أ
أ
تُعد تنمية قطاع الثروة الحيوانية والداجنة أحد الركائز الاستراتيجية التي تعتمد عليها الدولة في سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني، استجابة للزيادة المستمرة في عدد السكان وتلبية الاحتياجات الغذائية المتنامية.
وتعمل الدولة على تنفيذ خطة شاملة تستهدف رفع الإنتاجية، وتحسين جودة السلالات، ودعم صغار المربين، بما يعزز الأمن الغذائي ويحقق تنمية مستدامة لهذا القطاع الحيوي.
اهتمام متواصل من الدولة
شهدت السنوات الأخيرة اهتمامًا واسعًا من الدولة بتطوير هذا القطاع الحيوي من خلال تبني سياسات طموحة تستند إلى معايير علمية واقتصادية. وتُنفذ مشروعات قومية متعددة تشمل تحسين السلالات، وتطوير مراكز تجميع الألبان، وتوفير الدعم الفني والمالي لصغار المربين، في إطار استراتيجية واضحة لزيادة كفاءة الإنتاج الحيواني والداجني.
خطوات وإنجازات فعلية
تشير المؤشرات إلى تحسن ملحوظ في نسب الاكتفاء الذاتي، حيث وصلت نسبة الاكتفاء من اللحوم الحمراء إلى 60%، مقارنة بنحو 40% قبل عدة سنوات. كما تم تحقيق اكتفاء ذاتي كامل في بيض المائدة، وارتفاع إنتاج الدواجن ليغطي أكثر من 98% من الاحتياجات المحلية في معظم فترات العام، فضلًا عن تصدير الفائض للأسواق الخارجية.
وفي قطاع الألبان، حققت البلاد اكتفاءً ذاتيًا بنسبة 100% من ألبان الشرب الطازجة، وتصدير جزء من الإنتاج في صورة منتجات صناعية مثل الجبن والزبادي.

المشروع القومي للبتلو
وضمن المشروعات المحورية، تم إطلاق برنامج قومي لتسمين صغار العجول ومنع ذبحها قبل وصولها للوزن المناسب، بهدف مضاعفة القيمة الإنتاجية للحيوان. بدأ البرنامج بميزانية محدودة، وتوسع ليصل إلى مليارات الجنيهات، مستهدفًا مئات الآلاف من الرؤوس الحيوانية، وخاصة في قرى الريف المصري ضمن مبادرة تنموية شاملة.
ويُمنح المستفيدون قروضًا عينية بفوائد ميسرة، مع تفعيل منظومة التأمين على الماشية، وإجراءات رقابية لضمان الاستخدام الأمثل للقروض.
تحسين وراثي وتطوير سلالات
تسعى الدولة إلى تحسين التركيبة الوراثية للثروة الحيوانية عبر محورين: الأول عاجل يتمثل في استيراد سلالات عالية الإنتاجية، والثاني طويل الأجل يهدف إلى تهجين هذه السلالات مع السلالات المحلية المتأقلمة مع المناخ المصري. وتسهم هذه الجهود في تحقيق معدلات نمو وزني وإنتاج ألبان أعلى بكثير من المتوسط المحلي، بما ينعكس إيجابيًا على دخل المربين وتحسين كفاءة الإنتاج.

البحث العلمي وحماية السلالات
تم تفعيل دور البحث العلمي في قطاع الثروة الحيوانية من خلال لجان علمية متخصصة تعمل على حفظ وتسجيل السلالات المحلية، وإدماج تقنيات التحسين الوراثي لابتكار سلالات جديدة تلائم البيئة المصرية، وتحقق إنتاجية مرتفعة في اللحوم والألبان.تطوير خدمات التلقيح الاصطناعي
ضمن خطوات التحديث، تم تطوير منظومة التلقيح الاصطناعي على مستوى الجمهورية، وتزويد المراكز والوحدات البيطرية بالإمكانات اللازمة لخدمة المربين. كما تم التوسع في القوافل الإرشادية والتوعوية للوصول إلى صغار المربين وتثقيفهم بأهمية التلقيح الاصطناعي كوسيلة فعالة لتسريع التحسين الوراثي.
