وجه الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إلى جيل الأندر إيدج وجيل Gen Z، مؤكدًا أن أهم وصية يحتاجها هذا الجيل اليوم هي قول الله تعالى: «واصبر على ما أصابك».
وأوضح خلال حلقة برنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين، أن أبناء هذا العصر لا يتحملون كثيرًا، ليس تقصيرًا منهم، ولكن لأن الصورة الذهنية لديهم مرتبطة بسرعة العالم الرقمي؛ ضغطة واحدة تُنجز كل شيء في ثوانٍ، بينما رحلة الحياة تحتاج صبرًا طويلًا.
وأضاف أن بناء الصبر يبدأ من الصغر داخل الأسرة؛ فعندما يطلب الطفل شيئًا ولا يستطيع الأب أو الأم توفيره في اللحظة نفسها، يمكن ببساطة شرح السبب وتعليمه الانتظار، لأن ذلك يرسخ قيمة التحمل.
وأكد أن الصبر عند الأزمات يمنح الإنسان عزيمة وإرادة، فهو وإن كان مرّ المذاق، فإن عواقبه «أحلى من العسل».
وأشار الدكتور قابيل إلى أن العزيمة التي نراها في بعض الشباب اليوم هي ثمرة «بذرة الصبر» التي زرعت فيهم داخل البيت، مستشهدًا بقوله تعالى: «واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور». وبيّن أن الصبر داخل الأسرة—بين الزوجين أو بين أفرادها—هو أساس الاستمرار، وأن أول مشكلة لا ينبغي أن تكون سببًا للهروب أو الانفصال.
ثم انتقل إلى وصية التواضع واللين، موضحًا أن قوله تعالى «ولا تُصَعّر خدّك للناس» يعني أن يتجنب الإنسان الكبر أو النظر للناس باستعلاء، مهما كانت إمكاناته المادية أو خلفيته الاجتماعية.
وأضاف أن الله «لا يحب كل مختال فخور»، وأن التواضع يجعل الإنسان محبوبًا من الله ومن الناس.
كما أكد أهمية الاعتدال في السلوك والسير، مستشهدًا بقوله تعالى: «واقصد في مشيك»، معتبرًا أن القصد هو ميزان الحياة كلها للشباب، سواء في الجامعة، أو القيادة، أو القرارات الشخصية.
ودعا إلى خفض الصوت وعدم الإزعاج، لأن النصيحة تُقال بلطف وهدوء، لقوله تعالى: «فقولا له قولًا لينًا»، وقوله: «واخفض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير».
وأكد الدكتور أسامة قابيل بأن هذه الآيات السبع تمثل منهج حياة كاملاً، تحتاج لجلسات طويلة لفهمها وتطبيقها، سائلًا الله أن يهدي أبناءنا لأحسن الأخلاق.
