أكد الشيخ محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن ترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة ليس مجرد إجراء اقتصادي أو سلوك مجتمعي، بل هو واجب ديني حثّ عليه الإسلام، وهو جزء من ثقافة المسلم في حياته اليومية، مستشهداً بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وقال الأبيدي في مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: "الإسلام دين الوسطيّة والاعتدال في كل شيء، حتى في العبادة، فما بالك باستهلاك الطاقة؟!، ربنا قال: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}، وقال النبي ﷺ: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف".
وأضاف: "الترشيد لا يعني الحرمان، بل هو استخدام الطاقة على قدر الحاجة، دون إسراف أو تبذير، لأن المبذرين كما وصفهم القرآن: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}، وهذا تحذير شديد".
وأشار إلى أن ثقافة الاستغناء والاقتصاد في الاستهلاك لا بد أن تكون جزءًا من تربية الإنسان لنفسه وأسرته، فليس من المنطقي أن يشغل الإنسان أجهزة الإنارة أو التكييف أو السخان دون حاجة، لا في بيته، ولا في مكان عمله، ولا حتى في المساجد.
وتابع: "الإنسان خليفة الله في الأرض، ومأمور بالحفاظ على النعمة وعدم إضاعتها، والشرع الشريف يربط بين حسن استخدام الموارد وبين الإيمان، لأن هذا دليل على شكر النعمة".
أكد على أن الاستنزاف العشوائي للموارد مثل الكهرباء والمياه يضر الفرد والدولة على حد سواء، قائلاً: "إحنا في ظروف صعبة، ولازم كل فرد يعرف إنه لما بيستهلك بوعي، مش بس بيوفر على نفسه، ده كمان بيحمي موارد الدولة وبيحافظ على حق الأجيال الجاية، وده اللي بيأمرنا بيه الدين ويدعونا إليه الضمير".