يُعدّ نبات الريحان العطري (Basil) من الأعشاب المحبوبة والواسعة الانتشار، وينتمي إلى الفصيلة الشفوية، و يتميز بتنوعه الكبير، حيث يضم أكثر من 30 نوعًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، كما أن أغلب الأنواع التجارية المتداولة تنتمي إلى النوع الملكي (O. basilicum).

و يُستخدم الريحان، سواء طازجًا أو مجففًا، لتتبيل اللحوم والأسماك، وإضافته إلى السلطات والصلصات، وحتى في الشاي.

الريحان عادة ما يكون من النباتات السنوية قصيرة العمر، لكنه قد يصبح معمرًا عند العناية به بشكل جيد، كما يتميز بجذوره السميكة وأوراقه البيضاوية الملساء ذات اللون الأخضر، ويتراوح طول الورقة من 3 إلى 11 سم، بينما يصل ارتفاع النبتة من 30 إلى 130 سم. تنمو أزهار الريحان متكتلة على رأس النبتة، وتتميز بكونها صغيرة وذات لون أبيض.

التجهيز لزراعة نبات الريحان
1-اختيار نوع نبات الريحان

يوجد العديد من أنواع الريحان التي يمكن اختيارها لزراعتها، وتندرج هذه الأنواع تحت خمس مجموعات رئيسية:
•الريحان الحلو (Sweet Basil): وهو الأكثر شيوعًا.
•ريحان جينوفيز (Genovese Group): يستخدم غالبًا في المطبخ الإيطالي.
•الريحان الشجري (Bush Group): ومثال عليه: الريحان الحار (Spicy Globe).
•الريحان الأرجواني (Purple Group): ومثال عليه: الريحان الداكن (Dark Opal).
•أنواع أخرى: مثل ريحان القرفة (Cinnamon).

2-اختيار الأرض الزراعية

يُعدّ اختيار موقع مشمس عاملًا مهمًا لزراعة الريحان، يُفضل الريحان النمو في الأرض المعرضة لأشعة الشمس لفترات طويلة، ولكنه ينمو جيدًا في المناطق التي تشرق فيها الشمس لمدة ست ساعات فقط. يجب أن تتراوح درجة حموضة (PH) التربة بين 6 و 6.5، وهي الدرجة المناسبة لنمو أغلب الخضراوات، للحصول على هذه الدرجة، يجب فحص التربة، وحرثها، ومزجها بالكمية اللازمة من الحجر الجيري (dolomitic limestone).

3- تجهيز الأرض الزراعية

يحتاج الريحان إلى تربة غنية بالمواد العضوية وجيدة التصريف لينمو على أفضل وجه. قبل الزراعة، يجب إضافة المواد العضوية للتربة ومزجها جيدًا. تلعب هذه المواد دورًا مهمًا في زيادة قدرة التربة الرملية على حفظ المياه، والتربة الطينية على تصريفها، كما تساهم في تحسين قدرة التربة على حفظ الأسمدة والاستفادة منها. من أمثلة المواد العضوية: السماد الطبيعي، السماد العضوي المشتق من روث الحيوانات، ومستخلص لحاء شجرة الصنوبر.

طرق زراعة نبات الريحان
1- الطريقة المباشرة (البذر المباشر)

يجب التأكد من انتهاء موجة الصقيع قبل البدء. يتم زراعة البذور في التربة بشكل مباشر، على عمق 0.6 سم لكل منها. بعد 5 إلى 7 أيام تنبت البذور. عندما تنمو الشتلة الرقيقة لتكون ثلاث أو أربع أوراق، يجب الفصل بينها بمسافة تتراوح من 15 إلى 30 سم تقريباً بإزالة البذور الزائدة. للحفاظ على رطوبة التربة وخلوها من الأعشاب الضارة، يجب تغطيتها بطبقة تتراوح سماكتها بين 5 إلى 8 سم تقريباً، وتتكون من القصاصات العشبية أو القش.

2- طريقة زراعة نبات الريحان بالأشتال

تُزرع بذور الريحان داخليًا على عمق 0.6 سم تقريباً لتنمو وتشكّل الأشتال خلال فترة تتراوح من 3 إلى 4 أسابيع. بعد ذلك، تُزرع هذه الأشتال خارجيًا عندما تصبح التربة دافئة كفاية للزراعة بعد انتهاء موجة الصقيع. يجب أن تكون درجة حرارة التربة المناسبة للزراعة 15 درجة مئوية على الأقل، فالطقس البارد والتربة التي تقل حرارتها عن 10 درجات مئوية يعيقان نمو الريحان ويتلفانه ويسببان اسوداد أوراقه.

3- طريقة زراعة نبات الريحان بالأُصُص (الأواني)

يمكن زراعة الريحان داخليًا في المنزل باستخدام الأُصُص، عن طريق زراعة عدة بذور في أصيص مملوء بالتربة المخصصة لذلك، مع مراعاة الحفاظ على رطوبتها بالري المنتظم. يجب وضع الأصيص في مكان مشمس. بعد حوالي 4-5 أسابيع من زراعة البذور، تبدأ عملية قطافها وحصادها، ويكون ذلك غالبًا في الخريف، الشتاء، وأوائل الربيع.

ريّ نبات الريحان والعناية به

يجب ريّ نبات الريحان بشكل دوري ودون إفراط. الريحان المزروع في صناديق الحديقة المرفوعة عن الأرض يُروى كل 7 إلى 10 أيام بحسب معدل هطول الأمطار في المنطقة، لضمان توفير الرطوبة اللازمة للجذور. أما النباتات المزروعة في أُصُص، فتجف بسرعة أكبر، لذلك يُفضل ريها بشكل متكرر.

و يُنصح باستخدام أُصُص ذات ثقوب من الأسفل لتصريف المياه بشكل جيد. يُفضل ري الريحان عند قاعدة النبتة للحفاظ على الأوراق من التبلل، مما يحد من تعرض النبات للأمراض. يمكن الري باستخدام الخرطوم، التنقيط، أو يدويًا.

تتم العناية بنبات الريحان عن طريق إزالة قمم النمو الطرفي منه، لتحفيزه على تكوين تفرعات أكثر، مما يعطي نموًا خضريًا أكبر ومظهرًا أكثر كثافة. تُزال براعم الريحان الزهرية فور ظهورها في منتصف الصيف للحفاظ على نكهة الأوراق، إلا أن هذه البراعم قد تُترك لتنمو إذا كان صنف الريحان يُستخدم للزينة أو لتكوين البذور. يجب أن تتم عملية حصاد نبات الريحان قبل بدء فترة الصقيع لضمان عدم إتلافه، حيث تُستخرج جذور النبات من التربة بعد ذلك وتُحفظ في أُصُص لتُزرع داخليًا.

أشهر الأمراض والآفات التي تصيب نبات الريحان
1- الآفات

•الخنافس اليابانية (Japanese Beetles) والجنادب (Grasshoppers): 
•الآثار: ثقوب ناتجة عن الأكل في الورقة.
•المكافحة: معالجة الأرض لقتل الحشرات غير مكتملة النمو الموجودة تحت الأرض، أو تغطية النبات بقماش مخصص للحدائق.
•البزاق (Slugs): 
•الآثار: وجود ثقوب على الأوراق كآثار لمضغ هذه الكائنات الرخوية.
•المكافحة: رش المبيدات الحشرية أو استخدام الفِخاخ المناسبة، وتجنب تهيئة الظروف الرطبة التي تفضلها هذه الآفات.

2-الأمراض

•عفن الجذور التاجي (Root Rot): 
•المسبب: فطريات.
•الأعراض: تسوس وتعفن جذور نبات الريحان، مما يؤدي إلى موته بوقت مبكر.
•المكافحة: عدم الإفراط في الري، تناوب زراعة المحاصيل على نفس قطعة الأرض، وتشميس مناطق نمو النباتات.
•تلف محصول الريحان (Basil Shoot Blight): 
•المسبب: فطريات.
•الأعراض: ظهور بقع على أوراق نبات الريحان وفقدانها في وقت مبكر، بالإضافة إلى ظهور خطوط غامقة على سيقان النبات.
•المكافحة: المباعدة بين النباتات للسماح بمرور الهواء بينها لإبقائها جافة.