في ظل المخاطر الصحية المتزايدة للأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، يؤكد خبراء تربية الدواجن على الأهمية القصوى لتطبيق إجراءات "الأمان الحيوي" في مزارع الدواجن, تهدف هذه التدابير إلى تقليل فرص ظهور وانتشار الإصابات الميكروبية والفيروسية، وحماية الطيور والعاملين والمستهلكين على حد سواء.
يشدد الدكتور علي الديب، الباحث بقسم تربية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، على أن الالتزام بقواعد الأمان الحيوي ليس مجرد إجراء وقائي، بل هو أساس تحقيق الربحية المرجوة في مشروعات تربية الدواجن, فالوقاية من الأمراض تقلل من حالات النفوق والخسائر الاقتصادية المباشرة.
ويستعرض الدكتور الديب عشرة اشتراطات أساسية لتأسيس مزرعة دواجن خالية من الفيروسات والأمراض المشتركة:
توجيه المباني: يجب أن تكون مباني المزرعة موازية لاتجاه الرياح وليست عمودية عليها، للحد من انتقال المسببات المرضية والوبائية بشكل مباشر عبر الهواء.سياج الأمان ومصائد الآفات: إحاطة المزرعة والعنابر بسياج أمان لفصل البيئة الداخلية عن الخارجية، ونشر مصائد خاصة بالطيور البرية والقوارض حول وداخل المزرعة للسيطرة عليها وتقليل مخاطرها.
فصل مناطق العمل: إنشاء غرف خاصة للعمال والمهندسين والأطباء البيطريين والوحدات الإدارية في مقدمة المزرعة، بعيدًا عن عنابر التربية.
ترتيب العنابر حسب العمر: إنشاء عنابر تربية الأعمار الصغيرة في مؤخرة المزرعة، بينما تكون عنابر المراحل العمرية الأكبر في المقدمة، لتجنب انتقال العدوى إلى الطيور الأصغر سنًا الأكثر حساسية.
تطهير المداخل: غلق بوابات المزرعة ووضع أحواض تحتوي على مواد مطهرة عند المداخل لتطهير وتعقيم كل من يدخل المزرعة.
أعلاف آمنة: التعامل مع شركات أعلاف موثوقة ومعتمدة لضمان خلو العلائق المستخدمة من أي آفات أو أمراض أو فيروسات.
فحص مصادر المياه: فحص دوري لمصادر المياه المستخدمة في المزرعة للتأكد من سلامتها وخلوها من أي مسببات مرضية.
التطهير والتعقيم الشامل: بعد إنشاء المزرعة والعنابر، البدء بحملة تطهير وتعقيم شاملة باستخدام مطهرات مناسبة لنوعية المسببات المرضية المحتملة، وسد أي شقوق في الجدران، وتأمين الشبابيك بأسلاك قوية في نظم التربية المفتوحة لمنع دخول الطيور البرية والآفات.
مكافحة الآفات الآمنة: تجنب إلقاء السموم بشكل مباشر على أرضية العنابر واستخدام نظم المكافحة البيولوجية أو اللاصقات للقضاء على الزواحف والقوارض.
التطهير المنهجي: اتباع ترتيب محدد لتطهير المزارع والعنابر يبدأ بالتنظيف والغسيل بالماء ثم الماء والصابون، ويُختتم باستخدام المواد المطهرة مع إتاحة الوقت الكافي لعملها، مع عدم إهمال أي مساحة مهما كانت صغيرة.
وأوضح الدكتور الديب أن عدم الالتزام بهذه الإجراءات لا يؤدي فقط إلى زيادة خطر الإصابات المرضية ونفوق الدواجن، بل يترتب عليه أيضًا عدم الوصول إلى المواصفات القياسية المطلوبة للمستهلكين، وزيادة تكاليف العلاج باستخدام الأدوية والأمصال واللقاحات، بالإضافة إلى خلق مشاكل بيئية وصحية قد تؤدي إلى إصابات مباشرة للعاملين والمستهلكين.
يُشدد الخبراء على أن تطبيق اشتراطات الأمان الحيوي هو استثمار ضروري لحماية الثروة الداجنة وضمان استدامة وربحية مشروعات تربية الدواجن، الحفاظ على الصحة العامة.