدارة التغذية: تحديات الموارد وتأثيرها على الإنتاجية
تعتمد ممارسات تغذية الأغنام بشكل أساسي على التبن كعلف رئيسي، مع إضافة الشعير الذي يوفره المكتب الوطني لتغذية الحيوانات, تتنوع مصادر العلف موسميًا لتشمل الرعي، القش، التبن، سيلاج العشب، والشعير، وتُقدم الأغنام مرتين يوميًا.خلال أشهر الشتاء، يتكون النظام الغذائي من العشب، التبن، والحبوب، بينما في الصيف يعتمد بشكل أساسي على التبن، الحبوب، وأحيانًا سيلاج العشب, ويُقدم الري عادة في منتصف النهار بمتوسط استهلاك 2.5 لتر للرأس يوميًا، مع توفير وصول غير مقيد للمياه في الصيف.
يُشترى مكملات العلف، مثل الذرة ومركزات الفيتامينات والمعادن (CMV)، من السوق الخاصة، بمتوسط توزيع كيلوغرام واحد للرأس يوميًا, وقد اختار حوالي 10% من المزارعين الأعلاف المركزة، مع إضافة حبوب مثل نخالة القمح لفعاليتها من حيث التكلفة, كان الشعير الخيار المفضل للتسمين بمتوسط 300 غرام للرأس يوميًا، وتُشترى كميات أكبر من المركزات استعدادًا لعيد الأضحى.
تُظهر الدراسة أن استخدام المكملات الغذائية غير شائع خارج موسم التكاثر، على الرغم من أن حوالي 5% من المزارعين يُوزعون حصصًا تكميلية قبل التكاثر وخلال الثلث الأخير من الحمل, وقد أُثبت أن التنظيف (Flushing) يؤثر إيجابًا على وزن الحمل عند الولادة وإنتاج حليب النعاج، وخاصة اللبأ, كما أن إضافة المكملات الغذائية للنعاج قبل وأثناء التكاثر يعزز معدلات الإباضة والخصوبة.
ومع ذلك، لم تُلبِّ أنظمة التغذية المتبعة دائمًا الاحتياجات الغذائية للحيوانات، خاصةً مع تدهور المراعي، تراجع زراعة الأعلاف، وسوء الأحوال الجوية, هذه العوامل تجعل مكملات الأعلاف المركزة ضرورية، على الرغم من اختلاف استخدامها باختلاف موارد كل مزارع.

اختيار الكباش: التركيز على المظهر دون الأداء
يُعطي المزارعون الأولوية في اختيار الكباش للذبح بناءً على حجم الكبش (خاصة طول الذيل والقرون)، بالإضافة إلى سلالته، حجمه الإجمالي، وعمره (سنتان كحد أدنى), ينصب التركيز الرئيسي على الشكل الخارجي، متجاهلين غالبًا أداء الحيوان ووظائفه الجنسية, ومن المثير للاهتمام أن 40% من المزارعين لا يأخذون لون الصوف في الاعتبار، مركزين على إنتاج اللحوم.تُشير الدراسات إلى أن العمر الأمثل للكباش يجب أن يتراوح بين 18 و30 شهرًا لضمان الخصوبة المثلى ولكن، يعتمد بعض المزارعين على الكباش الأصغر سنًا، مما قد يحد من الفوائد المحتملة للتربية الانتقائية، حيث أن السائل المنوي من الأغنام الصغيرة عند البلوغ قد يُظهر انخفاضًا في حركته بسبب اضطرابات نضج الحيوانات المنوية، مما يُقلل من الخصوبة.
تُشدد الدراسة على ضرورة إعطاء المكملات الغذائية بحكمة، مع استشارة المزارعين للأطباء البيطريين أو خبراء التغذية لوضع أنظمة التغذية المناسبة، لضمان صحة القطيع وزيادة إنتاجيته.