قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، في حديثه مع أحد الطلاب يُدعى حسن، إن الرغبة في أن يكون الإنسان من الأوائل والمتميزين هي بداية الطريق الحقيقي للنجاح، مؤكدًا أن أول خطوة هي وجود نية صافية وطموح صادق هدفه الخير وخدمة الناس، لا السعي للعلو أو السيطرة أو جمع المال فقط.
وأوضح الدكتور المهدي، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن أهم ما يميز الناجحين هو أنهم يعرفون ما يحبونه ويتقنونه، فيتوجهون إليه بكل طاقتهم، مشيرًا إلى ضرورة أن يسأل كل شاب نفسه: "أنا متميز في إيه؟ وبحب إيه؟" ثم يختار طريقه بناءً على ذلك، سواء كان علميًا أو أدبيًا أو فنيًا أو رياضيًا.
وأضاف أن تحديد الهدف بوضوح هو ما يصنع الفارق بين الناس، قائلًا إن 97% من البشر يعيشون دون هدف محدد، بينما الـ3% الذين يعرفون أهدافهم هم من يغيّرون وجه الحياة ويقودون المجتمعات.
كما شدد على أهمية بذل الجهد والمثابرة، موضحًا أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى تعب وسعي وكفاح، مع ضرورة تحمّل الفشل والتعلّم منه، لأن الفشل — كما قال — "يُعلّم أكثر من النجاح، ويمنح الإنسان حكمة ونضجًا".
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن الحفاظ على الصحة والعقل جزء أساسي من طريق التفوق، محذرًا الشباب من السلوكيات الضارة مثل التدخين والمخدرات وسوء التغذية، مؤكدًا أن الطاقة الجسدية والعقلية السليمة هي وقود النجاح.
وأكد الدكتور المهدي، على أن العلاقة القوية بالله تمنح الإنسان اتزانًا واتجاهًا صحيحًا في الحياة، وأن العلاقات الطيبة مع الناس ضرورية لأن النجاح لا يتحقق بمفردنا، قائلًا: "الطريق للنجاح رحلة مشتركة، فيها طموح، وتعب، وتعاون، وإيمان".